tgoop.com/taysirabdalla/1000
Last Update:
هل حقا أن خسائرنا تكتيكية. وخسائر عدونا استراتيجية؟.
أولا يجب أن نعرف ما هو التكتيكي وما هو الاستراتيجي.
التكتيكي هو الجزئي والمرحلي والمؤقت والوسائلي والآني. والاستراتيجي هو النهائي والختامي..
ثانيا: العلاقة بين التكتيكي والاستراتيجي علاقة جدلية غير نهائية. فالتكتيكي ممكن أن يتحول في ظروف معينة إلى استراتيجي. والاستراتيجي يمكن أن يتحول في ظروف أخرى إلى تكتيكي. ينطبق هذا على الحياة الشخصية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.
تكريس شخص كل مجهوده لفتح محل تجاري يضمن له الاستقرار الاقتصادي في حياته هو هدف استراتيجي. لكن تطور تفكير هذا الشخص لتوسيع هذا المحل إلى شركة أو مول تجاري ضخم. يجعل المحل القديم هدفا تكتيكيا.
مثال سياسي: اتفاقية أوسلو هدف تكتيكي مرحلي كما عقب عليها الرئيس أبو عمار. تؤدي إلى الدولة. لكن عندما تصبح هي نهاية النضال الفلسطيني في العلاقة مع الاحتلال يجعلها هدفا استراتيجيا.
مثال سياسي آخر: تدمير الاحتلال غزة يعتبر هدفا استراتيجيا. لكن عندما يمتد هذا التدمير إلى لبنان وعواصم أخرى. ويقول الاحتلال أن غزة كانت ساحة تدريب للفرقة 98 فإن تدميرها. يجعلها بالنسبة للاحتلال هدفا تكتيكيا في خطة تغيير الشرق الأوسط.
مثال آخر: جمع شخص أمولا في تركيا باسم الغزيين المكلومين لشراء شقق له ولعائلته هدف استراتيجي. لكن إذا ما كان ابن حلال ونقلها إلى الغزيين بالفعل. فإن هدفه القديم في الجمع يصبح تكتيكيا.
ثالثا: في ضوء هذه العلاقة الجدلية. لا يمكن الجزم النهائي بأي من الأهداف هو تكتيكي أو استراتيجي إلا بشرط ثبات جميع المتغيرات الأخرى. في الخطة الواحدة. أو السياق الواحد. (تحرير فلسطين هدف استراتيجي. وجميع أشكال المقاااومة أهداف تكتيكية). لكن يمكن أن يصبح هذا الهدف بحل القضية الفلسطينية تكتيكيا للدول الكبرى إذا اعتبرته بوابة وشرطا لتطبيع إسرائيل مع جميع الدول العربية.
رابعا: تشهد الحقول الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية ثباتا نسبيا في تقسيم الأهداف التكتيكية والاستراتيجية. بينما تعتبر المجالات السياسية الأشد تقلبا وجدلية.
عادة ما يرى أصحاب السلطة والقرار أن أهدافهم تكتيكية مؤقتة تسعي مع الوقت لتصبح أهدافا استراتيجية متقدمة. بينما يتهمهم المعارضون دائما بأن أهدافهم استراتيجية ولن يستطيعوا تغييرها.
الجدل فيما هو تكتيكي وما هو استراتيجي جدل خلافي قديم. توجد أغنية فلسطينية وطنية قديمة مشهورة تسخر وتنتقد ممن كانوا (يتكتكون) من أجل التوصل إلى حلول سلمية.
خامسا: الأهداف التكتيكبة والاستراتيجية نفسها. ليست بذات الأهمية في الخطط والمجتمعات المختلفة.
إنشاء مصنع للقطن هدف استراتيجي في بلد. بينما في بلد آخر يعتبر هدفا تكتيكيا لهدف استراتيجي أكبر وهو تصدير الملبوسات القطنية.
مثال آخر: منع قتل المستوطنين في الكيان هدف استراتيجي.
بينما منع قتل الغزيين في غزة هو هدف تكتيكي. ويعتبر أضرارا جانبية.
سادسا: في ضوء ما سبق. كيف يمكن فهم تصريحات مشعل بأن (خسائرنا تكتيكية. وخسائر العدو استراتيجية).
أولا يجب تفسير الضمير (نا) في خسائرنا. هل يقصد بها الشعب كله. أم يقصد خماش فقط.
الأكيد والذي لا يحتاج إلى شواهد كثيرة لإثباته أنه يقصد خمااش وليس الشعب.
لسبب بسيط: لتكرار تصريحاتهم في اليومين الأخيرين بأن (الاحتلال استطاع تدمير غزة. لكن المقااومة بخير).
وعلى ذلك لا يمكن الحديث عن الشعب والمقااومة بنفس المعايير.
بالنسبة لخمااش. هل خسائرها تكتيكية أم استراتيجية:
إذا اعتبرنا أن مصادر وجود أي حركة: المنهج أو الدستور. القوة البشرية. والقوة المالية.
فإن مشعل صادق. لأن الحركة لم تتضرر بشكل كبير. وقادرة على إعادة ترميم نفسها لومنحت الفرصة. واستعادت حكمها لغزة.
المنهج لم يصب. والفقد في العناصر والقيادات والتمويل يمكن تعويضه.
لكن حرب الإبادة لم تنته بعد. ولا يعرف ما هو الشكل السياسي والعسكري النهائي الذي يمكن أن تخرج به الحركة بعد الحرب. وإن كان سيسمح لها بالعودة إلى الحكم أو المشاركة فيه بسلاحها ودون أن تضطر للاعتراف بالشرعية الدولية. أو ربما تتحول إلى حزب مدني مما سيؤثر على ميثاقها استرايجيا.
كذلك خسائر الاحتلال. لا يمكن وصفها بالاسترايجية إلى الآن.
صحيح أن الاحتلال تعرض في 7 أكتوبر لصدمة عسكرية وأمنية ونفسية. لكن هذه الصدمة لم تترجم إلى الآن إلى مكاسب فلسطينية. الاحتلال يعمل على تفريغ هذا الحدث من قوته بالانتقام واحتلال غزة. وإضعاف قضية الأسرى والمختطفين. واستغلال روايته الإسرائيلية عالميا لاستمرار إبادة الغزيين. ولذلك لا نستطيع أن نجزم في هذه المرحلة أن الاحتلال تعرض لضربة استراتيجية إلا بعد مراقبة نتائج الحرب النهائية على الأرض.
BY Taysir Abdalla
Share with your friend now:
tgoop.com/taysirabdalla/1000