إذا سكنت المودة والمحبة في فؤادك زاد الخير في أفعالك، والحب غرس طيب يزهر الثمر الطيب، وما أجمله حين يزرع محبة لله وينبت محبة لله، وكذلك الخيرية في العبد لأهله القريبين تزداد إلفاً وقرباً إذا وُجدت المحبة، فالحب شعور هام، وينبغي لصاحب القلب الحي أن يرعى هذا الشعور حتى لا يهمل فيذبل ويفسد، فيكون بدون ثمر، أو يكون للعبد ضرر، فالحب أصل كبير تنبع منه أقوالنا وأفعالنا بحسب ما نود حفظه ورعايته من حق المحبوب، وإنك إن أحسنت المحبة لله نلت زيادة واطمئنان، وإنك إن أحببت أهلك حفظتهم وجعلتهم في سعادة وأمان، وطوبي للمتحابين الذين تجمعهم محبة الله طاعةً لأمره وخضوعاً لقوله واجتناباً لنهيه، فهم أشد حباً لله، وهكذا تجد حلاوة الإيمان بمحبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ومحبة المتبعين الطائعين لله ورسوله صلي الله عليه وسلم، وإنك لن تعاشر أحداً مثل العارف بالله المحب لله، فإنك معه تطرق أبواب السعادة والاهتمام، وتسلكان معاً لسبيل الجنان، وتحت شعار الحب، تسمو غايات الدرب.
المسلم المؤمن في تعامله مع الناس يعلم أن أذيته لهم توجب له نزع الحسنات وتحمل السيئات، فيدفعه هذا أن يكف عن دمائهم وأعراضهم وأموالهم، فلا تراه يخوض مع الجهلة المفرطون، ولا تراه يكثر الكلام، بل هو كثير الصمت والسكون، فمن آمن حق الإيمان فإن إيمانه يطالبه بالعمل بما فيه النجاة يوم يحاسب على أموره كلها، أما من قل علمه وضعف إيمانه فإنه لا يهتم ولا يأبه بما تصير إليه الأمور، وهذا يجب التنبه له مع التمرن عليه ليثمر مجهودك ثمرة طيبة من العمل الصالح النقي من الشوائب.
طباع الناس المختلفة لا تمنع من أن تكون عوناً لهم حتى وإن ظلموك، ومن رحمة المسلم المؤمن بأخيه: أن يُخرِجه مما فيه، وإن لم يجد على ذلك مقابلاً أو عِوضاً، ولماذا ينتطر المقابل من مخلوقٍ ضعيف، وأجره آتيه من ربٍ عظيمٍ لطيف؟!
ويتلاقي ذوو همتان، ولا يستويان، فيعلو أحدهما بعلو أحدهما، أو ينزل أحدهما بنزول أحدهما.
أما المؤمن فليس همه أن يسبق أخاه إلى سعادة دنيوية، ولكن همه أن يرى أخاه وصل إلى سعادة، فيسعد لذلك أكثر من أن لو نالها.
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم.
أما بعد:
إلى من عزم على ترك الذنوب، وحاول وفشل، وحاول وفشل، إليك بعض الكلمات للتذكرة:
فلتعلم أولاً: أن ربك حليم واسع المغفرة والرحمة، يقبل من عباده التوبة، عليم بكل أفعالنا جل في علاه، ولا بد أن يكون هذا لك تذكاراً حتى لا يغلبك اليأس والشيطان، وإذا علمت هذا فلا بد أن يكون أدعي لك لطريق الله وأبوابه، ولا تتأخر فلا تدري في أي ساعة تكون النجاة.
ثانياً: عليك ثم عليك بالدعاء، أتري الموفقون للهداية مهتدون من عند أنفسهم! فوالله إن لم يكن الله قد وهبهم الهدى لضلوا كمن ضل، ولكنه الاصطفاء، فادعو الله بالهداية وأن تكون ممن اجتباهم الله واختارهم، وكما جاء في الحديث القدسي: «يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ».
ثالثاً: اعلم أن الله شديد العقاب، وهو سبحانه سيحاسبك على كل مثقال ذرة، وأنت وما كسبت، ولا بد أن يكون ذلك أدعي لك للهروب إلى الله، واعلم أن الذنوب تذيل عنك ما عملت من خير، أو لم تسمع بحديث المفلس!
فلا تكن كشجرة سقطت عنها خضرتها فتخسر، ولا أعلم عاقلاً يود خسارة دنياه وأخراه لأجل هواه، أوليس لك عند الله حب وخوف ورجاء فمالك لا تجاهد في سبيله!
رابعاً: تذكر وما الخطأ إلا بالناس كلهم، وكما قال صلي الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهمْ»، فإن دعتك نفسك للذنوب فقاوم، فإن وقعت فقم مسرعاً إلى الله بالتوبة.
خامساً: عليك بتعظيم حرمات الله جل وعلا، عليك معرفتها حتى لا تنتهك، وما رأيت تقياً عظم شرائع الله إلا أخذ الله بيده، وما أحسن الشاكرين الذين عرفوا قدر النعم فبادورا بحفظها، وما أحسن العارفين بالله خافوه، وقد علموا أنه الرقيب ولا تخفي عليه خافيه.
أما بعد:
إلى من عزم على ترك الذنوب، وحاول وفشل، وحاول وفشل، إليك بعض الكلمات للتذكرة:
فلتعلم أولاً: أن ربك حليم واسع المغفرة والرحمة، يقبل من عباده التوبة، عليم بكل أفعالنا جل في علاه، ولا بد أن يكون هذا لك تذكاراً حتى لا يغلبك اليأس والشيطان، وإذا علمت هذا فلا بد أن يكون أدعي لك لطريق الله وأبوابه، ولا تتأخر فلا تدري في أي ساعة تكون النجاة.
ثانياً: عليك ثم عليك بالدعاء، أتري الموفقون للهداية مهتدون من عند أنفسهم! فوالله إن لم يكن الله قد وهبهم الهدى لضلوا كمن ضل، ولكنه الاصطفاء، فادعو الله بالهداية وأن تكون ممن اجتباهم الله واختارهم، وكما جاء في الحديث القدسي: «يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ».
ثالثاً: اعلم أن الله شديد العقاب، وهو سبحانه سيحاسبك على كل مثقال ذرة، وأنت وما كسبت، ولا بد أن يكون ذلك أدعي لك للهروب إلى الله، واعلم أن الذنوب تذيل عنك ما عملت من خير، أو لم تسمع بحديث المفلس!
فلا تكن كشجرة سقطت عنها خضرتها فتخسر، ولا أعلم عاقلاً يود خسارة دنياه وأخراه لأجل هواه، أوليس لك عند الله حب وخوف ورجاء فمالك لا تجاهد في سبيله!
رابعاً: تذكر وما الخطأ إلا بالناس كلهم، وكما قال صلي الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهمْ»، فإن دعتك نفسك للذنوب فقاوم، فإن وقعت فقم مسرعاً إلى الله بالتوبة.
خامساً: عليك بتعظيم حرمات الله جل وعلا، عليك معرفتها حتى لا تنتهك، وما رأيت تقياً عظم شرائع الله إلا أخذ الله بيده، وما أحسن الشاكرين الذين عرفوا قدر النعم فبادورا بحفظها، وما أحسن العارفين بالله خافوه، وقد علموا أنه الرقيب ولا تخفي عليه خافيه.
وإني العبد الظلوم الجهول ظلمت نفسي فاغفر لي، وإني العبد الضعيف المفتقر إلى عونك وثباتك فوفقني.