tgoop.com/twryqat/2597
Last Update:
كم من أشياءٍ صغيرة، ربما لا يُؤبه لها، تكون أسباباً لمباهج كبيرة. مثلاً، كأنْ تأخذُ أطفالًا إلى البقّالة، أو تجلب لهم منها ما يفرحهم، ستجد حلاوةً في صدرك وهم يتقافزون فرحاً بين يديك، فتوزّع عليهم وتمسح رؤوسهم، وأنت -في غمرةٍ من ذلك- لا تدري مَنْ أعطى مَنْ! والله لأنت -بسعادتهم- أسعدُ منهم بما أعطيتهم..
أو أن تلاطف منقبضاً في مجلس، انصرف الناس عنه لبعضهم وتركوه، فتباسطه الحديث وتُؤنسه، وتدخله بلباقةٍ في صحبك. ستجد في نفسك متعةً خفيّة وأنت تراه منطلقا في الحديث، يسمع ويقول، فكأنه أنطقَ أخرسا فيك!
شيءٌ أحقر من هذا، أن تملئ إناءً صغيرا بالماء، ثم تضعه على النافذة من الخارج، شرابا للعصافير. أغلق النافذة وأرهفْ سمعك لرفرفة أجنحتها الصغيرة وهي تضطرب عند الإناء، تتراقصُ أشباحها من وراء الزجاج. لتعود مساءً، فتتفقّد الإناء، فلا تجد فيه إلا رشفات، فتتنفّس الصعداء كما لو أن تلك الأطيار شربت من همّك شيئا!
كثيرةٌ هي الأشياء الصغيرة التي تموجُ بها يومياتُنا، التي نستطيع أن نستخرج منها سعادةً كبيرة، فلنستثمرْ إذن، وسنربح من القليل الصغير كثيرا كبيرا. هذا النوع من الصفقات نسبة المخاطرة فيها صفر، لأنه مضمون الربح..
أقول: كم من متعٍ جاءت من حيث لا نحتسب، وكم من أحزانٍ جاءتنا من حيث انتظرنا الفرحة!
BY توريقات
Share with your friend now:
tgoop.com/twryqat/2597