Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
2379 - Telegram Web
Telegram Web
ثُمَّ قالَ تَعالى: ﴿وإنّا أوْ إيّاكم لَعَلى هُدًى أوْ في ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ وفِيهِ مَسائِلُ:

المسألة الأولى: هذا إرشاد من الله لرسوله إلى المناظرات الجارية في العلوم وغيرها وذلك لأن أحد المتناظرين إذا قال للآخر هذا الذي تقوله خطأ وأنت فيه مخطئ يغضبه، وعند الغضب لا يبقى سداد الفكر وعند اختلاله لا مطمع في الفهم فيفوت الغرض، وأما إذا قال له بأن أحدنا لا يشكُّ في أنَّهُ مخطِئٌ والتمادي في الباطل قبيح والرجوع إلى الحق أحسن الأخلاق فنجتهد ونبصر أيُّنا على الخطأ ليحترز فإنه يجتهد ذلك الخصم في النظر ويترك التعصب وذلك لا يوجب نقصا في المنزلة لأنّه أوهم بأنّه في قوله شاك، ويدل عليه قول الله تعالى لنبيِّه: ﴿وَإنَّا أو إيِّاكم﴾ مع أنه لا يشك في أنه هو الهادي وهو المهتدي وهم الضالون والمضلون.

-مفاتيح الغيب.
سُقيا ومربع
﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكم مِنَ السَّماواتِ والأرْضِ قُلِ اللَّهُ وإنّا أوْ إيّاكم لَعَلى هُدًى أوْ في ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ وهَذا اللَّوْنُ مِنَ الكَلامِ يُسَمّى الكَلامَ المُنْصِفَ وهو أنْ لا يَتْرُكَ المُجادِلُ لِخَصْمِهِ مُوجِبَ تَغَيُّظٍ واحْتِدادٍ في الجِدالِ،…
قال أبو الأسود الدؤلي:
فإن يك حبّهم رشدا أصبه‌
ولست بمخطئ إن كان غيّا!

وقد قالها في سيدنا عليّ وعترته رضي الله عنهم، فقالت له بنو قشير: شككت يا أبا الأسود في صاحبك حيث تقول:

«فإنْ يكُ حبُّهم رشدًا أصبْه‌ُ»

فقال: أما سمعتم قول اللّه عزّ و جلّ: {وإنا أو إيَّاكم لعلى‌ هدىً أو في ضلالٍ مُبِينٍ‌}

أفتُرى اللّهُ عزّ وجلّ شكَّ في نبيه!
﴿إنَّ إبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أوّاهٌ مُنِيبٌ﴾

لأن من يستعمل الحلم في غيره فإنه يتأوَّهُ إذا شاهد وصولَ الشدائد إلى الغير، فلما رأى مجيء الملائكة لأجل إهلاك قوم لوط عظُم حزنُه بسبب ذلك، وأخذ يتأوه عليه، فلذلك وصفه الله تعالى بهذه الصفة، ووصفه أيضا بأنه منيب؛ لأن من ظهرت فيه هذه الشفقة العظيمة على الغير، فإنه ينيب ويتوب ويرجع إلى الله في إزالة ذلك العذاب عنهم، أو يقال: إن من كان لا يرضى بوقوع غيره في الشدائد، فأن لا يرضى بوقوع نفسه فيها كان أولى، ولا طريق إلى صون النفس عن الوقوع في عذاب الله إلا بالتوبة والإنابة، فوجب فيمن هذا شأنه أن يكون منيبا.

-مفاتيح الغيب.
«وربّما تجهّم القدرُ وضميرُه مبتسم، وتصلّب الزمانُ وعقده محتشم»

-جنّة الرضا لأبي يحيى محمد بن عاصم الغرناطي.
ولا تحسبنَّ الدهر آذاك إنما
أذى الدهر يهدي خبرةً وتمرُّسا

