tgoop.com/ooooqb/31283
Last Update:
### الفصل التاسع: الشك واليقين
لم يكن ظن إيثان خاطئًا، ولم يكن هو الوحيد الذي لاحظ التغيرات. الجميع في المكتب كانوا يتحدثون عن العلاقة الواضحة بين المدير وسيفدا. كانت الإشارات صغيرة في البداية، كالأوقات التي يقضيانها معًا، والتفضيلات التي يمنحها المدير لسيفدا في جدول عملها.
في إحدى الأمسيات، بينما كان إيثان يستعد للخروج من العمل، تلقى رسالة من أحد زملائه في العمل. كانت الرسالة تحتوي على صورة لسيفدا والمدير يتحدثان بمفردهما في مكتبه، بعد ساعات العمل. شعر إيثان بالغضب والإحباط. كان قد طلب من سيفدا مرات عديدة أن تكون صادقة معه، لكنها أكدت له أنها لا تجالس المدير منعزلين.
بدأت الشكوك تتزايد في عقل إيثان. لاحظ التغيرات في سلوك سيفدا معه: الردود البطيئة على رسائله، الأعذار المتكررة لتجنب المكالمات الهاتفية، والتوتر الذي يسيطر على حديثها عندما يسألها عن يومها في العمل.
قرر إيثان مواجهة سيفدا مرة أخرى. في إحدى الليالي، قرر إيثان أن يتحدث مع سيفدا عبر الهاتف. اتصل بها وكان صوته مليئًا بالجدية: "سيفدا، علينا أن نتحدث بصدق. لقد رأيت الصورة، وأنا أعرف أنك لم تكوني صادقة معي بشأن مديرك."
ترددت سيفدا للحظة، ثم حاولت التلاعب بالإجابة: "إيثان، لم نكن وحدنا تمامًا. كان هناك بعض الزملاء في المكتب."
لكن إيثان لم يكن مقتنعًا: "سيفدا، الصورة تظهر بوضوح أنك كنتِ معه بمفردكما. لماذا لم تخبريني بالحقيقة من البداية؟"
حاولت سيفدا الدفاع عن نفسها مرة أخرى: "إيثان، لم يكن الوقت طويلاً. كانت محادثة قصيرة حول العمل، لا شيء أكثر من ذلك."
إلا أن إيثان لم يكن راضيًا بهذه الإجابات المتناقضة: "الأمر ليس فقط حول الوقت الذي قضيته معه، بل حول الثقة التي انكسرت بيننا. كيف يمكنني أن أثق بك إذا كنتِ تكذبين عليّ بشأن هذا الأمر؟"
صمتت سيفدا للحظة، لكنها قررت قلب الطاولة لصالحها بأسلوب ماكر. بدأت تلوم إيثان على تتبعها وذرفت الدموع، محاولة إظهار نفسها كضحية. "إيثان، كيف يمكنك أن تتبعني وتراقبني بهذا الشكل؟ لم أكن أتوقع منك هذا. أنا فقط أحببتك، ولكن يبدو أنني كنت مخطئة في ذلك. ربما يجب أن ألوم نفسي لأنني أحببتك إلى هذا الحد."
كانت دموعها تلعب دورًا كبيرًا في محاولتها لقلب الأمور لصالحها، لكنها كانت تعرف في قرارة نفسها أن إيثان محق في مشاعره وشكوكه. ومع ذلك، كانت تحاول بكل جهدها أن تبرر أفعالها وأن تضع اللوم على إيثان بدلاً من مواجهة الحقيقة.
على الطرف الآخر، شعر إيثان بالإحباط واليأس. لم يكن يتوقع أن تتحول الأمور إلى هذا الشكل. حاول أن يهدئ من روعه وقال بصوت هادئ: "سيفدا، لستُ أبحث عن مبررات، أبحث عن الحقيقة. إذا كنتِ ترغبين في إنهاء هذه العلاقة، قوليها بوضوح. لا تحاولي قلب الطاولة عليّ ولومني على ما أشعر به."
بقيت سيفدا صامتة، دموعها لا تزال تنهمر. كانت تعلم أن اللعبة انتهت، وأن الحقيقة ستظهر في النهاية. في تلك اللحظة، أدركت أن عليها اتخاذ قرار صعب بشأن علاقتها بإيثان، وأنه لا يمكنها الاستمرار في التلاعب بمشاعره إلى الأبد.
مع نهاية المكالمة، كان إيثان يشعر بأنه قد فقد شيئًا ثمينًا. رغم كل شيء، كان يعلم أن هذا الفصل من حياته قد أغلق، وأنه بحاجة للمضي قدمًا مهما كانت النتائج.
BY ضلال ضائعة
Share with your friend now:
tgoop.com/ooooqb/31283