قناة أ.د. سليمان الدبيخي

‏#مقالات (22)

💢نصرة الحق لا نصرة النفس💢


🌳إن المتأمل لما عليه أهل العلم الراسخين فيه قديماً وحديثاً عندما يختلفون أو يتحاورون فيما بينهم أو مع غيرهم فإنه يلحظ حرصهم على نصرة الحق، وصدق الرغبة في هداية الخلق، مع الاجتهاد في التجرد من الهوى وحظوظ النفس، فإذا أصاب الحق خصمهم صوّبوه، وإذا أخطأه قوّموه، دون سقوط في وحل المهاترات، أو مستنقع الألفاظ النابية.

🔶فتجدهم يترفعون عن بذاءة اللسان، وعن تتبع عورات المخالف، وعن الدخول في المقاصد والنيات، وهذا يدل بلا ريب على دين متين وخلق قويم، وعدل وإنصاف عزيزين.

🔶تأمل هذا وقارنه بحال بعض طلبة العلم اليوم -أو المنتسبين إليه- حينما يختلفون أو يتحاورون مع أقرانهم - وربما أصحابهم- لا سيما إذا كان ذلك على الملأ، وفي القنوات المشاهدة.

تأمل كيف يكون الفجور في الخصومة، وكيف يكون الدخول في النيات، وكيف يكون تتبع العورات، وكيف يكون الكذب والتدليس، وكيف يكون من بعضهم سوء الأدب وبذاءة اللسان، وكيف يكون هَمُ أحدهم الظهور بمظهر المنتصر، ولو كان على حساب الحق، ولذا لا تجده يتأدب بأدب الحوار، ولا يقر لمخالفه بفضل ولا صواب، بل ربما اتهمه في دينه وعقيدته، وربما عيّره بألفاظ سوقية رخيصة! وإذا وقع مخالِفهُ بزلة لسان لم يقصدها فرح بها، ورتب عليها العظائم، مع أن الواجب أن يعتذر له، لأن المقصود من الحوار نصرة الحق لا نصرة النفس،

🌿قال ابن تيمية: "وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية" [الفتاوى (3/ 229)]

🌿ولما أشار إلى أن من الناس من يشكك في صدق أبي الحسن الأشعري في مؤلفاته المتأخرة، ويقول: إنه "صنف هذه الكتب تقية، وإظهاراً لموافقة أهل الحديث والسنة، من الحنبلية وغيرهم"

قال: "وهذا كذب على الرجل، فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التي أظهرها، ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم، عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة في مصنفاته" [الفتاوى (12/ 204)].

🔶إن مثل هذه المهاترات تفسد أكثر مما تصلح وتشمت غير أهل السنة بأهل السنة، فرحم الله امرءاً عرف قدره، ولزم حدّه، واشتغل بفنه وما يحسنه، وتخلّص من حظوظ نفسه، والتمس رضا ربه، لا رضا غروره أو جمهوره .

🔶وإن من أمارات فساد النية كثرة التباهي بانتصار حقيقي أو متوهم، وتجريح المخالف بكل سبيل، واضح أو محتمل أو متوهم.

فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.

🌳إضاءة

🌿قال ابن عثيمين رحمه الله: "مع الأسف أن طلبة العلم إذا اختلفوا في أمر اجتهادي صار بعضهم لبعض عدوا إلا من شاء الله، وصار يتكلم في عرض أخيه بلا حق، فيكون ظالماً لنفسه أولاً، وظالماً لأخيه ثانيا، وظالماً لعباد الله الذين ينتفعون من أخيه؛ لأنه إذا سقطت هيبته وقيمته في أعينهم، لم ينتفعوا بعلمه"

[تفسير سورة المائدة (2/ 351)]


‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية -تربوية - دعوية)
‏https://www.tgoop.com/sulaiman_Al_Dubaikhi

www.tgoop.com/sulaiman_Al_Dubaikhi/1268

1.8K viewsJul 25 at 14:40

‏#مقالات (22)

