tgoop.com/sulaiman_Al_Dubaikhi/1272
Last Update:
#إيضاحات (33)
💢{والله يعصمك من الناس}💢
🌳قال الله تعالى: ﴿ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين﴾ [المائدة: ٦٧].
🔶قد يستشكل البعض ما جاء في هذه الآية من الإخبار بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، مع ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من أنه صلى الله عليه وسلم تعرض للتسميم من اليهودية التي أطعمته شاة بخيبر، واستمر أثر السم فيه، حتى توفي عليه السلام.
وقد جاء في بعض الرويات التصريح بأن السم كان من أسباب وفاته عليه السلام،
ولذا قال بعض أهل العلم: إنه مات شهيداً صلى الله عليه وسلم، فكيف يتفق هذا مع العصمة؟!.
🔶أُجيب عن هذا: بأن العصمة مقيدة بإتمام البلاغ، أي: يعصمك الله تعالى حتى تبلغ الرسالة ويظهر الدين، فلما أتم الله به الدين أنفذ فيه ذلك السم.
🌿قال الشنقيطي رحمه الله: "﴿أيْ: بَلِّغْ أنْتَ والحالُ أنَّ الَّذِي أمَرَكَ بِذَلِكَ؛ -وهو المَلِكُ الأعْلى؛ الَّذِي لا كُفُؤَ لَهُ-؛ ﴿يَعْصِمُكَ﴾؛ أيْ: يَمْنَعُكَ مَنعًا تامًّا؛ ﴿مِنَ النّاسِ﴾؛ أيْ: مِن أنْ يَقْتُلُوكَ قَبْلَ إتْمامِ البَلاغِ؛ وظُهُورِ الدِّين… ولَقَدْ وفّى - سُبْحانَهُ - بِما ضَمِنَ؛ ومَن أوْفى مِنهُ وعْدًا؛ وأصْدَقُ قِيلًا؟! فَلَمّا أتَمَّ الدِّينَ؛ وأرْغَمَ أُنُوفَ المُشْرِكِينَ؛ أنْفَذَ فِيهِ السُّمُّ الَّذِي تَناوَلَهُ بِخَيْبَرَ؛ قَبْلَ سِنِينَ؛ فَتَوَفّاهُ شَهِيدًا؛ كَما أحْياهُ سَعِيدًا".
🌿وقال ابن عثيمين رحمه الله في فوائد الآية:
"الفائدة الثانية عشرة: عناية الله تعالى بالرسول صلى الله عليه وسلم في عصمته من الناس لقوله: ﴿والله يعصمك من الناس﴾ وهل هذه مطلقة أو مقيدة بما يحصل به البلاغ، يعني: يعصمك من الناس حتى تبلغ الرسالة؟ إن نظرنا إلى ظاهر الآية قلنا: إنها مطلقة، ﴿يعصمك من الناس﴾، وإن نظرنا إلى أن النبي ﷺ أهديت إليه شاة مسمومة في غزوة خيبر، وأكل منها وأثرت في لهواته، وكان أثرها مشاهدا، وفي مرض موته أخبر أن أكلة خيبر ما زالت تعاوده، وقال: (هذا أوان انقطاع الأبهر مني) -الأبهر: عرق في الظهر متصل بالقلب إذا انقطع هلك الإنسان-، فهذا يدل على ما قيل: إن الرسول صلى الله عليه وسلم مات بسبب السم الذي حصل من هذه المرأة اليهودية… فإذا كان كذلك فيجب أن تقيد الآية، ويكون المعنى: يعصمك من الناس حتى تبلغ الرسالة، وفعلا بلغ الرسالة وأنزل الله على رسوله نعيه في قوله: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح (١) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا (٢) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا (٣)﴾"
[تفسير سورة المائدة (2/ 153)].
•••═══ ༻✿༺═══ •••
قناة أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .
(علمية عقدية -تربوية - دعوية)
https://www.tgoop.com/sulaiman_Al_Dubaikhiا
BY قناة أ.د. سليمان الدبيخي
Share with your friend now:
tgoop.com/sulaiman_Al_Dubaikhi/1272