QURANMAJEED12 Telegram 9458
انتبه ياصديقي نحنُ على وشّك الدخولِ إلى شهرِ شَعبان .. فإليك بداية تربوية في سلسة سوف أقومُ بالكتابة عنها :

لا يحتاج الشيطان إلى مفاتيحٍ حقيقيةٍ لسلب إرادتك، بل يكفيه أن يُقنعك بأنك فقدتها.. إنها حربٌ نفسيةٌ لا تُخاض بالسيوف، بل بالوساوس التي تنسج من الخوفِ سردابًا، ومن الترددِ متاهةً، فكيف نُعيد تفسير خريطة هذه المعركة؟ وكيف نُشعل مصباحًا ينير الطريق ؟

---

الاستراتيجيات الثلاث: تشريحٌ لعبقرية الظل

١. التأجيل المتسلسل: حين يتحول "الغد" إلى وهمٍ سرمدي
الشيطان لا يسرق وقتك، بل يسرق "إحساسك بالوقت" يغرّد في أذنك: "اليوم ضيقٌ، وغدًا أوسع"، فيتحول "الغد" إلى فضاءٍ أسطوريٍّ تذوب فيه كل العقبات، لكنك لا تصل إليه أبدًا.

إنه يبيعك الوهم بلغة التفاؤل: "ستُصلح علاقتك بأهلك لاحقًا"، "ستبدأ مشروعك عندما تصبح الظروف مثالية"وهكذا تتراكم الأغلفة الزمنية فوق رغباتك، حتى تصبح كالكنز المدفون تحت جبال من "اللاحق".

القرآن يفضح هذه الخدعة في آيةٍ كأنها صفعةٌ للوعي: ﴿وَيَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾. فـ"الوعد" هنا ليس مجرد كذبة، بل هو **اختراقٌ لعقلك اللاواعي ليُحوّل الأمل إلى تسويف.

٢. وهم العجز المُكتسب: عندما تصدّق أنك السجّان
هنا يلعب الشيطان على وتر الذاكرة المؤلمة: يرفع صوت فشلك السابق، ويخفت صوت نعمة التمكين الإلهية، يُذكّرك بأنك حاولت مرارًا فلم تنجح، فيتحول الفشل من تجربةٍ عابرةٍ إلى "هوية دائمة"

يقول ابن عطاء الله: "لا يَكُفُّ الله عن منحِك ما هو خيرٌ لك… ولكنك أنت تكفُّ نفسك بالاستعجال" العجز المُكتسب ليس حقيقةً، بل هو انزياحٌ عن إدراك أن القدرة تُولد مع الخطوة الأولى، لا قبلها.

٣. خداع المقارنة المسمومة: سرُّ الشعور بالنقص
المقارنةُ المرضيةُ هي السكين التي يقطع بها الشيطان أوصال فرحك، يريك نجاح الآخرين كأنه جبلٌ شاهق، بينما يصور مساعيك كذرة رملٍ ضائعة، لكن الحقيقة التي يخفيها عنك: كلُّ نجاحٍ بدأ ببدايةٍ متعثرة، وكلُّ مسيرةٍ عظيمةٍ وُلدت من رحم الفوضى، العاقل لا ينظر إلى من هو "أعلى" منه، بل إلى من هو "أدنى" ليشكر، وإلى نفسه ليُصلح.


يقول المفكر علي عزت بيغوفيتش: "الإرادة ليست قوةً سحريةً، بل هي قرارٌ بالتحرّك حين يكون التثبيط في ذروته" هنا يكمن سرُّ قانون الثواني الخمس:

- لا تناقش الوساوس، فالدماغ البشري خبيرٌ في صناعة الأعذار.
- حرّك جسدك قبل أن تُحرّك فكرك، فالصلاة لا تنتظر إحساسك بالخشوع، والخير لا ينتظر زوال التردد.
- الإرادة كالنار: تشتغل بالاحتكاك، فكل حركةٍ صغيرةٍ تُنتج زخمًا يكسر حاجز الجمود.

حين تقول لك نفسك: "لا أستطيع قيام الليل"، قم فورًا لتبلل وجهك بالماء،
وحين تتردد في مساعدة محتاج، أخرج محفظتك قبل أن تُفكر في التفاصيل.

الشيطان يخاف من "السرعة"؛ لأنها تفكك لعبة التفكير الزائد، وتُعيد السلطة لروحك التي فطرها الله على الخير.

في المنظور التربوي، الشيطان ليس قوةً مستقلة، بل هو الظلُّ الذي يتضاءل كلما اقتربت من النور، كل خطوةٍ نحو الخير – مهما بدت تافهة – هي إعلانٌ لروحك: "أنا هنا، وأنا أختار النور".

يقول ابن القيم: "إذا أردت أن تعرف من تُحب، فانظر ما الذي يقطع عليك لذة مناجاته".

