SOFIAN1 Telegram 82
82- قال ابن أبي حاتم [ في تقدمة الجرح والتعديل ] : حَدثنا إِسماعيل بن إِسرائيل السلال، حَدثنا الفريابي قال:

كتب سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال:

من سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد،

ســـلام عليك،،

فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو؛
أما بعد،،

فإِني أوصيك بتقوى الله، فإِن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا.

سألت أَن أكتب إليك كتابًا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إِليهم ما يحق لهم عليك،
وتسأل الله عز وجل الذي لك.

وقد سألت عن أَمر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل،

بل لاَ أعلمُ مكان أحد، وكيف يستطاع ذلك؟

وقد كدر هذا الزمـــــان،
أَنه ليشتبه الحق والباطل،
ولا ينجو من شره إِلاَّ من دعا بدعاء الغريق.

فهل تعلم مكان أحد هكذا ؟

وكان يقال : يوشك أَن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم.

فعليك بتقوى الله عز وجل،
والزم العزلة،
واشتغل بنفسك،
واستأنس بكتاب الله عز وجل،
واحذر الأمراء،
وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم.

فان استطعت أَن تأمر بخير في رفق فإِن قبل منك حمدت الله عز وجل،

وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإِن لك فيها شغلا.

واحذر المنزلة وحبها فإِن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا.

وبلغني أَن أَصحاب محمد ﷺ كانوا يتعوذون أَن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا،

فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس ؟!

وعليك بالأمــر الأول والتمســـك به .
وعليك بالخمول فإِن هذا زمان خمول .
وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس،

فإن عُمر بن الخطاب، رَضي الله عَنهُ قال: إياكم والطمع، فإِن الطمع فقر، واليأس غنى، وفي العزلة راحة من خلاط السوء.

وكان سَعيد بن المُسيَّب يقول: العزلة عبادة.
وكان الناس إِذا التقوا انتفع بعضهم ببعض ،

فأما اليوم فقد ذهـــب ذلك،،
والنــجاة في تركهم فيما نرى،،

وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأَشياء،
وإياك أَن تخدع، فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم، أَو مظلمة، فإِن تلك خدعة إبليس وإنما اتخذها فجار القراء سلماً.

وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون.

وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك، ولا تنافسهم،

وإياك أَن تكون ممن يحب أَن يعمل بقوله وينشر قوله، أَو يسمع منه.

وإياك وحب الرياسة، فإِن من الناس من تكون الرياسة أحب إِليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إِلاَّ البصير من العلماء السماسمرة.

واحذر الرئاء فإِن الرئاء أخفى من دبيب النمل.

وَقال حُذيفة رضي الله عنه:
سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر، فلا يدري أيما يركب.

وقد ذكر عن رسول الله ﷺ قَال:
لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأُمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه، ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم، وما لم يعظم أبرارهم فجارهم، فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم، وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب.

وقال: إِذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه إِلاَّ أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك،

فليكن المــــوت من شأنك، ومن بـــالك،
وأقل الأمل، وأكثر ذكر المــوت،
فإِنك إِن أكثرت ذكر الموت هــان عليك أمر دنياك.

وقال عُمر: أكثروا ذكر الموت، فإِنكم إِن ذكرتموه في كثير قلله، وإن ذكرتموه في قليل كثره،

واعلموا أَنه قد حــان للرجل يشتهي المـوت.

أعاذنا الله وإيـاك من المهالك،
وسـلك بنا وبك سبيل الطاعة..



tgoop.com/sofian1/82
Create:
Last Update:

82- قال ابن أبي حاتم [ في تقدمة الجرح والتعديل ] : حَدثنا إِسماعيل بن إِسرائيل السلال، حَدثنا الفريابي قال:

كتب سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال:

من سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد،

ســـلام عليك،،

فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو؛
أما بعد،،

فإِني أوصيك بتقوى الله، فإِن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا.

سألت أَن أكتب إليك كتابًا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إِليهم ما يحق لهم عليك،
وتسأل الله عز وجل الذي لك.

وقد سألت عن أَمر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل،

بل لاَ أعلمُ مكان أحد، وكيف يستطاع ذلك؟

وقد كدر هذا الزمـــــان،
أَنه ليشتبه الحق والباطل،
ولا ينجو من شره إِلاَّ من دعا بدعاء الغريق.

فهل تعلم مكان أحد هكذا ؟

وكان يقال : يوشك أَن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم.

فعليك بتقوى الله عز وجل،
والزم العزلة،
واشتغل بنفسك،
واستأنس بكتاب الله عز وجل،
واحذر الأمراء،
وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم.

فان استطعت أَن تأمر بخير في رفق فإِن قبل منك حمدت الله عز وجل،

وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإِن لك فيها شغلا.

واحذر المنزلة وحبها فإِن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا.

وبلغني أَن أَصحاب محمد ﷺ كانوا يتعوذون أَن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا،

فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس ؟!

وعليك بالأمــر الأول والتمســـك به .
وعليك بالخمول فإِن هذا زمان خمول .
وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس،

فإن عُمر بن الخطاب، رَضي الله عَنهُ قال: إياكم والطمع، فإِن الطمع فقر، واليأس غنى، وفي العزلة راحة من خلاط السوء.

وكان سَعيد بن المُسيَّب يقول: العزلة عبادة.
وكان الناس إِذا التقوا انتفع بعضهم ببعض ،

فأما اليوم فقد ذهـــب ذلك،،
والنــجاة في تركهم فيما نرى،،

وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأَشياء،
وإياك أَن تخدع، فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم، أَو مظلمة، فإِن تلك خدعة إبليس وإنما اتخذها فجار القراء سلماً.

وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون.

وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك، ولا تنافسهم،

وإياك أَن تكون ممن يحب أَن يعمل بقوله وينشر قوله، أَو يسمع منه.

وإياك وحب الرياسة، فإِن من الناس من تكون الرياسة أحب إِليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إِلاَّ البصير من العلماء السماسمرة.

واحذر الرئاء فإِن الرئاء أخفى من دبيب النمل.

وَقال حُذيفة رضي الله عنه:
سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر، فلا يدري أيما يركب.

وقد ذكر عن رسول الله ﷺ قَال:
لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأُمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه، ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم، وما لم يعظم أبرارهم فجارهم، فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم، وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب.

وقال: إِذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه إِلاَّ أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك،

فليكن المــــوت من شأنك، ومن بـــالك،
وأقل الأمل، وأكثر ذكر المــوت،
فإِنك إِن أكثرت ذكر الموت هــان عليك أمر دنياك.

وقال عُمر: أكثروا ذكر الموت، فإِنكم إِن ذكرتموه في كثير قلله، وإن ذكرتموه في قليل كثره،

واعلموا أَنه قد حــان للرجل يشتهي المـوت.

أعاذنا الله وإيـاك من المهالك،
وسـلك بنا وبك سبيل الطاعة..

BY في رحاب سفيان الثوري


Share with your friend now:
tgoop.com/sofian1/82

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Telegram desktop app: In the upper left corner, click the Menu icon (the one with three lines). Select “New Channel” from the drop-down menu. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. The Standard Channel Add up to 50 administrators
from us


Telegram في رحاب سفيان الثوري
FROM American