tgoop.com/thuryaalsaif/1097
Last Update:
❏ التأكيدات الإيجابية لإنسان اليوم:
لما كان الإنسان المعاصر مثقلاً كل صباح بمواجهة طواحين الهواء: ضغوط العمل، والتحديات المالية، وانتظارات المجتمع، ابتكرت بعض مدارس علم النفس -مدرسة علم النفس الإيجابي وعلم النفس المعرفي السلوكي (CBT)- تقنية نفسية معرفية تسمى (التأكيدات الإيجابية) هدفها: تحسين الصحة النفسية وتعزيز التفكير الإيجابي لدى الفرد، فهي آلية نفسية (ميكانزم) تدعم إعادة تشكيل الأفكار والمعتقدات؛ لكي تساعد الفرد على تحويل التركيز من الأفكار السلبية إلى أفكار داعمة، مما يعزز من ثقته بنفسه وقدرته على التعامل مع التحديات.
ومن أمثلة تلك التأكيدات، أن يقول الفرد لنفسه:
- "أنا أثق بقدراتي وأستطيع تحقيق أهدافي".
- “أنا ملتزم بتحقيق أحلامي".
- “أنا أتحكم في أفكاري، وأحافظ على هدوئي في جميع الظروف”.
حيث يطلب المختصون من الفرد استخدام هذه العبارات وتكرارها بانتظام.
وهي تعيد نفس الخطأ الذي يكرره إنسان اليوم من تأليه نفسه، وتحميلها مهاماً شاقة لا يقدر عليها: فهو بهذه التأكيدات يذكّر نفسه بأنه يستطيع أن يشارك في التقدير (تعالى الله) وصناعة الأحداث، ومدافعة مخاوفه، وأعداءه الذين بين جنبيه، حتى تلك التي يسميها أفكاراً سلبية، كل ذلك في سبيل استمراره ترساً متيناً في عجلة الإنتاج اليومي.
مع أن الله لم يكلفه بذلك!
بل تكفل له بالرزق، وقال ﴿فابتغوا عند الله الرزق﴾ ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها﴾.
وهكذا يبقى الإنسان ضعيفا أجوف يحتاج إلى ما يسكّن نفسه، ويربطه بالقوة التي يفتقدها.
لكن الذي يلزم التنبيه عليه:
هو أن الله لعلمه بحاجة عبده لما يشعره بالسكينة، أمره بقول بعض الأقوال المعينة.
ففي الدعوة إلى الله مثلاً ﴿فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم﴾ [التوبة: ١٢۹].
وقال: ﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾ [الحجر: ۹۸]
وقال ﴿وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا﴾ إلى أن قال: ﴿وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا * وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً﴾ [الإسراء: ۸۰]
فقولها جزء من الإيمان به، ينضم إلى ما قام في القلب ويعززه.
ومثل وصية رسول الله ﷺ لأسماء بنت عميس أن تقول عند الكرب: «الله الله ربي لا أشرك به شيئاً»، وكان ممن امتثلها عمر بن عبدالعزيز فأوصى بها ذريته لما احتُضر.
فمن وجد في نفسه نظراً إلى قدرة المخلوقين، ووجد في قلبه ضعفاً عن التوكل، واهتزازاً في اليقين، فهذا من وسوسة الشيطان، فليقل ما ورد، كالاستعاذة من همزه ونفخه ونفثه.
وليذكر نفسه بما ورد في كتاب الله من الإخبار بكفايته تعالى، نحو:
وكفى بالله حسيباً
وكفى بالله ولياً
وكفى بالله نصيراً
وكفى بالله عليماً
وكفى بالله وكيلاً
وكفى بالله شهيداً
وكفى بربك وكيلاً
وكفى بربك هادياً ونصيراً
ولن تجد مثل آيات القرآن وأحاديث النبي ﷺ شيئاً يقوي إيمانك ويحقق لك التوحيد، ويفتح لك مع الله باب تعرف وقرب وولاية، فالله يحب أولياءه، ويحب من يتوكل عليه ويعتمد عليه: ﴿إن الله يحب المتوكلين﴾.
لأنهم أقاموا إيمانهم به -وهو غيب عنهم- مقام رأي العين، فكأنهم يرونه بأعينهم ويرون قوته وقدرته وتصريفه، فيغيثهم ملك الملوك، وهذا هو الإحسان.
BY قناة د.ثرياالسيف
Share with your friend now:
tgoop.com/thuryaalsaif/1097