tgoop.com/twryqat/2670
Last Update:
الأدب حِليةٌ وزينةٌ للمعرفة، أياً كان نوع تلك المعرفة، فهو يكسبها رونقاً بهياً، ويبث فيها أثراً من آثار الروح، حتى تحُسَّ فيها حياةً من حياة ذلك الإنسان الذي يعالجها ويُعبِّر عنها..
والأدب -كما لا يخفى- يُكسب المرءَ تجويدَ أسلوبه في الإبانة عن نفسه، وتحسين نظرته إلى الحياة، وهو أقرب التخصصات من الجميع، وأطوعها لِأَنْ يكون رديفاً لأيِّ تخصص آخر، فما أجمل أن يكون الطبيب أديباً، والمهندس أديبا، والعالِم أديبا، بل ما أقرب الأدب من رجل الشارع، وحارس العمارة، والبنّاء، وربة المنزل وغير ذلك من أفراد المجتمع.. وما أحسنَ أن يقتربوا هم من الأدب ليُحسِنوا حكاية قصتهم، وليبلغوا أرقى مراقي البيان في التعبير عن النفس الإنسانية في شتى ميادينها ومشاربها..
وأزعم أن الأدب إنما يَغنى ويَثرى بمقدار ما تَرفده تجارب الحياة من خارجه، ولا يُفقِره شيءٌ مثلُ أن يدور حول نفسه، ويؤول به الأمر إلى صَنعة لفظية، وبهرجٍ خالٍ من المعاني التي تتدفَّق بها هذه الحياة، ويصبح وِعاءً يرُوعُك منظرُه وجودةُ صنعته، فإذا نظرتَ فيما يحمله لم تجد إلا الهواء!
ولا تسُحُّ ملَكةُ الأديب بأغنى وأحلى آياتِ البيان حتى ينغمس في تجارب الحياة، ويعانيها، ويذوق مراراتها، ويتيه في تفاصيلها، فإنه حينئذ يكون: "كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبا"، ويستحيل ذلك الإحراقُ إشراقاً في روحه، ومن ثَمَّ في أدبه وبيانه
BY توريقات
Share with your friend now:
tgoop.com/twryqat/2670