tgoop.com/ooooqb/31280
Last Update:
### الفصل السادس: الرسالة واللحظة الطائشة
كانت ليلة هادئة، يضيء فيها القمر بنوره الفضي أرجاء المدينة. جلس إيثان في مكتبه منهمكًا بأوراقه، مستغرقًا في العمل حتى نسِيَ الوقت. كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل عندما انتهى أخيرًا من مهمته. شعر بالإرهاق والتعب، فقرر أن يستريح قليلاً قبل العودة إلى منزله.
بينما كان يغلق ملفاته، تذكر هاتفه الذي تركه في جيب معطفه طوال اليوم دون أن يلقي نظرة عليه. أخرجه ليرى العديد من الرسائل غير المقروءة، جميعها من سيفدا.
فتح الرسائل بسرعة، ليجد سيفدا تعاتبه برقة على تأخره في الرد. كتبت: "أين كنت؟ لقد انتظرتك طويلاً. لا أستطيع النوم دون أن أتحدث معك."
شعر إيثان بحرارة الكلمات تتسرب إلى قلبه، فرد عليها معتذرًا عن التأخير، وأخبرها بكمية العمل التي كانت عليه اليوم. تتابعت الرسائل بينهما، حوارهم كان مليئًا بالعاطفة والحنين، دون أن يتجرأ أحدهما على الاعتراف بمشاعره.
استمرت المحادثة لساعة أو أكثر، كل منهما يحاول فهم ما وراء كلمات الآخر. كانت سيفدا تعبر عن اهتمامها وعتابها بطريقة غير مباشرة، وكأنها تنتظر منه خطوة لتوضيح مشاعره.
وفجأة، في لحظة طائشة، خرجت الكلمات من فم إيثان قبل أن يدرك. كتب لها: "أتعلمين؟ لقد أحببتك منذ أن كنا أطفالاً."
توقفت أنفاسه للحظة، ينتظر ردها بقلق. كانت اللحظة ثقيلة على قلبه، لا يعرف إن كانت ستتفهم أو ترفض.
جاء الرد بعد دقائق قليلة، لكنها بدت له كأنها دهور. كتبت سيفدا: "كنت أعلم، ولكنني كنت أنتظر منك الاعتراف. كنت أنتظرك طوال هذه السنين، إيثان."
شعر إيثان بفرحة عارمة، وكأن حملاً ثقيلاً أُزيح عن كاهله. استمر الحديث بينهما، لكنه أخذ منحىً جديدًا، أصبح أكثر دفئًا وصدقًا.
في تلك الليلة الباردة المقمرة، تحولت صداقتهما إلى شيء أعمق، شيء كانا يترقبانه بصمت. بدأ التواصل بينهما يأخذ شكلاً مختلفًا، يعبر كل منهما عن مشاعره بصدق دون خوف أو تردد.
---
BY ضلال ضائعة
Share with your friend now:
tgoop.com/ooooqb/31280