tgoop.com/ooooqb/31285
Last Update:
الفصل العاشر: دوامة التوبة والخداع
بعد انقطاع دام لأسبوع، أرسلت سيفدا رسالة اعتذار مليئة بالوعود بالتوبة. كان إيثان، الذي لا يريد أن يفرط بسيفدا، يقبل أعذارها ووعودها بلهفة. لم يكن ينتظر من سيفدا أن تعتذر، فقد اختلق هو الأعذار في داخله مرارًا وتكرارًا. كان قلب إيثان دائمًا حاضرًا للدفاع عنها أمام عقله.
قبل إيثان اعتذارها، وعادا إلى بعضهما بطريقة مضطربة. تارةً تقف العلاقة وتارةً تسقط، وكأنها تسير على حبل مشدود. لم تتوقف والدة سيفدا عن المكائد والافتراءات ضد إيثان، محاولة بكل الطرق الممكنة إبعاد ابنتها عنه. كانت الأم تتلاعب بالعواطف والأحداث، تبحث عن أي فرصة لتشويه سمعة إيثان وإظهاره بمظهر الشخص غير المناسب لابنتها.
أما والد سيفدا، فقد كان له دور مختلف في هذه الدراما. بدا وكأنه يستخدم ابنته كورقة رابحة في إنجاز معاملاته وصفقاته. كان يتحدث عنها وكأنها سلعة للتفاوض، وسيلة لتحقيق مكاسبه الشخصية. في بعض الأحيان، كنت أتساءل عن نوع الدم الذي يجري في عروقه، وكأنه تاجر أعضاء بشرية، لا يهتم إلا بمصالحه الشخصية.
إيثان، على الرغم من محاولاته اليائسة لإعادة الأمور إلى نصابها، بدأ يشعر بأن الأمور تخرج عن سيطرته. كان يعلم أن حبه لسيفدا يجعله يتغاضى عن الكثير من الأمور التي لا يمكن التغاضي عنها في علاقة طبيعية. لكن حبه العميق لها كان يجعله مستعدًا لتحمل كل الصعوبات من أجلها.
في إحدى الأمسيات، تلقى إيثان رسالة من سيفدا تخبره بأنها ستذهب إلى حفلة لصديقتها. سألها: "ألن تذهبي للعمل؟" أجابت: "لا، سأبدل دوامي لوقت آخر." شعر إيثان بأن الأمر غريب، لكنه لم يعترض. في اليوم التالي، اكتشف أن مدير الشركة قد عاد من سفره، وأعلن عن ذلك عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ الشك يتسلل إلى قلبه.
عندما واجه إيثان سيفدا بالأمر عبر الهاتف، حاولت التلاعب بالإجابات. تارةً تقول إنهم لم يكونوا وحيدين، وتارةً تقول إن الوقت لم يكن طويلاً. صمتت سيفدا رغم معرفتها أن إيثان محق، ثم حاولت قلب الطاولة لصالحها بأسلوب ماكر. ألقت اللوم على إيثان لتتبعه لها، ذرفت الدموع واتهمته بأنه لا يثق بها، وأنها هي التي أخطأت بحبه.
حاول إيثان تصحيح الأمور، معتقدًا أنها الكذبة الأولى ولا يجب أن يقسو عليها بسببها. أعطى سيفدا بعض الوقت كي تراجع خطأها. حاول إيثان إعادة الأمور إلى نصابها على مضض، لكن سيفدا لم تتعلم من أخطائها رغم اعترافها بها. كانت التوترات بينهما تتصاعد، وإيثان يشعر بأن حب حياته ينفلت من بين يديه.
توقف إيثان عن سرد القصة فجأة، وصمت دون أن يبدي أي رد فعل. حاولت أن أقول له شيئًا، لكن بدا أنه لا يسمع أي شيء من حوله. "إيثان، إيثان"، كان هذا كل ما استطعت قوله في تلك اللحظة. أما إيثان، فكان كتلة من الجماد بعينين شاردتين ووجه متجهم.
لم يكسر هذا الموقف إلا الزجاج المتطاير من بين يديه، نتيجة ضغطه الشديد على الكأس، تاركًا جرحًا في كفه. تجمدت للحظة، ثم سارعت إليه، "إيثان، هل أنت بخير؟!" أمسكت بيده المصابة، والدماء تسيل منها ببطء.
بدا أن الألم الجسدي قد أعاده إلى وعيه، حيث نظر إليّ بعينين مملوءتين بالحزن والتعب. "أنا آسف... لم أقصد أن أضعك في هذا الموقف"، قال بصوت متعب. كانت الكلمات تخرج منه وكأنها تجر وراءها عبء سنوات من الألم والمعاناة.
سارعت لإحضار بعض المناديل والضمادات ، وحاولت إيقاف النزيف. "لا بأس، إيثان. أنا هنا لمساعدتك." بدأت بتنظيف الجرح بلطف، محاولًا تهدئته. كان الوقت يمر ببطء، وكانت مشاعر الحزن والإحباط تخيم على الجو.
بينما كنت أضمد جرحه، شعرت بعمق الألم الذي يحمله إيثان. لم يكن الألم الجسدي هو ما يعذبه، بل كان حمل الذكريات والخيانة التي تعرض لها من أقرب الناس إليه. "سيفدا كانت كل شيء بالنسبة لي، ولكني كنت مجرد شيء عابر بالنسبة لها"، قال إيثان بصوت خافت.
أخذت نفسًا عميقًا، محاولًا إيجاد الكلمات المناسبة لتهدئته. "إيثان، أنت تستحق أفضل من ذلك. لا يجب أن تحمل عبء خيانات الآخرين. حياتك ما زالت أمامك، وهناك الكثير من الأمور الجميلة التي تنتظرك."
نظر إليّ بنظرة امتنان، وأكمل: "أعلم ذلك، ولكن الجرح ما زال طازجًا. ربما سيحتاج الوقت للشفاء."
انتهيت من تضميد جرحه، وجلسنا هناك بصمت للحظة، كل منا غارق في أفكاره. كان واضحًا أن هذا لم يكن مجرد جرح عابر، بل كان علامة على جرح أعمق بكثير. ومع ذلك، كنت مصممًا على مساعدته على التعافي، مهما استغرق الأمر من وقت وجهد.
BY ضلال ضائعة
Share with your friend now:
tgoop.com/ooooqb/31285