والتربية ليست هروبًا من الواقع، بل هي فنُّ تحويل الأفعال إلى عبادة، حتى في أدق التفاصيل، حين تغسل صحنًا لمساعدة زوجتك بنية التخفيف عنها، فأنت في "خلوةٍ" مع الله، حين تبتسم لجارك رغم همومك، فأنت تُمارس "ذكرًا" من دون حروف.

إذًا كيف أُعيد برمجة وعي؟

١. حوّل "الغد" إلى "الآن": اكتب هدفًا صغيرًا لكل يوم، وافعله في أول ساعةٍ بعد الفجر، السحر يكمن في البداية.
٢. أعد تعريف الفشل: الفشل ليس عدوك، بل هو معلمك، كل محاولةٍ – حتى إن لم تُثمر – تُضعف سلطان الشيطان عليك.
٣. استبدل المقارنة بالتعاطف: تذكّر أن كل إنسانٍ يحمل جراحًا خفية، بدلًا من مقارنة نفسك بآخرين، اسأل: "كيف أخدمهم؟".

وتذكر أيها السّيد: الشيطان يخسر المعركة عندما تدرك أن الباب لم يُغلق أبدًا، وأن المرآة التي تعكس القفل الوهمي بينك وبين الخير يمكن أن تتحطم بضربة يدٍ واحدة.

ابدأ الآن، ولو بشيءٍ يبدو لك تافهًا: أرسل رسالة حبٍ لأمك، تصدّق بقطعة نقدية في جيبك، اقرأ صفحةً من كتابٍ ألهته الأيام.

القرآن يمنحك الوعد الأعظم: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ لاحظ أنه قال "جَاهَدُوا" ولم يقل "انتصروا"، لأن الجهاد نفسه هو الهداية.

وتذكر دائمًا: الروح التي تُصارع الظلَّ، هي روحٌ تعرف – في أعماقها – أن النور مصدرها.



tgoop.com/quranmajeed12/9458
Create:
Last Update:

انتبه ياصديقي نحنُ على وشّك الدخولِ إلى شهرِ شَعبان .. فإليك بداية تربوية في سلسة سوف أقومُ بالكتابة عنها :

لا يحتاج الشيطان إلى مفاتيحٍ حقيقيةٍ لسلب إرادتك، بل يكفيه أن يُقنعك بأنك فقدتها.. إنها حربٌ نفسيةٌ لا تُخاض بالسيوف، بل بالوساوس التي تنسج من الخوفِ سردابًا، ومن الترددِ متاهةً، فكيف نُعيد تفسير خريطة هذه المعركة؟ وكيف نُشعل مصباحًا ينير الطريق ؟

---

الاستراتيجيات الثلاث: تشريحٌ لعبقرية الظل

١. التأجيل المتسلسل: حين يتحول "الغد" إلى وهمٍ سرمدي
الشيطان لا يسرق وقتك، بل يسرق "إحساسك بالوقت" يغرّد في أذنك: "اليوم ضيقٌ، وغدًا أوسع"، فيتحول "الغد" إلى فضاءٍ أسطوريٍّ تذوب فيه كل العقبات، لكنك لا تصل إليه أبدًا.

إنه يبيعك الوهم بلغة التفاؤل: "ستُصلح علاقتك بأهلك لاحقًا"، "ستبدأ مشروعك عندما تصبح الظروف مثالية"وهكذا تتراكم الأغلفة الزمنية فوق رغباتك، حتى تصبح كالكنز المدفون تحت جبال من "اللاحق".

القرآن يفضح هذه الخدعة في آيةٍ كأنها صفعةٌ للوعي: ﴿وَيَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾. فـ"الوعد" هنا ليس مجرد كذبة، بل هو **اختراقٌ لعقلك اللاواعي ليُحوّل الأمل إلى تسويف.

٢. وهم العجز المُكتسب: عندما تصدّق أنك السجّان
هنا يلعب الشيطان على وتر الذاكرة المؤلمة: يرفع صوت فشلك السابق، ويخفت صوت نعمة التمكين الإلهية، يُذكّرك بأنك حاولت مرارًا فلم تنجح، فيتحول الفشل من تجربةٍ عابرةٍ إلى "هوية دائمة"

يقول ابن عطاء الله: "لا يَكُفُّ الله عن منحِك ما هو خيرٌ لك… ولكنك أنت تكفُّ نفسك بالاستعجال" العجز المُكتسب ليس حقيقةً، بل هو انزياحٌ عن إدراك أن القدرة تُولد مع الخطوة الأولى، لا قبلها.

