🍂 قُربة له 🍂

طبعاً قد تقول : هي ليست باختيارها، التكليف محذور عنها. أقول لا، وإنها الشيء الذي أقصده، إن الله تعالى هو يحفظها، حتى عن هذا القضاء، لأن هذا ليس صعباً، فهو الذي يدير شؤونها وإنما نعم، كما قال ذلك الشاعر : لكنها لاذت وراء الباب رعاية للستر والحجاب بحسب الظاهر لم يروها ولا أحسوا بها، وهو يقول: (فمذ رأوها عصروها عصرة)، لا، لم يروها، وإنما جاؤها وأحسوا بوجودها وراء الباب، فلم يعصروها ولم يلمسوها ولم يواجهوها مباشرة، أما أكثر من ذلك لا أقول، فلا حاجة إلى ذلك،

فمعنى ذلك وجه الصفعة والرؤية والرخصة للسخط ليس بصحيح إطلاقاً. ومنها الوجه الآخر من الروايات يقول بأنها لها خادمة، وهذا لعله من ضروريات المتشرعة، لا أستطيع أن أقبله لأن فيه ظلم، وأنا أتحمل إساءة الآخرين.

أنا علي أن أقول المهم على أي حال أنا أتساءل، ولكنه يمكن فهم وجهة نظرهم، ربما وجدوا في كتابين للسيرة أنها أخلت بالخدمة، لعلهم وجدوا في الكتابين فأعطوها رخصة، أو من هذا القبيل، أطعموها وأكرموها، ثم لما رأت وضعهم إلى ما شاء الله، فوجدت أنها مستعدة إلى أن تخدمهم من دون أن يأمروها لأي ضرورة لاحظوا، ونحن نُجلّهم عن ذلك، نعم، وإن كان غير صحيح للضرورة على أي حال..

وإن كان لضرورة لربما أنه نستبعده من الزهراء
(سلام الله عليها)، من قبيل (إليك يا فضة)

المهم على أنه من ناحية الخدمة، أننا نعلم بحيث بحسب ما ورد، أنها طلبت من أبيها وشكت من التعب، حتى مجلت يداها من الرحى، فأبوها ماذا فعل؟

ماذا قال ؟ أيها النساء اخدموها فإنها ابنتي !! حاشا لها وله، وإنما علمها التسبيح تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) لا أكثر، وهي رضيت بذلك، وحسب الظاهر أن الرواية تقول: أني رضيت عوضاً عن الخادمة ونحو ذلك، معناها إنه اصبري على هذه الدنيا، وأنه مجرد اذكري الله،

فإن الدنيا لا تسوى شيئاً، كلما تعبت في الدنيا أكثر، كان ثواب الآخرة أكثر. حينئذ، نفس نص هذه الرواية يخبر أنها لم يكن لها خادمة، لا مجاناً ولا بأجرة لا حظوا فمن أين حصل ؟ فضة كانت موجودة ساكنة في دارها، أنا لا أقول لا توجد، ولكنها لم تكن تحت الأوامر تعالي أطحني واخبزي واطبخي واكنسي حاشاهم ليسوا هكذا.

نحن نقول: أكيد ويجوز أن نقول، خاصةً إذا كان لضرورة، أنا لا أقصد حكماً، ولكنه مع ذلك هم لا يفعلون ذلك، لأنه إذا كانت المصالح والفلسفة العليا، (المباح) غير موجود بالنسبة إلى المؤمن، ويقصدون بالمؤمن الذي وصل إلى درجات عالية، فكيف بالمعصومين (سلام الله عليهم)؟! هذا من (المباح) الذي نجل المعصومين . ظلماً أخلاقياً مهما قل بالنسبة إلى من يؤمر به، فيه إذلال مهما قل بالنسبة إلى المأمور ، فمن هذه الناحية افتراض أن تكون مخدومة بهذا عنه لأن فيه المعنى، فليس الأمر صحيحاً أكيداً.

ومنها : الذي هو لعله الأهم مطالبتها بفدك، أمير المؤمنين يقول: «وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته أثارها وتغيب اخبارها ، وطبعاً إن هذه فكرة الزهراء (سلام الله عليها)، تختلف عن فكرة أمير المؤمنين السلام، وكلاهما معصوم، وكلاهما مسدد، وكلاهما مؤيد، وكلاهما من آل بيت رسول الله لا يمكن بطبيعة الحال.

فهنا قد يقال : على أنه مطالبتها بفدك من طلب الدنيا، وفيها إشارة على كل حال، ومؤيد ذلك إشارة بخطبتها هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني أنك حرمتني وهي (بلغة) ولدي.

