tgoop.com/twryqat/2673
Last Update:
الكفار يحتفلون بالكريسمس، وأنا أحتفل بصداعي وأسمع نباح الكلاب من البيوتات الخربة التي تطل عليها نافذتي الصغيرة المرتفعة ولذلك لا أستطيع النظر منها إلا بمساعدة الكرسي ذو الأرجل الثلاثة. تذكرين عندما كنتِ تخبريني أن الأطباء في العيادات الخاصة لا يصلون لأجل مرضاهم وكنت لا أصدقك، اليوم كان الطبيب يدعوا علي أو بدا لي الأمر كذلك بعد أن أخبرته أن الدواء الذي وصفه لي لا ينفع لصداعي. لست أقول هذا لتشفقي علي لكن أحاول أن أبحث عن مقدمة جيدة لأنها ليست المرة الأولى التي أفكر أن أكتب لك فيها، كتبت لك مرة رسالة بعد طردي من العمل، لم أكن حزيناً على أي حال لقد كان عملاً مزعجاً للغاية ولا أستطيع تحمل فكرة أن أنام متأخراً واستيقظ لأجل هذا العمل اللعين. وتعرفين أن مزاجيّ مثلي يمل من الأشياء المحببة كيف بعمل بغيض كأن يكون الإنسان إحصائي في مكتب صغير يملأه الذباب. كل ما أفعله هو تحويل الناس إلا أرقام. كم شخصاً مات هذا الشهر ؟ عشرة يريدون مني أن أكتبها دون أن أهتم لأي شيء آخر. كيف هي حال أم الرجل الثاني سمعت أنها لم تتحمل خبر وفاته ؟ ولماذا نهتم لشيء مثل هذا، المهم أن ندون أبنها كرقم في سجل الوفيات. الجيد أنهم طردوني لأجل عمل إنساني قمت به، في آخر يونيو كان علي أن أًعد الإحصائية الشهرية. كان لدينا ما يقارب أربع حالات وفاة لم أعد أتذكر على وجه الدقة فتحت دفتر إحصاء الوفيات وبدأت في تدوين الحالات. بدأت في الحالة الأولى الاسم كاملاً وكان هذا ممنوع تماماً يجب أن تكتب رقم فقط وتذكر إن كان ذكراً أو أنثى و كم أمضى من سنوات عمره. بعد أن اطلع على هذا الأمر رئيس القسم وجه لي إنذار وأنه أمر غير مقبول أبداً، عندما كررتها في الشهر الذي يليه تم الاستغناء عني بعدما اشتد النقاش حول هذا الموضوع مع رئيس القسم. كتبت عن هذا في رسالة مفصلة لكن لم أرسلها لكِ.
- أفكر في الانتقال لشقة صغيرة أو ربما استأجر غرفة واحدة في أي بناية قديمة قريبة من البحر. لا أستطيع دفع قيمة إيجار شقتي الحالية ومساحتها كبيرة لا أستفيد منها فمنذ فترة طويلة لم يزرني أحد سوى العامل الأسمر القصير ‘‘ اوميش ‘‘ تعرفين أحب أن أكون دائما أكثر إنسانية وأعتقد أن علاقتي بعامل مثل أوميش تجعلني كذلك، بدأت أتحدث معه بعد أن أصبح يوصل لي الجريدة كل يوم، صحيح أني لا أقرؤها لكن أحببت أن يطرق باب شقتي أحد ما وأظنه أحب تبغي. شاركني التدخين وشرب الشاي أكثر من مرة وكانت لغته العربية جيدة حدثني كثيراً عن أحداث سياسية لا أفهمها وعن الفقر وعمال المصانع في بلاده وعن تجار المخدرات وعن بيع الأطفال، بالأمس شعرت أنه يحاول دعوتي لدين جديد كان يتحدث عن الشيوعية وعن أشياء كثيرة لا أفهمها تعرفين لا أهتم بالسياسة وكل ما أعرفه عن السياسة أن نشرة الأخبار تعرض في التاسعة مساءاً، بعد أن دخنّا سوياً انصرف وبدأت ابحث في النت عن الشيوعية ظهرت لي صور جرافيتي معبرة -ربما إن وجدت الوقت أرسلت لك بعضها في رسالة لاحقة- تذكرت عبارة كنت قد قرأتها على بيت قديم يبعد أمتار قليلة عن مدخل العمارة التي أسكنها مكتوبة بخط أسود جميل ‘‘كائن يشبه انحيازاته ‘‘ ضحكت عندما تخيلت أن أوميش كتبها
- قبل أن أنسى كتبت لك قصيدة لكن لم استطع أن أخرج من أولها:
سارا، وجف الوادي إلا من صدى صوتك
حزينك
ثم لا أدري لم أستطع أن أكمل، أردت أن أقول أنك تشبهين رائحة الطين لكن لم أعرف. ربما بالغت عندما قلت أنها قصيدة حسناً كتبت لك بيت واحد. كنت أحب أن أرسل لك هذه القصيدة لو أكملتها، لذلك ولاشياء أخرى متأكد أنك تعرفينها كتبت لك هذه الرسالة المملة. سنة سعيدة لكِ سارا، وربما أعود لأرسل لك رسائل أخرى بعد أن أجد عمل جيد أو أحصل على مساعدة.
مُنفصم
الذي يتمنى حدوث أمور سعيدة لك.
2/1/2012
BY توريقات
Share with your friend now:
tgoop.com/twryqat/2673