ولِلْهَمِّ فضلٌ حين أوقدَ هِمَّةً
تساميتَ فيها للسماكَيْنِ مجلسا

وإنَّ جراح الحُر نورٌ لقلبهِ
تهذِّبهُ حتى يجيدَ التفرُّسا

ومازال هذا العيشُ يقسو ولم تزل
تلاقيه بالصبر الجميل إذا قسا

-فالح بن طفلة.
وَتَوْفِيقُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْعَبْدِ أَنْ يَجْعَلَ أَفْعَالَهُ الظَّاهِرَةَ مُوَافِقَةً لِأَوَامِرِهِ مَعَ بَقَاءِ اخْتِيَارِهِ فِيهَا وَأَنَّ نِيَّاتِ قَلْبِهِ مُوَافِقَةٌ لِمَا يُحِبُّهُ، إلَيْهِ أُشِيرَ فِي حِصَصِ الْأَتْقِيَاءِ، وَالتَّوَكُّلُ تَفْوِيضُ الْأَمْرِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَالِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ مَعَ رِعَايَةِ الْأَسْبَابِ، وَالْإِنَابَةُ الْإِقْبَالُ إلَيْهِ. وَقِيلَ التَّوْبَةُ الرُّجُوعُ عَنْ الْمَعْصِيَةِ إلَى اللَّهِ وَالْأَوْبَةُ الرُّجُوعُ عَنْ الطَّاعَةِ إلَيْهِ بِأَنْ لَا يَعْتَمِدَ عَلَى طَاعَتِهِ بَلْ عَلَى فَضْلِهِ وكرمه، وَالإنابةالرُّجُوعُ إلَيْهِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ.

-مقدمة كشف أسرار البزودي.
يَا رَبَّةَ السِّتْرِ لَا انْجَابَتْ غَوَادِيكِ
عَنْ جَوِّ مَغْنَاكِ أَوْ يَخْضَرَّ وَادِيكِ

وَزِدْتِ فِي كُلِّ يَوْمٍ عِزَّةً وَسَنًا
وَلَا خَلَا مِنْ رِجَالِ الْحَيِّ نَادِيكِ

لَا زَالَ مَرْبَعُكِ الدَّانِي الظِّلَالِ حِمَىً
رَحْبًا لِعَاكِفِكِ الثَّاوِي وَبَادِيكِ

وَأَنْتِ يَا عَذَبَاتِ الْبَانِ لَا بَرِحَتْ
تَهِيجُ أَشْوَاقَنَا أَلْحَانُ شَادِيكِ

وَمَاسَ مِنْ كُلِّ غُصْنٍ مِنْكِ مِنْ طَرَبٍ
عِطْفٌ وَتِهْتِ دَلَالًا فِي تَهَادِيكِ

وَيَا مِيَاهَ الْحِمَى لَا زِلْتِ طَيِّبَةً
يَرْوَى بِشُرْبِ الزُّلَالِ الْعَذْبِ صَادِيكِ

وَيَا فَوَارِطَ أَيَّامِي بِخَيْفِ مِنًى
لَوْ كَانَ يُفْدَى زَمَانٌ كُنْتُ أَفْدِيكِ

وَيَا رَسَائِلَ وَجْدٍ لَا أَبُوحُ بِهَا
إِلَى الْأَحِبَّةِ عَنِّي مَنْ يُؤَدِّيكِ!

أُخْفِيكِ عَنْ عُذَّلِي صَوْنًا وَتَكْرِمَةً
بَلِ الْمَدَامِعُ وَالْأَنْفَاسُ تُبْدِيكِ

وَيَا رِكَابَ الْحِجَازِ الْقُودَ لَا نَقِبَتْ
مِنَ السُّرَى أَبدًا أَخْفَافُ أَيْدِيكِ

وَلَا عَدَلْتِ عَنِ النَّهْجِ الْقَوِيمِ وَلَا
مَالَتْ إِلَى غَيْرِ أَحْبَابِي هَوَادِيكِ

وَنِلْتِ مَا شِئْتِ مِنْ وِرْدٍ وَمِنْ كَلَأٍ
وَلَا نَبَا السَّمْعُ عَنْ تَغْرِيدِ حَادِيكِ

كَمْ ذَا التَّمَادِي ذَرِي التَّعْلِيلَ وَابْتَدِرِي
إِلَى الْحِمَى فَعَنَائِي مِنْ تَمَادِيكِ

سِيرِي فَأَنْوَارُ أَقْمَارِ الْمَحَامِلِ إِنْ
حَارَ الْأَدِلَّةُ فِي الْبَيْدَاءِ تَهْدِيكِ

وَيَا قِبَابَ حِمَى سَلْعٍ حَوَيْتِ عَلَى
رِقِّي بِمَا أَسْلَفَتْ عِنْدِي أَيَادِيكِ