في حين أن هذا يزيد الإشكال أنه ليست بلغة، لعله مئات الآلاف من الدنانير الذهبية تصل من فدك ليس بلغة، وإنما توسعة عظيمة (على العائلة)، فمن هذه الناحية ليست بلغة، فيكون طلباً للدنيا لو كان مجرد البلغة، لا يشدون حجر المجاعة على بطونهم، فالمسألة أكيداً أكثر من ذلك، إما بقليل وإما بكثير، إذن مطالبتها كأنها مطالبة بالدنيا..

في الحقيقة هذا يكون له أكثر من جواب.

أولاً : أنه إظهار للظلم، كم هناك من الظلم بحيث أنه حصلت هذه الكارثة بطبيعة الحال؟ وأنه من يعمل هذا الظلم، هل هو مستحق الحكم المسلمين والسيطرة على المسلمين ؟ مطلب أكيد، وهو ظلم أكيد، لأنه حسب الشريعة الظاهرية أن فدك لها إما هبة، وإما إرثاً، فمن هذه الناحية فماذا سوف يكون موقف الجماعة ؟

حينئذ معنى ذلك يكون حرموها حقها حقيقة، وإن كان هي ينبغي لها أمام الله أن تستغني عنها ولا تحبها لأنه من حب الدنيا، هذا صحيح أخلاقياً، ولكنه حسب الشريعة الظاهرية حرام.

وهناك شيء آخر: إنّ المسألة من قبيل القضايا العامة، لأن النبي ﷺ قد قال : ( الأنبياء لا نورث )، فقط فدك أراد أن يورثها ؟!..
أو فقط فاطمة أراد أن يورثها..

أكيداً هكذا أصبحت، وإلا الأزواج والبيت الذي كانوا فيه، الأزواج لم يأخذوه، والفراش الذي ينامون عليه الأزواج لم يأخذوه، وإنما أخذوا فدك فقط. (وتبرع بهذا الحديث).

فمن هذه الناحية إذا كان النبي لا يورث، إذن لا يورث إطلاقاً،
لا أنتم ولا الباقين، ولا أي شيء، في حين أن المسالة يبدو أن بعضهم له إرث، وبعضهم ليس له إرث، حسب الهوى والظن، ليس أكثر من ذلك.

www.tgoop.com/qurbah_lah/8212

118 viewsDec 19 at 12:12

طبعاً قد تقول : هي ليست باختيارها، التكليف محذور عنها. أقول لا، وإنها الشيء الذي أقصده، إن الله تعالى هو يحفظها، حتى عن هذا القضاء، لأن هذا ليس صعباً، فهو الذي يدير شؤونها وإنما نعم، كما قال ذلك الشاعر : لكنها لاذت وراء الباب رعاية للستر والحجاب بحسب الظاهر لم يروها ولا أحسوا بها، وهو يقول: (فمذ رأوها عصروها عصرة)، لا، لم يروها، وإنما جاؤها وأحسوا بوجودها وراء الباب، فلم يعصروها ولم يلمسوها ولم يواجهوها مباشرة، أما أكثر من ذلك لا أقول، فلا حاجة إلى ذلك،

فمعنى ذلك وجه الصفعة والرؤية والرخصة للسخط ليس بصحيح إطلاقاً. ومنها الوجه الآخر من الروايات يقول بأنها لها خادمة، وهذا لعله من ضروريات المتشرعة، لا أستطيع أن أقبله لأن فيه ظلم، وأنا أتحمل إساءة الآخرين.

أنا علي أن أقول المهم على أي حال أنا أتساءل، ولكنه يمكن فهم وجهة نظرهم، ربما وجدوا في كتابين للسيرة أنها أخلت بالخدمة، لعلهم وجدوا في الكتابين فأعطوها رخصة، أو من هذا القبيل، أطعموها وأكرموها، ثم لما رأت وضعهم إلى ما شاء الله، فوجدت أنها مستعدة إلى أن تخدمهم من دون أن يأمروها لأي ضرورة لاحظوا، ونحن نُجلّهم عن ذلك، نعم، وإن كان غير صحيح للضرورة على أي حال..

