tgoop.com/ooooqb/31279
Last Update:
### الفصل الخامس: ظل الماضي
بعد مرور عدة أسابيع على بداية صداقتنا، لاحظت أن إيثان بدأ ينفتح لي بشكل أكبر. كنا نلتقي بانتظام في الأماكن التي اعتدنا عليها، نتبادل الأحاديث ونتشارك القصص. كان الحديث عن سيفدا يتكرر أحيانًا، لكنني شعرت أنه يحاول تجنب الغوص في تفاصيل ماضيه المؤلمة.
في إحدى الليالي الهادئة، قررنا أن نجلس في مقهى قريب من محطة الحافلات. كانت الأجواء مريحة، والناس من حولنا منشغلون بأحاديثهم. بادر إيثان بالحديث هذه المرة.
"هل تعلم، لم أكن أعرف كيف أتعامل مع مشاعري نحو سيفدا. كانت تستحق الأفضل، وكنت أحاول دائمًا أن أكون ذلك الشخص الأفضل."
سألته: "كيف كنت تحاول تحقيق ذلك؟"
ابتسم إيثان بخفة وقال: "كنت أراقبها بعناية، أحاول معرفة ما تحب وما تكره. اكتشفت أنها تميل لحب المال والثراء، وهذا ما دفعني للتفوق في دراستي والعمل بجد. كنت أريد أن أكون الشخص الذي يمكنها الاعتماد عليه."
أجبته بحذر: "هل كانت تعرف مشاعرك نحوها؟"
هز رأسه بنفي وقال: "لم أصارحها بمشاعري قط. لم يكن الأمر يتعلق بالشجاعة، بل كنت أحاول حمايتها من تفاهات المراهقة. كنت أفضل أن أبقى بجانبها كصديق بدلاً من أن أخسرها تمامًا."
تنهد إيثان وأضاف: "بعد تخرجنا، دخلنا الجامعة، أنا في تخصص وهي في قسم آخر ضمن نفس التخصص. كانت أيام الجامعة مليئة بالعمل والدراسة، لكنني كنت أجد الوقت دائمًا لمراقبتها من بعيد. كنت أراها تتفوق وتنجح، وكنت أشعر بالفخر، ولكن أيضًا بالحزن لأنني لم أكن جزءًا من حياتها كما كنت أريد."
شعرت بعمق ألمه وقلت: "إيثان، ربما كان عليك أن تخبرها بما تشعر به. ربما كانت تشعر بنفس الشيء نحوك."
ابتسم إيثان بمرارة وقال: "ربما، ولكنني لم أرغب في أن يسيء الناس الظن بها. كنت أحفظ مشاعري في أعماق نفسي كي لا تُفهم بشكل خاطئ. بعد التخرج، شعرت أنني اكتملت على ما يبدو، لكنني لم أستطع المبادرة. أردت أن أبقى كصديق بدلاً من أن أفقدها تمامًا."
سألته: "وماذا عن سيفدا؟ هل كانت تدرك ما كنت تشعر به؟"
هز إيثان رأسه بالإيجاب وقال: "نعم، كانت تعي جيدًا ما كنت أفعله طوال تلك المدة. كانت تتجاوب دائمًا مع الأعذار التي أختلقها لبدء الحديث. كأنها كانت تنتظر مني أن أتحدث بصراحة، لكنها لم تضغط عليّ."
BY ضلال ضائعة
Share with your friend now:
tgoop.com/ooooqb/31279