٣. خداع المقارنة المسمومة: سرُّ الشعور بالنقص
المقارنةُ المرضيةُ هي السكين التي يقطع بها الشيطان أوصال فرحك، يريك نجاح الآخرين كأنه جبلٌ شاهق، بينما يصور مساعيك كذرة رملٍ ضائعة، لكن الحقيقة التي يخفيها عنك: كلُّ نجاحٍ بدأ ببدايةٍ متعثرة، وكلُّ مسيرةٍ عظيمةٍ وُلدت من رحم الفوضى، العاقل لا ينظر إلى من هو "أعلى" منه، بل إلى من هو "أدنى" ليشكر، وإلى نفسه ليُصلح.


يقول المفكر علي عزت بيغوفيتش: "الإرادة ليست قوةً سحريةً، بل هي قرارٌ بالتحرّك حين يكون التثبيط في ذروته" هنا يكمن سرُّ قانون الثواني الخمس:

- لا تناقش الوساوس، فالدماغ البشري خبيرٌ في صناعة الأعذار.
- حرّك جسدك قبل أن تُحرّك فكرك، فالصلاة لا تنتظر إحساسك بالخشوع، والخير لا ينتظر زوال التردد.
- الإرادة كالنار: تشتغل بالاحتكاك، فكل حركةٍ صغيرةٍ تُنتج زخمًا يكسر حاجز الجمود.

حين تقول لك نفسك: "لا أستطيع قيام الليل"، قم فورًا لتبلل وجهك بالماء،
وحين تتردد في مساعدة محتاج، أخرج محفظتك قبل أن تُفكر في التفاصيل.

الشيطان يخاف من "السرعة"؛ لأنها تفكك لعبة التفكير الزائد، وتُعيد السلطة لروحك التي فطرها الله على الخير.

في المنظور التربوي، الشيطان ليس قوةً مستقلة، بل هو الظلُّ الذي يتضاءل كلما اقتربت من النور، كل خطوةٍ نحو الخير – مهما بدت تافهة – هي إعلانٌ لروحك: "أنا هنا، وأنا أختار النور".

يقول ابن القيم: "إذا أردت أن تعرف من تُحب، فانظر ما الذي يقطع عليك لذة مناجاته".

والتربية ليست هروبًا من الواقع، بل هي فنُّ تحويل الأفعال إلى عبادة، حتى في أدق التفاصيل، حين تغسل صحنًا لمساعدة زوجتك بنية التخفيف عنها، فأنت في "خلوةٍ" مع الله، حين تبتسم لجارك رغم همومك، فأنت تُمارس "ذكرًا" من دون حروف.

إذًا كيف أُعيد برمجة وعي؟

١. حوّل "الغد" إلى "الآن": اكتب هدفًا صغيرًا لكل يوم، وافعله في أول ساعةٍ بعد الفجر، السحر يكمن في البداية.
٢. أعد تعريف الفشل: الفشل ليس عدوك، بل هو معلمك، كل محاولةٍ – حتى إن لم تُثمر – تُضعف سلطان الشيطان عليك.
٣. استبدل المقارنة بالتعاطف: تذكّر أن كل إنسانٍ يحمل جراحًا خفية، بدلًا من مقارنة نفسك بآخرين، اسأل: "كيف أخدمهم؟".

وتذكر أيها السّيد: الشيطان يخسر المعركة عندما تدرك أن الباب لم يُغلق أبدًا، وأن المرآة التي تعكس القفل الوهمي بينك وبين الخير يمكن أن تتحطم بضربة يدٍ واحدة.

ابدأ الآن، ولو بشيءٍ يبدو لك تافهًا: أرسل رسالة حبٍ لأمك، تصدّق بقطعة نقدية في جيبك، اقرأ صفحةً من كتابٍ ألهته الأيام.

القرآن يمنحك الوعد الأعظم: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ لاحظ أنه قال "جَاهَدُوا" ولم يقل "انتصروا"، لأن الجهاد نفسه هو الهداية.

وتذكر دائمًا: الروح التي تُصارع الظلَّ، هي روحٌ تعرف – في أعماقها – أن النور مصدرها.

BY ليطمئن قلبي


Share with your friend now:
tgoop.com/quranmajeed12/9458

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. The public channel had more than 109,000 subscribers, Judge Hui said. Ng had the power to remove or amend the messages in the channel, but he “allowed them to exist.” Earlier, crypto enthusiasts had created a self-described “meme app” dubbed “gm” app wherein users would greet each other with “gm” or “good morning” messages. However, in September 2021, the gm app was down after a hacker reportedly gained access to the user data. In the next window, choose the type of your channel. If you want your channel to be public, you need to develop a link for it. In the screenshot below, it’s ”/catmarketing.” If your selected link is unavailable, you’ll need to suggest another option. Hui said the messages, which included urging the disruption of airport operations, were attempts to incite followers to make use of poisonous, corrosive or flammable substances to vandalize police vehicles, and also called on others to make weapons to harm police.
from us


Telegram ليطمئن قلبي
FROM American