وإن كان لضرورة لربما أنه نستبعده من الزهراء
(سلام الله عليها)، من قبيل (إليك يا فضة)

المهم على أنه من ناحية الخدمة، أننا نعلم بحيث بحسب ما ورد، أنها طلبت من أبيها وشكت من التعب، حتى مجلت يداها من الرحى، فأبوها ماذا فعل؟

ماذا قال ؟ أيها النساء اخدموها فإنها ابنتي !! حاشا لها وله، وإنما علمها التسبيح تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) لا أكثر، وهي رضيت بذلك، وحسب الظاهر أن الرواية تقول: أني رضيت عوضاً عن الخادمة ونحو ذلك، معناها إنه اصبري على هذه الدنيا، وأنه مجرد اذكري الله،

فإن الدنيا لا تسوى شيئاً، كلما تعبت في الدنيا أكثر، كان ثواب الآخرة أكثر. حينئذ، نفس نص هذه الرواية يخبر أنها لم يكن لها خادمة، لا مجاناً ولا بأجرة لا حظوا فمن أين حصل ؟ فضة كانت موجودة ساكنة في دارها، أنا لا أقول لا توجد، ولكنها لم تكن تحت الأوامر تعالي أطحني واخبزي واطبخي واكنسي حاشاهم ليسوا هكذا.

نحن نقول: أكيد ويجوز أن نقول، خاصةً إذا كان لضرورة، أنا لا أقصد حكماً، ولكنه مع ذلك هم لا يفعلون ذلك، لأنه إذا كانت المصالح والفلسفة العليا، (المباح) غير موجود بالنسبة إلى المؤمن، ويقصدون بالمؤمن الذي وصل إلى درجات عالية، فكيف بالمعصومين (سلام الله عليهم)؟! هذا من (المباح) الذي نجل المعصومين . ظلماً أخلاقياً مهما قل بالنسبة إلى من يؤمر به، فيه إذلال مهما قل بالنسبة إلى المأمور ، فمن هذه الناحية افتراض أن تكون مخدومة بهذا عنه لأن فيه المعنى، فليس الأمر صحيحاً أكيداً.

ومنها : الذي هو لعله الأهم مطالبتها بفدك، أمير المؤمنين يقول: «وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته أثارها وتغيب اخبارها ، وطبعاً إن هذه فكرة الزهراء (سلام الله عليها)، تختلف عن فكرة أمير المؤمنين السلام، وكلاهما معصوم، وكلاهما مسدد، وكلاهما مؤيد، وكلاهما من آل بيت رسول الله لا يمكن بطبيعة الحال.

فهنا قد يقال : على أنه مطالبتها بفدك من طلب الدنيا، وفيها إشارة على كل حال، ومؤيد ذلك إشارة بخطبتها هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني أنك حرمتني وهي (بلغة) ولدي.

في حين أن هذا يزيد الإشكال أنه ليست بلغة، لعله مئات الآلاف من الدنانير الذهبية تصل من فدك ليس بلغة، وإنما توسعة عظيمة (على العائلة)، فمن هذه الناحية ليست بلغة، فيكون طلباً للدنيا لو كان مجرد البلغة، لا يشدون حجر المجاعة على بطونهم، فالمسألة أكيداً أكثر من ذلك، إما بقليل وإما بكثير، إذن مطالبتها كأنها مطالبة بالدنيا..

في الحقيقة هذا يكون له أكثر من جواب.

أولاً : أنه إظهار للظلم، كم هناك من الظلم بحيث أنه حصلت هذه الكارثة بطبيعة الحال؟ وأنه من يعمل هذا الظلم، هل هو مستحق الحكم المسلمين والسيطرة على المسلمين ؟ مطلب أكيد، وهو ظلم أكيد، لأنه حسب الشريعة الظاهرية أن فدك لها إما هبة، وإما إرثاً، فمن هذه الناحية فماذا سوف يكون موقف الجماعة ؟

حينئذ معنى ذلك يكون حرموها حقها حقيقة، وإن كان هي ينبغي لها أمام الله أن تستغني عنها ولا تحبها لأنه من حب الدنيا، هذا صحيح أخلاقياً، ولكنه حسب الشريعة الظاهرية حرام.

وهناك شيء آخر: إنّ المسألة من قبيل القضايا العامة، لأن النبي ﷺ قد قال : ( الأنبياء لا نورث )، فقط فدك أراد أن يورثها ؟!..
أو فقط فاطمة أراد أن يورثها..

أكيداً هكذا أصبحت، وإلا الأزواج والبيت الذي كانوا فيه، الأزواج لم يأخذوه، والفراش الذي ينامون عليه الأزواج لم يأخذوه، وإنما أخذوا فدك فقط. (وتبرع بهذا الحديث).

فمن هذه الناحية إذا كان النبي لا يورث، إذن لا يورث إطلاقاً،
لا أنتم ولا الباقين، ولا أي شيء، في حين أن المسالة يبدو أن بعضهم له إرث، وبعضهم ليس له إرث، حسب الهوى والظن، ليس أكثر من ذلك.

BY 🍂 قُربة له 🍂