Telegram Web
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وما تدري بنفسك مع الاغترار، وتبعت هوى النفس مع الإصرار، وألحقت نفسك الهلكة والإضرار، وما علمت نفسك ندماً ولا اتخذت قرار، وما توجهت لربك خاشعاً ذليلاً مع الإقرار، ولو فعلت لتداركت ظلم نفسك وكنت مع الأخيار، عليك أخي بالدعاء ليجعلك من المتقين الأبرار، ولا تيأس، فذاك باب الشيطان، وذاك طبع الفجار، أرأيت ولو كانت خطوة واحدة لربك لكفت لتزيل النار، نار غضبه وسلطانه، فإنه عزيز عدل جبار، وأنت متأخر لا تريد يقظة ولا تسارع لاستغفار، وما يعجبك حالك، ولكنها دنيا وشيطان وهوى جرار، ولو ألزمت نفسك هديت وما جرتك لمعصية وفرار، أتفر من الله ولا ملجأ إلا إليه الواحد القهار! هو خير الجازين أعد للمتقين جنة عذبة أنهار، فسارع صاحبي، فإن الأيام تمضي، وأنت صاحب الخيار.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقول الله تعالي: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18].
ولا أعلم عاقلاً يخاف على نفسه يرضى بالهوان، فإنه لا تقر عين امرئٍ نزلت مكانته في عين صاحبه وحبيبه، فما بالك بمنزلته عند الله، وأنت وما يعظم قلبك، فكن على يقظة، فإن الله عادل كريم، فمالك لا تدرك! قال الحسن البصري رحمه الله: هانوا على الله فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا تفضحنَّ نفسك بجرمٍ قد كنت فاعله، ولا تكشفن غطاءَ سترٍ اللهُ سابله، ولا تتمادى في العصيان، ولا يغرنك كرم الله الواسع، وراقبن الله في الخفايا والسرائر، ولا تفرحن بالعصيان في علانية، واتركن الصغيرة والكبيرة إن كنت عاقل.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا من يريد النجاة لا تتحدث بأي ذنب كان منك، واعلم أن الناس وإن كان لك منهم أقرب لقلبك فلا يملك الستر لنفسه حتى يملكه لك، وإنك إن تحدثت به لواحد من الناس كان بك من الخزي في نفسك ما لا تستطيع حمله، فلا تتكلم، وادعو الله بالستر دوماً، واترك الذنب قبل أن تتندم، ولا تصرن، فعن قريب سترحلن، ويومئذ ستسئلن.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أعلنت التوبة أم لا! أم تنتظر إشارة من السماء! أم تنتظر العمر أن يسرقك وترى المشيب قد غزا! وترى عافيتك قد انتهت وأصبح الهرم هو المنتهي، شبابك قد انتكس بين فتنة وأخرى وأرى أشدها النساء، نفسك خدعتك وأجلت وأصبح التسويف لك كالغذاء، ما اعتبرت بالعظات مات فيك قلبك وأخفيت عنه الرجاء، ووالله إن العمر قصير يجري بناء وما أسرعه انتهاء، ولحظة في العمر إنما هي رصيدك وأراك أنهيتها ولا بقاء، ألا يكفيك ما قد فات! ألا يكفيك وقد ذهب هباء! نفسك فأسعفها والْحق بها ركب النجاة وكن لها فداء، فداء لله وستسعد وسيرضي عنك الله أيما رضاء، وافتكر في الخاتمة استعد لها واسأل الله حسنها واللقاء، واتخذ لك درعاً من تقوى الله تقي به هوى النفوس الطمعاء، واجعل الموت أمامك لا تنسه فلربما بفجأة حان الفناء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
والآن ماذا وقد جربت كل طريق؟! تبعت هواك وأصبحت كالغريق، شتت نفسك قد نقضت كل عهد وثيق، أصبحت تنادي هل من منقذ أو صديق، أطابت نفسك وقد ملأتها ما كنت تحسبه أنيق؟! وتعلم تمام العلم أنك مقبل على كل ضيق، اخترت الخطأ دائماً على عجل ولا توفيق، أُنشدك الله أن تستيقظ وتستفيق، جَمَّعْ شتات نفسك واسعَ للخروج من المضيق، هناك البداية في جوفك والأمل يا صديق، لا تبخل، دع الدمعة تسقط لعلها تطفئ الحريق، جاهد نفسك واسعَ لله هل تعرف مثله طريق! هناك الراحة يا صاحبي لا تسعى إلا لله كن رشيق، دع التسويف والكسل والخداع فهم للقلب كالتفريق، نفسك لا تؤذها بالذنوب خلصها الآن كن لها للنجاة رفيق.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إن مما يشعرك بالضيق والكآبة، أن تكون متناقضاً، ما بينك وبين الله شيء، وأمام الناس شيء آخر، فإذ بك تخاف على نفسك أمام الناس، ولا تخشى أن يراك الله فيما لا يرضى، وأنَّي يستوي هذا! كيف تعتبر نفسك سوياً! بل قلي كيف تعتبر نفسك عاقلاً؟! أما تحب الله! أما تخشاه! أو لك سواه ترجوه وتدعوه! فوالله إن الله أحق بالخوف والحب والرجاء من كل شيء، وهكذا تكون درجة الإحسان، تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، اتق الله وأصلح، ولا تترك أمر نفسك، وبادر بعلاج ميزان مراقبة الله في قلبك.

يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك: 12].
ويقول سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 41 - 42].
ويقول الله تعالي: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46].

عظم الله في قلبك، ولا تدع نفسك تخدعك، أوكلما خلوت عصيت فمتى تتوقف! أوكلما تهيأ الذنب سارعت إليه فمتى تتجنب! لا تتأخر فما بين لحظة وأخرى يكون الأجل، ولا أحسبك تحب سوء الخاتمة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الصبر على هوى النفس خير للعبد من الاستعجال والإصرار على الذنب، لما في ذلك من معرفة عظمة الله ومعرفة حرماته، ولأنك وإن حظيت بما تشتهيه نفسك فلن يكون بدرجة الكمال ما دمت استعجلته بالحرام، بل إنك لن تحصد منه إلا العواقب الكثيرات، فإن أصبت مرادك الشهواني فإنما هو لحظات ولا يكفيك، وستظل في دائرة الهوى ما دمت قد رضيت بالدون، ويبقى الإثم في الصدر لا يزول، فلا أنت عرفت قدر الله، ولا أنت حققت مراد نفسك فيا للعجب! أما نويت الانتهاء والتذلل لله مقراً بظلم نفسك.
كف عن الحرام، كف عن الموسيقي، كف عن الأفلام والمسلسلات، كف عن الخلوات القاتلات، كف عن العلاقات المحرمات، كف عن كل ما لا يرضى الله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وأكبر مشكلاتنا الذنوب، والأكبر منها الغفلة عن التوبة عنها، ولو يعلم العبد ماذا تفعل به ذنوبه لبادر في كل حين بتوبة، واستغفر الله في كل صباح ومساء مئة مرة، كلنا ذوو خطأ، والمعصوم من عصمه الله، وتجيء الأحيان ويغلب الضعف على الإنسان فتزيد قوة الشهوة، ويصبح الإنسان في ظلمات كالأعمى، أيها المسرف ألم تر بعد؟! ألم تبصر النور قد اختفى عنك؟! الذنوب كالعوائق تسد أبواب الخير، وتحجب الهدي والضي، وتخذل الكهل كبيراً لطول عثرته في الشباب، وتمحو النعمة وتسرع العذاب، ألم يحن لك الندم والترك قبل المآب! ألم يحن لك اعترافك بظلمك لنفسك لله التواب! ألم يحن! فقد اقترب المعاد.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
والنفس أمارة بالسوء فكففتها بضعفي عاجزاً، راجيا بذلك أن أنال بالصبر مرادي بالرضى فائزاً، وإني أخشى الإله وأخشى أن أفعل ما لم يكن جائزاً، لعلي بذلك أن أحقق تقواه في قلبي فأنال الخير حائزاً، وإني إن استعجلت بالذنب ما لم يكن أوانه فإذاً، ليس لي مكسب بمرادي ويظل الذنب لي حاجزاً، عن الخيرات والفوز بالمراد، فيا نفس هل كففتي إذاً!
2024/12/26 04:44:08
Back to Top
HTML Embed Code: