tgoop.com/twryqat/2646
Last Update:
لا على منشط الوعي في الهذو ولا على مكره المعنى ، ولا على دربتي في شقّ نصيف الكتابة عن عورة بياضها ونفثي حرز قافيتي في سرّتها ، بل على "بسم الله الرحمن" مسرى النون ومجراها من مقلع النقش ومنبته إلى مستقرّه في حسرة الحجر ، ومن مشرق الصوت وشرقي في التهجّي إلى قيامي بـ"الرحمن" إماماً بلا أحد وبما تيسّر من طيوف خطرت بليل القرى عشاء ، أو قيامي كدمية أفرغها غيابهم للتوّ من قشّها ومن قصاصات قمصانهم أتهجّى وجوههم كما لو أريد أن أجوع لخبزهم ، أو كما لو أريد البكاء ، ولكنّي نسيت.
يا رب.
يا رب.
يا ربّ يسّر لفرس الكلام حسن منقلب ، ويسّرلي أخت عرب تنفث في عقدة لساني لعلّي آتي بكبش الكتابة معكوفاً وأعقد قرنيه بنيّة خير ، ونيّة ضيف ، وقِرى لقابلة عروس الكلام وعمّة معناه ، لعلّها حين تسمّيه تفطن إلى أنّها نسيت أن تسمّيني ، وتركتني على أهبة العابرين ، لا أنا عدت لأهلي ، ولا أنا لحقت بـ "الأوّلي".
يستعصي الكلام ، فأرتجل عوداً على بدء وأنوي إياباً ، وأستشتي سحاباً عابراّ شاقه هلال أو هلالة ، وأقطف في خضمّه برقاً يضيء عتمة نصّي الناقص بسرد هلالي :
كذا ، وأنا المشّاء
مشيت
وما زلت أمشي.
وكذا وأنا السالم من مضارع حكاياتهم ، ومن نطحة كبش عقيقتي ، أذكر أنّي حين كبرت قليلاً وراوغ وجهي بصقة الرقاة ، كبرت أكثر وأنا أبصق في وجه عرّاف القبائل الّذي بصق فصيلة دمي في كفّي : "هو منّا دعوه يمر" ، وأبيت أن أمرّ ، لا لشيء سوى أّنّي ابتنيت بيت شِعر وفيه سكنت ، وجاورت سكّان رأسي الّذين لم تسعفن عصبة الرأس في الشفاء من صداع ضوضائهم ، ولا طلاق أمّهاتهم في الخلاص منهم ، ورضيت ،
رضيت قليلاً.
كذا ، وأنا الغريب وبلادي بعيدة.
وكذا ، وأنا أمرّ وكلّ مروري خارج السياق ، هناك على هامش صفحة الناس أجوب بإسمي في الحيّين لعلي أجد له قبل أن ييبس صوتاً شاغراً ، أو أجد لي أهلاً يفضون إليّ بباب فأفضي إليهم بضيف ، وأصيخ لهم وهم يصيخون السمع لضربة الصوت : "في الإسم ، في الإسم".
ونبقى إلى أن تطلّ عليّ خديجة من شبّاكهم الغربيّ : (توضينا قوم أّذّن).
يا عيبة المعنى إذ يبهت العبارة ويجحد ما أقول.
وكذا ، وكما أنّني ما زلت لا أقول شيئاً مفيداً وأخرج عن سياقه ، أقول : ما أجمل النثر حين يصير حلالاً لما أريد أن أقول ، والله لو يسعفني لسمّيت طفلة كانت تريد أن تصبح ابنتي "مريم" ، أو أسمّي إسمها بها وأناديه بها ، ولقمت أحجّ بها وأحاجلها في الحطيم : "والرب معطيني ، معطيني طير اخضر ، يمشي ويتمختر" ، وأعيدها إلى أمّها وأمرّ ، أعيدها إلى أمّها مرّتين وأمرّ ، كذا والسلام عليها ، ومثله على التي لم تخبرني باسمها ، ولم تحجل معنا في الحطيم.
أو كذا ، أبقى أمرّ وأنا الّذي لم يزل سالماً من مضارع حكاياتهم ، ومن صيحة نائمهم حين أعود من ليل الصعاليك : "شوي شوي عالباب" ، إلى أن تستوي الأرض ، كلّ الأرض درب رجوع ، وإلى أن يصبح زادي من حنطة أبي خبزاً لكلّ جوع ، أو أقوم قيام الّذي لم يعط سؤله ، فأخافت القول وأصير إلى التلعثم وأرفع لوارد السراب عين بكاء : "لهم ، لهم ، إذا صار الباب محض تخمين وصار بعض الإسم ظن ، ولمآلات أعينهم والسلام عليهم وعلى ما يرون وما لم يروا ، وعليّ إن صار الإسم أو بعض الإسم ظن".
أمّا أنا ،
(أمّا أنا والله ما ملّت لساني ذكركم / وحين توادعنا ، توادعنا ونفسي راضيه)*
والله العظيم.
وكما لو كتبت بكلام كان يريد أن يصبح قصيدة ، فأفضى بصوتي إلى جهة اللامعنى وإلى محافل الهذيان ، فلا أنا صرت شاعراً ، ولا أنا هذيت كما ينبغي ، لكنّني أستفتح كما يستفتح الناس بـ "يحكى أن" ، وأختمها قبل نهايتها بـ "يبكى أنّ ، وما أصعب الكتابة ، والسلام".
مأخوذهم أنا كابراً عن كابر ما هبّت هبوب الشمال ، وما انعقد وشم حرفي في أناشيدهم
هذا يميني ، وعلى من ينسى السلام والبيّنة.
هكذا لا على مهل المسافة ، ولا على مهلي ، بل لعلها خبط عشواء الكتابة ، ولعلّها حطّة لي ولقرين المسافة ، أو علّها دستور خواطر الّذين تركوا أبوابهم مواربة ، وباتوا يحرسون نار قِرى العابرين من رياح الشمال.
هكذا ، وأنا المشّاء ، والمسافة تقطعني وأقطعها ،
هكذا ،
وأنا المشّاء وهاؤم ظلّي
هاؤم ظلّي ، وتلك الدفوع الّتي وقفت بعصاها في ندوة المعنى ما بين القبائل والقوافل تؤدّي دية المسافة ، أعرفها ،
وأعرف بحّتها :
أنا عمّة هذا في البدو ،
ودية المسافة وقِرى الناس عليّ ،
لإيلافكم ،
والله غالب.
BY توريقات
Share with your friend now:
tgoop.com/twryqat/2646