تَـسنـيم حِسـين

إلى العزيز دومًا، السيد قطب:
مررت حُبًّا ؛ لأنقب عن رسائلي إليك وأعلو بطاقتي لأُكاتبك وأعود بقلق وشوق متجددٍ بين الفنية والأخرى، وعتابٍ لذيذ يذكرني بشغفٍ أفنيته فيك وحدك لا غير.
أما بعد فإنه يحزنني ياقطب أنني قد امتثلتُ سابقًا لمقولة تقول أن:
"الحُبّ كالحرب"
لكنّه هيهات أن يكون مماثلٌ لها ؛ فالحرب تحملُ شوكًا في ثناياها شوقًا للأذية، تنثر الرعب بين الخلايا حتى تلفظ كل واحدة الأخرى بعيدًا عنها، تُثير نزاعًا لا نهاية له، مبتدأه بلا خبر ومفعوله بفاعل مطموس وإن عرف!.
البقاء ليس للأقوى بل لمن يستطيع، فالقوة هنا تُسطر تحت إحدى مُرادفات الخُرافة، كبطل خارقٍ لا مكان له ولا زمان يستقبله، ابق مخفيًّا وستكون على ما يرام، أكثر من حلو الكلام وستطير إلى الأعالي، كُنْ نمامًا وستكون كنبي مُنْزل من السماء. أما إن خرجت قليلًا وتمردت، أظهرت بعضًا من الغضب والبغض فيالك من ذليل، ويحك والموت نصيبك!. هكذا تدرك ياصاحبي أن الحياة تصبح مصاحبةً للاستباحة والتشرد، النوم يُضاف إلى قاموس الكوابيس اللعينة والأحلام تُحاكي اليقظة ورغبات النجاة.
مهلًا لا تحسب أنني أداعب التراجيدية لأراقص الأحزان شهوةً في سرميدة الأحداث، فلستُ إلّا شبيهًا آخر لأربعين _تُكذب خرافتها كل حين_ هدفها يصبو للبقاء، للحرص على التنفس بانتظام لا تراجع فيه، شهيقًا تملؤه الذكريات الصاخبة وزفيرًا تطارده دموعٌ حارقة. نبضاتٌ منتظمة، تتسارع تباعًا ثم تخفت رويدًا علّ الأخيرة تضيئ نفقًا مظلمًا تسكنه أمانٍ تشتهي التحقيق!.
حسنًا، لا أنكر أنانيتي فلا تعاتبني أو تتعجب لتجاهلي. أعلم أنني لا أتيقن حقيقة ما يدور حولك إن كنت هنا أو هناك، لا رغبة لي بذلك يكفيني وجعًا ما ذقت، ولا طاقة لي بألمٍ يمسُّ قلبك فيشذب فؤادًا لا يرتجي إلا صلاحك. وعليه ياقطب، كُن بعيدًا قربي ببساطة تثير التعقيد شبقًا.
قبل النهاية،
ضع الاستفهامات جنبًا وراكم القبل صمتًا.
إليك أينما كنت، خذ الحبّ ودع القلب يشتعل.
#تسنيم_حسين

www.tgoop.com/tasneema22/2155

229 viewsTas Neem🌼, Aug 4, 2024 at 08:16

إلى العزيز دومًا، السيد قطب:
مررت حُبًّا ؛ لأنقب عن رسائلي إليك وأعلو بطاقتي لأُكاتبك وأعود بقلق وشوق متجددٍ بين الفنية والأخرى، وعتابٍ لذيذ يذكرني بشغفٍ أفنيته فيك وحدك لا غير.
أما بعد فإنه يحزنني ياقطب أنني قد امتثلتُ سابقًا لمقولة تقول أن:
"الحُبّ كالحرب"
لكنّه هيهات أن يكون مماثلٌ لها ؛ فالحرب تحملُ شوكًا في ثناياها شوقًا للأذية، تنثر الرعب بين الخلايا حتى تلفظ كل واحدة الأخرى بعيدًا عنها، تُثير نزاعًا لا نهاية له، مبتدأه بلا خبر ومفعوله بفاعل مطموس وإن عرف!.
البقاء ليس للأقوى بل لمن يستطيع، فالقوة هنا تُسطر تحت إحدى مُرادفات الخُرافة، كبطل خارقٍ لا مكان له ولا زمان يستقبله، ابق مخفيًّا وستكون على ما يرام، أكثر من حلو الكلام وستطير إلى الأعالي، كُنْ نمامًا وستكون كنبي مُنْزل من السماء. أما إن خرجت قليلًا وتمردت، أظهرت بعضًا من الغضب والبغض فيالك من ذليل، ويحك والموت نصيبك!. هكذا تدرك ياصاحبي أن الحياة تصبح مصاحبةً للاستباحة والتشرد، النوم يُضاف إلى قاموس الكوابيس اللعينة والأحلام تُحاكي اليقظة ورغبات النجاة.
مهلًا لا تحسب أنني أداعب التراجيدية لأراقص الأحزان شهوةً في سرميدة الأحداث، فلستُ إلّا شبيهًا آخر لأربعين _تُكذب خرافتها كل حين_ هدفها يصبو للبقاء، للحرص على التنفس بانتظام لا تراجع فيه، شهيقًا تملؤه الذكريات الصاخبة وزفيرًا تطارده دموعٌ حارقة. نبضاتٌ منتظمة، تتسارع تباعًا ثم تخفت رويدًا علّ الأخيرة تضيئ نفقًا مظلمًا تسكنه أمانٍ تشتهي التحقيق!.
حسنًا، لا أنكر أنانيتي فلا تعاتبني أو تتعجب لتجاهلي. أعلم أنني لا أتيقن حقيقة ما يدور حولك إن كنت هنا أو هناك، لا رغبة لي بذلك يكفيني وجعًا ما ذقت، ولا طاقة لي بألمٍ يمسُّ قلبك فيشذب فؤادًا لا يرتجي إلا صلاحك. وعليه ياقطب، كُن بعيدًا قربي ببساطة تثير التعقيد شبقًا.
قبل النهاية،
ضع الاستفهامات جنبًا وراكم القبل صمتًا.
إليك أينما كنت، خذ الحبّ ودع القلب يشتعل.
#تسنيم_حسين

BY تَـسنـيم حِسـين