tgoop.com/slfy_AboasemAssmman/5238
Last Update:
نعلم هل يموت رقيب وعتيد مع موت الإنسان أم لا؟
أبوعاصم السمان:
وأرجح في ذلك خلاف ما ذهب إليه شيخنا ابن باز رحمه الله على جلالة قدره وسعة علمه وفضله علي وعلى الأمة في هذا العصر وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة وصب عليه شآبيب الرحمة
فقد قال شيخنا ابن باز رحمه الله بذكورية الملائكة حين سئل عن تسمية الممرضات ملائكة الرحمة؟
فأجاب -رحمه الله- بقوله:"هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات، لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثا، وقد أنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثة، ولأن ملائكة الرحمة لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات،ولان الممرضات فيهن الطيب والخبيث، فلا يجوز إطلاق هذا الوصف عليهن، والله الموفق"إهـ (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن).
فلعل شيخنا ابن باز رحمه الله نظر إلى جهة اللفظ فرأى أن الملك هو المفرد من الملائكة، فهو مذكر من حيث اللفظ، وأن الله سبحانه أنكر على الكفار وصف الملائكة بالإناث ، لكن نبقى على الأصل أن لا نثبت ولا ننفي شيئاً من أمور الغيب إلا بنص؛ لأن هذه أمور غيبية، الأصل فيها السماع لا الاستنباط وإن كنا لا نضلل من قال ذلك فقد ثبت ذلك عن أحد التابعين كما في تفسير الطبري فقد روى ابن جرير-رحمه الله- بسنده عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز{وعلى الأعراف رجال} قال : هم الملائكة، قلت: يا أبا مجلز يقول الله تبارك وتعالى:"رجال"وأنت تقول: هم الملائكة،قال: إنهم ذكران ليسوا بإناث".
قال الإمام الطبري بعده "وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي أَصْحَابِ الأَعْرَافِ أَنْ يُقَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيهِمْ: هُمْ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ بِسِيمَاهُمْ، وَلا خَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصِحُّ سَنَدُهُ، وَلا آيَةَ مُتَّفَقٌ عَلَى تَأْوِيلِهَا، وَلا إِجْمَاعٌ مِنَ الأُمَّةِ عَلَى أَنَّهُمْ مَلائِكَةٌ.
ونقل السيوطي-رحمه الله- ،عن الحليمي قوله:" وقد قيل إن أصحاب الأعراف ملائكة يحبون أهل الجنة ويبكّتون أهل النار، وهو بعيد لوجهين: أحدهما قوله تعالى {وَعَلى الأَعرافِ رِجالُ} والرجال: الذكور العقلاء، والملائكة لا ينقسمون إلى ذكور وإناث، والثاني إخباره تعالى عنهم وأنهم يطمعون أن يدخلوا الجنة، والملائكة غير محجوبين عنها كيف والحيلولة بين الطامع وطمعه تعذيب له ولا عذاب يومئذ على ملك ". إهـ "الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي ص:88"
فالعصمة في التوقف عن الخوض في ذلك إلا بنص اما استخدام مفهوم المخالفة هنا فلا يصح لأنه من قياس الغائب على الشاهد وهو قياس باطل فهم خلق من غير جنس البشر فلا يصح القياس عليهم ولم يشهد احد خلق الملائكة حتى يحكم عليهم كما قال الله تعالى ((وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)) الزخرف (19)
وقال تعالى ((مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)) الكهف (51).
والله أعلم
أبوعاصم السمان
BY قناة "أبوعاصم السمان" على التليجرام
Share with your friend now:
tgoop.com/slfy_AboasemAssmman/5238