فَتَحْتِ بِالرُّشْدِ عَنْ عَيْنَيَّ بَعْدَ عَمًى
وَأَسْمَعَ السِّرَّ مِنْ قَلْبِي مُنَادِيكِ

حَقٌّ عَلَيَّ أُوَالِي مَنْ بِكِ اعْتَلَقَتْ
أَسْبَابُهُ وَأُعَادِي مَنْ يُعَادِيكِ

إِنِّي وَإِنْ تَكُ أَضْحَتْ عَنْكِ نَازِحَةً
دَارِي لَأَرْعَى بِظَهْرِ الْغَيْبِ وُدِّيكِ

لَا زَالَ سُكَّانُكِ الْقُطَّانُ فِي دَعَةٍ
وَفَازَ رَائِحُكِ السَّارِي وَغَادِيكِ

وَأَنْتِ لَا تَجْزَعِي يَا نَفْسُ مِنْ بِدَعٍ
مُضِلَّةٍ وَرَسُولُ اللهِ هَادِيكِ

أَجَارَكِ اللهُ لَوْلَا دِرْعُ سُنَّتِهِ
لَكَانَ سَهْمُ الْهَوَى الْفَتَّانِ يُرْدِيكِ

لَا تُخْلِفِي مَوْعِدِي فِي حِفْظِ مَنْهَجِهَا
فَلَسْتُ أُخْلِفُ فِي حِفْظِيهِ وَعْدِيكِ

#الصرصري
Audio
خذوها منشدة بهذا الصوت الندي
حلب مدينةٌ عظيمةٌ واسعةٌ كثيرةُ الخيرات طيَّبةُ الهواء صحيحةُ الأديم والماء، ويشربُ أهلها من صهاريج مملوءة بماء المطر، وفيها سُوقٌ للقماش تُباع فيه الثياب كل يوم بعشرين ألف دينار مُنذ عشرين سنة، وما في حلَبٍ موضع خرابٍ أصلًا، ولأهلها عِنايةٌ بإصلاح أنفسهم وحَلَّ بها الأدباء والشعراء، وقد خصَّها الله بالبركة وفضَّلها على جميع البلاد، وجميع زروعها لا تُسقى إلا بماء المطر فتكون غضَّةً رويَّةً وهذا لم أره فيما طوَّفتُ من البلاد في غير أرضها.

-ياقوت الحموي في معجم البلدان.
سُقيا ومربع
حلب مدينةٌ عظيمةٌ واسعةٌ كثيرةُ الخيرات طيَّبةُ الهواء صحيحةُ الأديم والماء، ويشربُ أهلها من صهاريج مملوءة بماء المطر، وفيها سُوقٌ للقماش تُباع فيه الثياب كل يوم بعشرين ألف دينار مُنذ عشرين سنة، وما في حلَبٍ موضع خرابٍ أصلًا، ولأهلها عِنايةٌ بإصلاح أنفسهم…
إنْ قلتَ: مَا مَهْدُ الْمَعَالِي وَالْأَدَبْ
وَالْفَنِّ وَالْأَلْحَانِ صاحِي وَالطَّرَبْ

نَادَت شِفَاه الْعَالَمِينَ بِلَا ونًى:
مَا مَهْدُ ذَلِكَ يَا فَتَى إلّا حَلَبْ

-ذاكر الحنفي.
«حلب قدرها خطير، وذكرها في كل زمن يطير، لها قلعة شهيرة الامتناع، معدومة الشبيه والنظير في القلاع، ويقال إن هذه القلعة كانت في قديم الزمان ربوة يأوي إليها إبراهيم الخليل عليه السلام بغنيمات فيحلبها هنالك ويتصدق بلبنها فلذلك سميت حلب، وبها مشهد عظيم يقصد الناس التبرك به. ومن فضائل هذه القلعة ماء نابع فيها لا يخاف معه فيها ظمأ، والطعام يصير فيها الدهر كله، وعليها سوران دونهما خندق لا يكاد البصر يبلغ مدى عمقه، وبالجملة القلعة مشهورة بالحصانة والحسن، وأبراج سور البلد كثيرة جداً وأبراجها كلها مسكونة وكلها طيقان وداخلها المساكن السلطانية والمنازل الرفيعة. والبلد حفيل الترتيب بديع الحسن واسع الأسواق وكلها مسقفة بالخشب فهي في ظلال وارفة، وقيساريتها حديقة بستان نظافة وجمالاً مطيفة بجامعها، وجامعها من أحسن الجوامع وأجملها».