💢نصرة الحق لا نصرة النفس💢


🌳إن المتأمل لما عليه أهل العلم الراسخين فيه قديماً وحديثاً عندما يختلفون أو يتحاورون فيما بينهم أو مع غيرهم فإنه يلحظ حرصهم على نصرة الحق، وصدق الرغبة في هداية الخلق، مع الاجتهاد في التجرد من الهوى وحظوظ النفس، فإذا أصاب الحق خصمهم صوّبوه، وإذا أخطأه قوّموه، دون سقوط في وحل المهاترات، أو مستنقع الألفاظ النابية.

🔶فتجدهم يترفعون عن بذاءة اللسان، وعن تتبع عورات المخالف، وعن الدخول في المقاصد والنيات، وهذا يدل بلا ريب على دين متين وخلق قويم، وعدل وإنصاف عزيزين.

🔶تأمل هذا وقارنه بحال بعض طلبة العلم اليوم -أو المنتسبين إليه- حينما يختلفون أو يتحاورون مع أقرانهم - وربما أصحابهم- لا سيما إذا كان ذلك على الملأ، وفي القنوات المشاهدة.

تأمل كيف يكون الفجور في الخصومة، وكيف يكون الدخول في النيات، وكيف يكون تتبع العورات، وكيف يكون الكذب والتدليس، وكيف يكون من بعضهم سوء الأدب وبذاءة اللسان، وكيف يكون هَمُ أحدهم الظهور بمظهر المنتصر، ولو كان على حساب الحق، ولذا لا تجده يتأدب بأدب الحوار، ولا يقر لمخالفه بفضل ولا صواب، بل ربما اتهمه في دينه وعقيدته، وربما عيّره بألفاظ سوقية رخيصة! وإذا وقع مخالِفهُ بزلة لسان لم يقصدها فرح بها، ورتب عليها العظائم، مع أن الواجب أن يعتذر له، لأن المقصود من الحوار نصرة الحق لا نصرة النفس،

🌿قال ابن تيمية: "وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية" [الفتاوى (3/ 229)]

🌿ولما أشار إلى أن من الناس من يشكك في صدق أبي الحسن الأشعري في مؤلفاته المتأخرة، ويقول: إنه "صنف هذه الكتب تقية، وإظهاراً لموافقة أهل الحديث والسنة، من الحنبلية وغيرهم"

قال: "وهذا كذب على الرجل، فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التي أظهرها، ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم، عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة في مصنفاته" [الفتاوى (12/ 204)].

🔶إن مثل هذه المهاترات تفسد أكثر مما تصلح وتشمت غير أهل السنة بأهل السنة، فرحم الله امرءاً عرف قدره، ولزم حدّه، واشتغل بفنه وما يحسنه، وتخلّص من حظوظ نفسه، والتمس رضا ربه، لا رضا غروره أو جمهوره .

🔶وإن من أمارات فساد النية كثرة التباهي بانتصار حقيقي أو متوهم، وتجريح المخالف بكل سبيل، واضح أو محتمل أو متوهم.

فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل.

🌳إضاءة

🌿قال ابن عثيمين رحمه الله: "مع الأسف أن طلبة العلم إذا اختلفوا في أمر اجتهادي صار بعضهم لبعض عدوا إلا من شاء الله، وصار يتكلم في عرض أخيه بلا حق، فيكون ظالماً لنفسه أولاً، وظالماً لأخيه ثانيا، وظالماً لعباد الله الذين ينتفعون من أخيه؛ لأنه إذا سقطت هيبته وقيمته في أعينهم، لم ينتفعوا بعلمه"

[تفسير سورة المائدة (2/ 351)]


‏•••═══ ༻✿༺═══ •••

قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .(علمية عقدية -تربوية - دعوية)
‏https://www.tgoop.com/sulaiman_Al_Dubaikhi

BY قناة أ.د. سليمان الدبيخي