RABBATULKHODOR Telegram 6128
أنقذوا هذه الغريزة قبل أن تموت!

أتحدث عن تلك التي قيل أنها الغريزة البشرية الأقوى على الإطلاق، عن تلك التي تملا القلب بهجة وتستمر بطلب المزيد..
عن غريزة الأمومة التي جعل الله فينا كنساء نحب أطفالنا ونحب أن نرعاهم ونحميهم ونحنو عليهم ونرحمهم ونطلب وجودهم ونحزن لبعدهم ويؤلمنا بكاؤهم ونخاف أذيتهم ونقدمهم على نفوسنا ونشتاق إليهم ونستمتع بعناقهم ونحب رائحتهم ونشفق على مريضهم أو ضعيفهم..

تلك غريزة الامومة التي جعل الله في كل أنثى..
لكنها مع طبيعيتها وفطريتها تكاد تموت اليوم تحت أكوام الفردانية وزبالات تعظيم الأنا والأخذ من الدنيا للنفس والمتعة للذاتية والاستهلاكية وتعظيم الرفاهيات وجعلها الهدف الوحيد الذي يستحق السعي في الكون..

أمام كل ذاك تكاد الغريزة الطبيعية بالأمومة وطلب الإنجاب تندثر كأنها لم تكن، حتى صرت تسمع فتيات يقلن أنهن لا يحببن الأطفال وزوجات يقلن أن لا داعي للإنجاب ونساءً يقلن أن سعادتهن في "حريّتهن" من الأطفال!

فيقل الاكتراث بالولد وتغيب مشاهر البهجة و المتعة بوجوده، يتغير تعريف الأمومة ليتلخص بتعبها دون لذتها الكبيرة ومتعتها اللحظية والمستقبلية للأم قبل غيرها..
يصير تلخيصها المعاناة والتعب والسهر والحرمان من الأحلام والطموحات وتحقيق الذات والمساهمة في المجتمع!

وإن كان تلك الدعاوى ردودٌ تفصيليّة كثيرة فإنني أتكلم هنا عن الرد الأبسط عليها، وهو أن هذه الأمومة ذاتها جميلة جداً وممتعة جداً وكافية جداً جداً وحدها بكل ما فيها..
هي بذاتها أصلاً لذة أحلى من الطعام والشراب والثياب وثناء الناس! هي لذّة حقيقية شعورية وقلبية ومباشرة تملأ النفس وتوافقها وتأتي لفراغاتها فتملأها وتكفيها..
فكيف يمكن إنكار كل ذلك أو التعامي عنه؟
ولأي درجة علا صوت الدنيا والأنا المادية المقاسة بالمال والأرقام والإنتاج حتى غطى تماماً على الغريزة نفسها!

ولذلك أوجه الكلام للمربين وللنساء..
أحيوا هذا الحب الفطري في نفوس بناتكم وفي نفوسكن كنساء، تخففوا من الدنيا وخذوا منها حاجتكم فقط، انتبهوا ممن تتابعون على وسائل التواصل، أحيطوا أنفسكم بالقدوات المطمئنة والأسر السعيدة الملتزمة، تدربوا على صحبة الأطفال ومداراتهم، وتنبهوا من شبهات النسوية وما يتعلق بها وأنكروها حين ترونها..

فالأمومة من أجمل وأمتع الغرائز وهي من أساسات ما يؤدي لتسهيل الرعاية والصبر على التربية وبناء جيل أفضل، هذا كله حين تنضبط تلك الغريزة بالعلم ونور الوحي ..
والله المستعان..

(على الهامش: الحديث عن غريزة الأمومة لا يعني أن المرأة بفطرتها تحب السهر لرعاية طفلها ولا تتضايق من الاستيقاظ من غمرة نومها لتعتني به أو أنها لا تتعب من أطفالها أو لا تحتاج استراحات منهم.. فهذا لا يقول به أحد، لكن المقصود أنها بطبيعتها تحب أن تكون أماً وتنجب وعندها حنان فطري نحو أبنائها لا يشبه ما عند الأب وقد سبق التفصيل، وإن كان من الضروري مع هذا الخطاب أن نوجه الآباء لضرورة الاجتهاد في المشاركة في التربية والاعتناء بالأبناء ومتابعتهم وإعانة الزوجة بحسب الممكن)



tgoop.com/rabbatulkhodor/6128
Create:
Last Update:

أنقذوا هذه الغريزة قبل أن تموت!