-رحلة ابن جبير.
«كثيرًا ما جنت المروءة على أهلها، لكن احتمال هذه الجناية أيضًا من المروءة». -الرافعي.

ولشاعر:
وقد تكون مروءات يُعاشُ بها
وأخرياتٌ تسوق البؤس والعطبا
عمر بن لَجَأٍ أو صفوان بن عبد يالِيل:

«فسائل عامرًا عنَّا جميعًا
بأعلى الجِزع من وادي مِلاحِ

عشيّة لم يكن للرُّمح حظٌّ
وكانَ الحظُّ فيه للصِّفاحِ

وأفْلتَنا أبو ليلَى طُفيلٌ
صحيحَ الجِلد من أثرِ السِّلاحِ»

هذا من الهجاء الممضّ الشَّديد لأنه قال: أفلتَنا طفيل ولم يُجرح، يريد أنَّه هرب قبل التقائنا وهذا من أشدّ الهجاء عندهم.

-حماسة الخالديين.
«أمولاي هذا الدهرُ وَالى صُرُوفَه
عليّ فأنجِد أو أشِر كيفَ أصنعُ

فما أنا إلا غَرسُ نعمتكَ الذي
يُغاديهِ غَيثٌ من نَداكَ فيُمرعُ

فإن شِئتَ فالفضلُ الذي أنت أهله
وإلا فإني في الأنام مُضَيّعُ»
وحاصِلُ الكَلامِ: أنَّ أوَّلَ دَرَجاتِ السَّيْرِ إلى اللَّهِ تَعالى هو عُبُودِيَّةُ اللَّهِ، وآخِرُها التَّوَكُّلُ عَلى اللَّهِ، فَلِهَذا السَّبَبِ قالَ: ﴿فاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾.

-مفاتيح الغيب.
حمص:
مدينة بالشام من أوسع مدنها، ولها نهر عظيم يشرب منه أهلها، وهي مدينة حسنة في مستو من الأرض وهي عامرة بالناس، والمسافرون يقصدونها بالأمتعة والبضائع من كل فن، وأسواقها قائمة وخصبهم تام ومعايشهم رقيقة، وفي نسائهم جمال وحسن بشرة، وشرب أهلها من ماء يأتيهم في قناة على مرحلة منها مما يلي دمشق، والنهر المسمى بالمقلوب يجري على بابها بمقدار رمية سهم، ولهم عليه قرى متصلة وبساتين وأشجار وأنهار كبيرة، ومنها تجلب الفواكه إلى المدينة، وكانت من أكثر البلاد كروماً فتلف أكثرها، وثراها طيب للزراعات وهواؤها أعدل هواء يكون بمدن الشام، وهي مطلسمة لا تدخلها حية ولا عقرب ومتى أدخلت على باب المدينة هلكت على الحال.

وافتتحها أبو عبيدة بن الجراح صلحًا سنة أربع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه، وذلك أنه لما تم الصلح بينه وبين أهل بعلبك وكتب لهم كتابًا، خرج نحو حمص فجمع له أهلها جمعًا عظيمًا ثم استقبلوه بجومية فرماهم بخالد بن الوليد رضي الله عنه، فلما نظر إليهم خالد قال: يا أهل الإسلام الشدة الشدة، ثم حمل عليهم خالد وحمل المسلمون معه فولوا منهزمين حتى دخلوا مدينتهم.

-الروض المعطار في خبر الأقطار.
وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات:

«قفوا وانظروا بي نحو قومي نظرة
فلم يقف الحادي بنا وتغشمرا

فوا حزنا إذ فارقونا وجاوروا
سوى قومهم أعلى حماة وشيزرا

بلاد تعول النّاس لم يولدوا بها
وقد غنيت منها معانا ومحضرا


ليالي قومي صالحٌ ذاتُ بينهم
يسوسون أحلاما وإرثا مؤزّرا».
وقال قتادة: أخبرت أنه نزل حمص خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل نزلها من بني سليم ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة.
وأهل هذه البلدة موصوفون بالنجدة والتمرس بالعدو لمجاورتهم له، وبعدهم في ذلك أهل حلب.

-الروض المعطار.
2025/01/03 01:01:04
Back to Top
HTML Embed Code: