TASNEEMA22 Telegram 2129
إلى رفيق قلبي دومًا؛ السيد قطب،
قبل البداية وبعد قُبل التحايا دعني أُريك مشاهدًا عدّة تطوف بحلقات متصلة بذهني والدهر مصائبه جمّة لو تعلم.
مشهدٌ أول؛
بلادٌ بلا أمان كُلّها دمار، دقائق امتدت لأشهر مُريعةٍ لا تطرق السعادة أبوابها.
قلقٌ مستمر، متلازمةُ وطنٍ تحيل النزوح إلى أزمة.
مشهدٌ آخر؛
بلادٌ تُخان...
عاد الخراب واحتلّ الزمان!.
حقائب بلا أقفال، ثياب ممزقّة، أحذيةٌ تقصّ تراجيدية الأيام ووجوهٌ لا يُفسر باطنُها وإن أُظهر.
أشجارٌ ذابلة، ثمارٌ متعفنة وقططٌ تغزو الأمكان من كلّ حدبٍ وصوب.
بيوتٌ مهجورة أبوابها مفتوحةٌ على مصراعيها، تترامي بها الأشياء هنا وهناك معًا، داناتٌ وفوارغُ رصاصٍ زارتْ المكان فضولًا.
حقيقةً،
الأمر ليس كما يبدو بل هو أسوأ بآلاف المرّات...
أما خارجًا عن المألوف، أرثو لحالنا ياقُطب، أنا هنا وأنت هُناك بعيدٌ عني، بالقرب _ربما_ أو لا بُد أنك في مجالٍ آخر بكونٍ يخلو تمامًا مما نحن فيه!
مرّة أخرى أظن أنني اصطنعت الإلفة بيننا حتى ظننتك حبيبي لكنك لم تكن سوى سراب يلفه الظلام والنور فيه اعتقاد خاطئ ياعزيزي.
وها أنذا أعد الليالي بساعاتها ودقائقها الطِوال، أُرغم الذكريات على السُبات، وأطهو القليل من الأفكار في طاجن من الفخار ببطئ حثيث حتى تلتهب الآثام!.
لا شىء هنا يشابه الأمان، صوتك والعناكب في صراعٍ دموي، صورك والنيران في لعب مستمر، أنفاسك تقتلني وإن كانت على بعد سبعة ساعات وليالٍ دبقةٍ في العراء أو القليل، لا يهم.
ما يهم فعلًا هو تساؤلٌ يؤرقني ويُداهم النوم في أعيني؛ أخبرني عمّا فعلتَه لأصبح هكذا، خاوية من الشعور، أعانق الخذلان بين الفنية والأخرى، لا أصدق بالنهايات وأوهام السعادة الأبدية، إنها خُدع لعينة أُلصقت بجدران ذهني لعلّي أجدها ذات يوم، ولا أعني النكران حينما أقول لم أجد إلا المقابل لما ظننته دومًا؛ لخير خفيّ لا أنكر ولا أناقض هذه الحقائق، لكنني هنا بِقَاعٍ من الحضيض لا سبيل للعلو منه، بلا بيت يحتويني أو وسادة تحتضنني، وأنت ياقطب، آهٍ كم أود تشذّيبك قبل الاعتراف بأنك كنت بيتي وأمني، لكنك ما عدت كذلك، صرت مِثلهم لا تؤتمن بل مَثلهم الأعلى.
مشهدٌ أخير،
رحيل مفاجئ حقائب مُتسخة، ثيابٌ مُرتقة ووجوه بلا ملامحٍ جامدةٌ لا حول لها ولا قوة.
حربٌ ضروس ما بين المضي قُدمًا والمصير، وأنت يا عزيزي لا وجود لك هنا ما زلت هناك لا تستشعر عظمة السؤال أو الحديث، لا تبالِ فأنت لم تكن يومًا لتكون.
إنها النهاية.



