لكن المرء يسأم يمل من كثرة التلميحات والكلام ومن مبادرات المصارحة، يمل وجدًا من كل محاولات التبرير والتمسك، وحين يمل.. لا شيء يُعيد له شغفه.
أنا بخير.. لكنيِّ فقط أبحث عن طمأنينة كتلك التي بثها الله في نفس موسى حين أضمَرَ الخوف ولم يبُح به حتى، حين أوّجس واستشعر أنه خائف فأتته الطمأنينة السرمديَّة في الحال، الطمأنينة التي لاغُبار عليها، لايشوبها شك ولا يعكِّرها قلق.
تتزايد رغبتي في الهروب، من الحياة ، من جميع ما يحيطني ، أن أهرب راكضًا نحو هاوية وأتراجع عند حافتها ، أن ألتقط أنفاسي وأغير مساري ، وأستمر راكضًا إلى عالم مغاير ، إلى اللاشيء ، أو اللاوجود ، أو ربما السماء.
أبشع العلاقات تلك التي تدخل فيها بكامل قوتك، وتخرج منها منهكًا، مرهقًا، قلقًا من كل شيء، خاسرًا جزءًا من نفسك، محملًا بثقل لا يوصف، ضائعاً لا تعرف أين تذهب، خائفًا من الجميع.