tgoop.com/pQv643xAyMmZ/1036
Last Update:
رسالة الشاعرة (فروغ فرخزاد)
إلى صديقها القاص (إبراهيم كلستاني):
أشعرُ تحت جِلدي بانقباضٍ وغَثَيان.. أريدُ تَمزيق كلَّ شيءٍ.. أُريد أن أتقوقعَ في ذَاتي ما أمكنني. أريدُ الانطواء في أعماق الأرض، فهناك حُبّي، هُناك عندما تخضر البذور وتتواشج الجذور يَلتقي التفسّخ والانبعاث، وجود ما قبل الولادة وما بعد الولادة، كأنَّما جَسدي شكلٌ مؤقتٌ سرعان ما سيزول. أريدُ الوصول إلى الأصل، أرغب في تعليق قلبي على الأغصان مثل فاكهةٍ طازجةٍ…
سعيتُ دائماً لأكون بوابة موصدة لئلا يَطّلع أحدٌ على حياتي الباطنيَّة الموحشة، لئلا يعرف أحد حياتي… سعيت إلى أن أكون آدمية.. ولكن كان في داخلي على الدوام كائنٌ حيٌ..
قد ندحرج إحساسنا بأقدامنا.. لكننا لا نستطيع أن نرفضه أبداً.
لا أعرف الوصول.. لكني أعتقد أن هناك هدفاً ولابدّ، هدفٌ ينسابُ من وجودي كلّه إليه، آهٍ.. لو أموت وأُبعث ثانيةً لأرى الدنيا شكلاً آخر.
العالم ليس ظلماً بكليّتهِ، والناس، الناس المتعبون ينسون أنفسهم دائماً فلا يسيج أحدٌ منهم بيته.
الإدمان على عادات الحياة المُضحكة، والإذعان للمحدوديَّة والعوائق، كلّها أعمال مخالفة للطبيعة.
إن حرماناتي، وإن تكنْ قد منحتني الحزن، فهي على العكس من ذلك أيضاً أعطتني هذه الميزة: لقد أنجتني من فخاخ التهتّك المخادع في العلاقات المُحتملة. فالحرمانات تقرّب العلاقة إلى مركز الاضطرابات والتحوُّلات الأصلية.
لا أريد أن أشبع، أريد الوصول إلى فضيلة الشبع.
BY نَافِذَة
Share with your friend now:
tgoop.com/pQv643xAyMmZ/1036