#تسنيم_حسين



tgoop.com/tasneema22/2129
Create:
Last Update:

إلى رفيق قلبي دومًا؛ السيد قطب،
قبل البداية وبعد قُبل التحايا دعني أُريك مشاهدًا عدّة تطوف بحلقات متصلة بذهني والدهر مصائبه جمّة لو تعلم.
مشهدٌ أول؛
بلادٌ بلا أمان كُلّها دمار، دقائق امتدت لأشهر مُريعةٍ لا تطرق السعادة أبوابها.
قلقٌ مستمر، متلازمةُ وطنٍ تحيل النزوح إلى أزمة.
مشهدٌ آخر؛
بلادٌ تُخان...
عاد الخراب واحتلّ الزمان!.
حقائب بلا أقفال، ثياب ممزقّة، أحذيةٌ تقصّ تراجيدية الأيام ووجوهٌ لا يُفسر باطنُها وإن أُظهر.
أشجارٌ ذابلة، ثمارٌ متعفنة وقططٌ تغزو الأمكان من كلّ حدبٍ وصوب.
بيوتٌ مهجورة أبوابها مفتوحةٌ على مصراعيها، تترامي بها الأشياء هنا وهناك معًا، داناتٌ وفوارغُ رصاصٍ زارتْ المكان فضولًا.
حقيقةً،
الأمر ليس كما يبدو بل هو أسوأ بآلاف المرّات...
أما خارجًا عن المألوف، أرثو لحالنا ياقُطب، أنا هنا وأنت هُناك بعيدٌ عني، بالقرب _ربما_ أو لا بُد أنك في مجالٍ آخر بكونٍ يخلو تمامًا مما نحن فيه!
مرّة أخرى أظن أنني اصطنعت الإلفة بيننا حتى ظننتك حبيبي لكنك لم تكن سوى سراب يلفه الظلام والنور فيه اعتقاد خاطئ ياعزيزي.
وها أنذا أعد الليالي بساعاتها ودقائقها الطِوال، أُرغم الذكريات على السُبات، وأطهو القليل من الأفكار في طاجن من الفخار ببطئ حثيث حتى تلتهب الآثام!.
لا شىء هنا يشابه الأمان، صوتك والعناكب في صراعٍ دموي، صورك والنيران في لعب مستمر، أنفاسك تقتلني وإن كانت على بعد سبعة ساعات وليالٍ دبقةٍ في العراء أو القليل، لا يهم.
ما يهم فعلًا هو تساؤلٌ يؤرقني ويُداهم النوم في أعيني؛ أخبرني عمّا فعلتَه لأصبح هكذا، خاوية من الشعور، أعانق الخذلان بين الفنية والأخرى، لا أصدق بالنهايات وأوهام السعادة الأبدية، إنها خُدع لعينة أُلصقت بجدران ذهني لعلّي أجدها ذات يوم، ولا أعني النكران حينما أقول لم أجد إلا المقابل لما ظننته دومًا؛ لخير خفيّ لا أنكر ولا أناقض هذه الحقائق، لكنني هنا بِقَاعٍ من الحضيض لا سبيل للعلو منه، بلا بيت يحتويني أو وسادة تحتضنني، وأنت ياقطب، آهٍ كم أود تشذّيبك قبل الاعتراف بأنك كنت بيتي وأمني، لكنك ما عدت كذلك، صرت مِثلهم لا تؤتمن بل مَثلهم الأعلى.
مشهدٌ أخير،
رحيل مفاجئ حقائب مُتسخة، ثيابٌ مُرتقة ووجوه بلا ملامحٍ جامدةٌ لا حول لها ولا قوة.
حربٌ ضروس ما بين المضي قُدمًا والمصير، وأنت يا عزيزي لا وجود لك هنا ما زلت هناك لا تستشعر عظمة السؤال أو الحديث، لا تبالِ فأنت لم تكن يومًا لتكون.
إنها النهاية.



#تسنيم_حسين

BY تَـسنـيم حِسـين


Share with your friend now:
tgoop.com/tasneema22/2129

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot. While some crypto traders move toward screaming as a coping mechanism, many mental health experts have argued that “scream therapy” is pseudoscience. Scientific research or no, it obviously feels good. Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information.
from us


Telegram تَـسنـيم حِسـين
FROM American