tgoop.com/oticjei/9993
Last Update:
أسير وكأنني أهرب من شيء لا أستطيع تسميته، شيء ثقيل يسكن صدري ويمسك بخناقي. أبحث عن شيء، أو ربما عن شخص، أو حتى عن لحظة دفء تملأ هذا الفراغ الذي يكبر بداخلي يومًا بعد يوم. أنظر إلى السماء، أرى السحب تمضي بلا توقف، وأتساءل: لماذا تمضي السحب بثقة بينما أنا أتعثر في خطواتي؟ لماذا تبدو السماء دائمًا قادرة على احتواء هذا الحزن بينما أنا أضيق بنفسي؟
أسمع ضجيج الناس من حولي، ضحكاتهم، أحاديثهم، لكنها تبدو وكأنها تأتي من عالم بعيد. أحاول أن أتظاهر بأنني واحد منهم، لكن في داخلي صوتًا يهمس: "أنت لست هنا. أنت في مكان آخر، مكان مليء بالأسئلة التي لا إجابات لها، والآلام التي لا شفاء منها."
أحيانًا أوقف قدمي في منتصف الطريق، وأغلق عيني. أستمع لصمت أعماقي، لكنه ليس صمتًا هادئًا، بل ضجيج من ذكريات متداخلة، وجوه غابت وأحلام انهارت. أتذكر لحظات كنت أظن فيها أنني بخير، أنني قوي، لكن الحقيقة؟ كل تلك اللحظات كانت مجرد قشرة رقيقة تخفي هشاشتي.
أمضي إلى أماكن أعرفها، لكنها تبدو غريبة الآن. الشوارع التي كنت أحبها أصبحت باردة، والوجوه التي كنت أجد فيها الأمان أصبحت مجرد ملامح عابرة. حتى ظلي أصبح ثقيلاً عليّ، كأنه يذكرني بأنني هنا، وحيد، وأحمل شيئًا أكبر مما أستطيع احتماله.
أحيانًا، أجد نفسي أمام مرآة عابرة، أنظر إلى انعكاسي وأكاد لا أتعرف عليه. من هذا الشخص؟ أين ذهبت تلك اللمعة في عينيه؟ أين ذلك الحلم الذي كان يملأ صدره؟ يبدو وكأنني شخص مات منذ زمن، لكنه ما زال يتحرك بلا روح، بلا هدف، بلا وجهة.
هل هذا هو الحزن؟ أن تشعر بأنك تائه في عالمك، وأن كل الطرق تؤدي إلى أماكن لا تريدها؟ أم هو شيء أعمق؟ شيء يشبه الغرق البطيء، حيث تفتح عينيك وترى العالم من حولك، لكنه يبدو ضبابيًا، بعيدًا، وغير حقيقي؟
أواصل السير، لأنني لا أملك خيارًا آخر. أواصل السير، ليس لأنني أعرف الطريق، بل لأن الوقوف يعني الاستسلام، ولست مستعدًا للاستسلام بعد. أمشي وأحمل معي حزني، كصديق قديم لا يرحل، كظل لا يفارقني، كجزء مني لا يمكنني التخلص منه.❤️🩹😔
BY صَـدَىٰ الـرُّوحْ ᥫ᭡..
Share with your friend now:
tgoop.com/oticjei/9993