tgoop.com/rohain7/3021
Last Update:
سلامٌ هي حتى مطلع الفجر
يقول السيد الوالد (اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي):
قُبيل شهر رمضان الفضيل من عام 1415، راجعني خطيبٌ من خطباء كربلاء المعروفين وهو (الشيخ ضياء الدين الزبيدي) وقال لي فيما قال أن الله سبحانه قد غضب على اهل (طهران) لكثرة انتشار الذنوب فيهم، وسيُنزل عليهم عذاباً من عنده، وحين سُئل عن مصدر هذا الكلام، فأجاب: بلغني ذلك من وليٍّ من أولياء الله.. ولم يزد على ذلك.
و لأن سماحة الشيخ رجلٌ حصيف، لا ينقل كلاماً جُزافاً، لم انفِ الكلام او اردَّه ؛ولكنه ولأنه لم يُقدِّم قرينةً على الادعاء، فلم اقبل به ايضا.. بل عملتُ بقاعدة: اذا اتاك شيئاً فاحمله على محمل الإمكان.
فتركتُ الامر حتى جاءت قرينةٌ خارجية تصدق كلام الشيخ.. وذلك حين تواصل معي بعد ايام مسؤول الرصد الزلزالي في العاصمة وانبأني انهم يتوقعون زلزالاً مدمراً يضرب العاصمة في قادم الأيام ، ولذا فهم بدءوا بتجهيز مخيمات الإغاثة لنقل السكان اليها حال وقوعها.
يقول السيد الوالد: هنا ولعلمي ان صاحبي الخبرين غير مرتبطين ببعضهما، فالأول خطيبٌ حسيني كربلائي والآخر عالمٌ في علم الزلازل واستاذ جامعي.. لذلك ربطتُ بينهما، وكان ذلك سبب التصديق.
لكن مضى شهرُ رمضان كلُّه ولم يحدث شيء. فجاءني سماحة الشيخ مستبشراً وانبأني بأن الله سبحانه قد رفع العذاب عن اهل هذا البلد. وحين سألتُه عن السبب قال: استجابة لدعوات اهله و استغفارهم في ليالي القدر.
يضيف السيد المرجع: في ذلك العام كان شهر رمضان يُصادف صبّارة القر، أي (عزّ البرد) كما يسميه اهلُ العراق.. ومن العادات الحسنة للشيعة في ايران، بأنهم يهتمون كثيراً باحياء ليالي القدر- ربما اكثر من غيرهم-، فحتى من كان منهم قليل الالتزام دينياً، الا انه يحيي الليلة بالدعاء والتضرع والاستغفار.
ففي تلك السنة بالتحديد، صادف ليلة القدر الثالثة نزول ثلوجٍ كثيفة، ولكن لم يمنع ذلك الناس من أن يفترشوا الأرصفة والشوارع تحت تساقط الثلوج، اذ كان الرجل و زوجته و اطفاله في تلك الساعات الباردة يجلسون على الأرض وقد نشروا المصاحف على رؤوسهم و مدوا أيديهم الى السماء وهم ينادون بصوتٍ واحد (بِكَ يا الله .. بِكَ يا الله.. بمحمدٍ .. بعليٍ..)
فكان ذلك كافياً لكي يُبعد الله عنهم سبحانه العذاب الذي كان سيأتيهم كنتيجة طبيعية لذنوبهم. فاذا كان قوم يونس رفع اللهُ عنهم عذاب الاستئصال بتضرعهم فكيف بالأمة المرحومة؟! بل كيف بالموالين لمحمد وآل محمد عليهم السلام؟ اليس الله سبحانه وتعالى يقول: (وما كان اللهُ مُعَذِّبَهُم وانتَ فيهم، وما كان اللهُ معذِّبَهم وهم يستغفرون) فكيف بمن جمع بين الاستغفار وبين حب ال رسول الله؟
..
وبعد ايامٍ قليلة فقط، أي في الحادي عشر من شهر شوال.. ضرب زلزال مدمر مدينة (تخار) وراح ضحيتها الالاف ، فاتصل بي بعد مسؤول الرصد الزلزالي واخبرني بأن الزلزال هذا هو ما كنا نتوقعه لنا، فالمدينتان مع بُعدهما عن بعضهما الا انهما يقعان على خطٍ زلزاليٍ واحد.
اقول: هذه الليالي هي ليالي القدر الفضيلة، فلابد ان نُكثر من الدعاء حتى يرفع الله عنهم عقوباته ويدفع عنا كل سوء وبلاء. فـ(الدعاء يردُّ القضاء وقد اُبرِمَ ابراما)
BY قابَ روحَين أو أدنىٰ
Share with your friend now:
tgoop.com/rohain7/3021