tgoop.com/totiiyy/13690
Last Update:
كم من مرة طُويت صفحات حياتي على نهايات لم أخترها، وكأن الأقدار كانت تكتب الحروف الأخيرة دون أن تُعير قلبي فرصة الحديث أو الاعتراض. كنت دائمًا مسافرة على طرق لم أضع خرائطها، وأقف عند محطات لم أطلبها، حتى باتت النهايات أشبه بفرض قسري يترك القلب مثقلًا بالأسئلة، خاليًا من الإجابات مليئا بالألم والاستنكار
كل تجربة في حياتي تركت في داخلي أثرًا، وكل نهاية مررت بها كانت كجرح يُضاف إلى قائمة طويلة من الألم والصمت. لم أكن أخشى البدايات من قبل، كنت أُقبل عليها بشغف الطفل الذي يرى العالم بلا حدود. لكن الآن، أصبحت النهايات كالظل الثقيل الذي يسبق أي خطوة جديدة، يخبرني بصوت خفي: “كل ما يبدأ، سينتهي.”
ربما لأنني لم أعرف يومًا نهاية تُرضي قلبي، أصبحت أخشى أن أبدأ. رهبة النهايات باتت تسكنني، كضيف غير مرغوب فيه يقتحم أفكاري مع كل فكرة جديدة. أتحسس كل بداية وكأنها بداية لخسارة، أراقبها بعين القلق، وكأنني أبحث عن موعد النهاية المحتوم قبل أن تبدأ الرحلة.
لكن اليوم، أجد نفسي أمام فرصة مختلفة، لأول مرة أمتلك حق الحديث عن نهاية تخصني. أمامي السطر الأخير، وأملك القلم، لكنني عاجزة.
لا أعرف ماذا أقول أو كيف أضع النهاية التي يُمكن أن يرضي عنها قلبي.
أقف في مفترق الطرق بين خوفي من النهايات ورغبتي في أن تكون هذه المرة مختلفة. أريد أن أختم الحكاية بشيء يُشبهني، بشيء يُشعرني أن قلبي لن يلاحقه الندم
هل أقول وداعًا بصوتٍ هادئٍ يحمل سلامًا؟ أم أترك الباب مواربًا، وكأنني لا أريد للنهاية أن تكون قاطعة؟ هل أختار كلمات تليق بما مضى أم أترك المشاعر وحدها تقودني؟
كيف يكون الرضا عن النهاية؟ هل هو في الكلمات التي نقولها، أم في الطريقة التي نترك بها الأشياء خلفنا؟
أُمنيتي الآن ليست فقط أن أعيش تجربة نهاية تُشبهني، بل أن أجد الكلمات التي تُداوي قلبي في لحظة الختام، لأمضي بعدها بسلام حقيقي لا يطاردني فيها الندم على اشياء لم افعلها، على كلمات لم اكتبها، على حروف لم انطقها
حقًا أتساءل: هل سيأتي يوم تنتهي فيه الحكاية، ويكون القلب أخيرًا راضيًا
-تُقى جبر
BY يَـافـا
Share with your friend now:
tgoop.com/totiiyy/13690