أتحدث عن تلك التي قيل أنها الغريزة البشرية الأقوى على الإطلاق، عن تلك التي تملا القلب بهجة وتستمر بطلب المزيد..
عن غريزة الأمومة التي جعل الله فينا كنساء نحب أطفالنا ونحب أن نرعاهم ونحميهم ونحنو عليهم ونرحمهم ونطلب وجودهم ونحزن لبعدهم ويؤلمنا بكاؤهم ونخاف أذيتهم ونقدمهم على نفوسنا ونشتاق إليهم ونستمتع بعناقهم ونحب رائحتهم ونشفق على مريضهم أو ضعيفهم..

تلك غريزة الامومة التي جعل الله في كل أنثى..
لكنها مع طبيعيتها وفطريتها تكاد تموت اليوم تحت أكوام الفردانية وزبالات تعظيم الأنا والأخذ من الدنيا للنفس والمتعة للذاتية والاستهلاكية وتعظيم الرفاهيات وجعلها الهدف الوحيد الذي يستحق السعي في الكون..

أمام كل ذاك تكاد الغريزة الطبيعية بالأمومة وطلب الإنجاب تندثر كأنها لم تكن، حتى صرت تسمع فتيات يقلن أنهن لا يحببن الأطفال وزوجات يقلن أن لا داعي للإنجاب ونساءً يقلن أن سعادتهن في "حريّتهن" من الأطفال!

فيقل الاكتراث بالولد وتغيب مشاهر البهجة و المتعة بوجوده، يتغير تعريف الأمومة ليتلخص بتعبها دون لذتها الكبيرة ومتعتها اللحظية والمستقبلية للأم قبل غيرها..
يصير تلخيصها المعاناة والتعب والسهر والحرمان من الأحلام والطموحات وتحقيق الذات والمساهمة في المجتمع!

وإن كان تلك الدعاوى ردودٌ تفصيليّة كثيرة فإنني أتكلم هنا عن الرد الأبسط عليها، وهو أن هذه الأمومة ذاتها جميلة جداً وممتعة جداً وكافية جداً جداً وحدها بكل ما فيها..
هي بذاتها أصلاً لذة أحلى من الطعام والشراب والثياب وثناء الناس! هي لذّة حقيقية شعورية وقلبية ومباشرة تملأ النفس وتوافقها وتأتي لفراغاتها فتملأها وتكفيها..
فكيف يمكن إنكار كل ذلك أو التعامي عنه؟
ولأي درجة علا صوت الدنيا والأنا المادية المقاسة بالمال والأرقام والإنتاج حتى غطى تماماً على الغريزة نفسها!

ولذلك أوجه الكلام للمربين وللنساء..
أحيوا هذا الحب الفطري في نفوس بناتكم وفي نفوسكن كنساء، تخففوا من الدنيا وخذوا منها حاجتكم فقط، انتبهوا ممن تتابعون على وسائل التواصل، أحيطوا أنفسكم بالقدوات المطمئنة والأسر السعيدة الملتزمة، تدربوا على صحبة الأطفال ومداراتهم، وتنبهوا من شبهات النسوية وما يتعلق بها وأنكروها حين ترونها..

فالأمومة من أجمل وأمتع الغرائز وهي من أساسات ما يؤدي لتسهيل الرعاية والصبر على التربية وبناء جيل أفضل، هذا كله حين تنضبط تلك الغريزة بالعلم ونور الوحي ..
والله المستعان..

(على الهامش: الحديث عن غريزة الأمومة لا يعني أن المرأة بفطرتها تحب السهر لرعاية طفلها ولا تتضايق من الاستيقاظ من غمرة نومها لتعتني به أو أنها لا تتعب من أطفالها أو لا تحتاج استراحات منهم.. فهذا لا يقول به أحد، لكن المقصود أنها بطبيعتها تحب أن تكون أماً وتنجب وعندها حنان فطري نحو أبنائها لا يشبه ما عند الأب وقد سبق التفصيل، وإن كان من الضروري مع هذا الخطاب أن نوجه الآباء لضرورة الاجتهاد في المشاركة في التربية والاعتناء بالأبناء ومتابعتهم وإعانة الزوجة بحسب الممكن)

BY ربَّاتُ الخُدور


Share with your friend now:
tgoop.com/rabbatulkhodor/6128

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Ng Man-ho, a 27-year-old computer technician, was convicted last month of seven counts of incitement charges after he made use of the 100,000-member Chinese-language channel that he runs and manages to post "seditious messages," which had been shut down since August 2020. 6How to manage your Telegram channel? “Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. When choosing the right name for your Telegram channel, use the language of your target audience. The name must sum up the essence of your channel in 1-3 words. If you’re planning to expand your Telegram audience, it makes sense to incorporate keywords into your name. It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS):
from us


Telegram ربَّاتُ الخُدور
FROM American