tgoop.com/rasaelalnour/106
Last Update:
الجهة الثالثة:
إن سر الحكمة الكامن في السؤال الملحّ المكرَّر لشيء يُمنَح قطعا هو: أن الشيء المراد، كالمقام المحمود إنما هو طرفٌ وغصنٌ من حقيقة عظمى تضم ألوف الحقائق الجليلة كحقيقة المقام المحمود.
وهو ثمرةٌ لأعظم نتيجة لخلق الكون.
أما طلبُ تلك الثمرة وذلك الغصن والطرف، فهو طلبُ تحقيق تلك الحقيقة العامة الشاملة العظمى وحصولها، وطلبُ مجيء العالم الباقي الذي هو أعظمُ غصن من شجرة الخلق، وطلب تحققه، وطلب تحقق القيامة والحشر الذي هو أعظم نتيجة للكون وطلب انفتاح دار السعادة.
فيتذكر المرء أنه أيضا -بهذا الطلب والسؤال- يشترك في العبودية البشرية والأدعية الإنسانية التي هي أهم سبب لوجود دار السعادة والجنة الخالدة.
ومن هنا نجد أن هذه الأدعية غير المحدودة قليلة أيضا بالنسبة لهذا المقصد العظيم غير المحدود.
وكذا فإن إعطاء "المقام المحمود" لسيدنا الرسول ـ(ﷺـ) إشارة إلى شفاعته الكبرى لأمته عامة فهو إذن ذو علاقة مع سعادة جميع أمته.
ولهذا فإن طلبه الصلوات غير المحدودة وأدعية الرحمة غير المحدودة من أمته هو عين الحكمة.
📚 من كليات رسائل النور، الشعاعات - ١٢٥
BY ✨كليات رسائل النور✨

Share with your friend now:
tgoop.com/rasaelalnour/106