tgoop.com/twryqat/2683
Last Update:
كيف قلبك!!
يا من يعلم كيف يصفّف الحزن كما يليق بطفل البراري منزوع الحياة. حزني مكركب، قلبي إنتعلته الأحقاد، ولم أعد أفهم جيدًا. يا الله. ألهم عبدك المغلوب على أمره، فقد أضلّ الطريق.
يا إله المفتورين. عبدك يسقط. الطفل الذي أراد أن يصلح العطب في ابتسامة أمه، تراه الآن منكبًّا على قلبه. يا قاضي الأمور، عبدك سريع التلف.
يا من يبصر الأمور كما هي عليه. الطفل الذي أوى طائرًا مكسور الجناح بعينيه. لم يعد يبصر شيئًا. يا معيد الآفلين، الطفل الذي كان يصفّف الحيوات في القلوب الجدباء. قَحِل.
يا من يعلم كيف يقسّم الأوجاع. ويرتّب الأتراح. ماذا على عبدك الضعيف أن يفعل بالتي هي أشد وأفتك؟ تلك التي تنزل دمعة عنيدة في الوقت والمكان الخطأ، وتأبى أن تغسل صدره المكلوم في الوقت والمكان المناسب.
يا من يبصر النتوءات في الجرح العفن الذي أرى ولا يرون.
ورائحة الموت التي لا أعرف ولا يعرفون.
الأحمق الذي لا يعرف في أيّ وادٍ أضاع إيمانه بنفسه. تراه الآن في فوضى عارمة.. وكأن الحياة تعوّض سنينها العجاف التي قضتها في لملمة شعثه.
يا من يحيي القلوب وهي رميم. سامح عبدك المهمّش. سامح عبدك الذي يرجو أيّامك ويشتم الساعة التي أضاع فيها الحزن طريقه وانسلّ الى قلب أمه.
ويا الله. سامح الطفل الذي لا زال يكتب الى سندباده البعيد بذات الشغف.
-1-
يا صديق الأيام الممطرة. وقباب السماء السوداء، والخبز وكؤوس النبيذ
يا صديق كل الغرباء، وغريب كل الأصدقاء. يا غالب الضعف ومشذّب قتامة الهواء.
- كيف ريف النمسا.. وجدّتك. وكوخ الشجرة؟ أمازلت تخاف المعاطف السوداء والرسائل الطويلة؟ ألم تجد وطنًا تولّي وجهك شطره بعد؟
أمازالت ترهبك كآبة المنظر وسوء المنقلب. داخل روحك؟
هل بكيت ولو لمرة أشيائنا العزيزة التي إنتعلها الهرم؟ كم عامًا بلغ حزنك البكر؟
كيف رحلتك للتنقيب عن الآخر – الآخر الذي بداخلك- ؟ هل تغسل مياه البندقية ثياب شقائك؟ هل تحن إلى أمّك, كلما عبرتك رائحة الخبز المدججة بعطف الأمهات في دهاليز تركيا؟
.. هل وجدت الشيء الواحد الذي تفتقر إليه؟
أخبرني: كيف قلبك؟.
يا صاحب الحزن الأزرق, والخطيئة المباحة. يا رهبة المنعطف الذي لا يسلكه أحد, وصمت اللحظة التي لا ترضى إلا بالكلام
أفتقدك. ولا أعلم كيف لذكرياتنا أن تأتِ بهذه الحبكة الأنيقة.
لكنّي أعلم كيف للحزن أن يجعلنا أكثر وسامة. وكيف لأصابع الموت المدبّبة, أن تفقأ الأصدقاء كفقاعات صابون
يا نسختي الأكثر تشويهًا, بدايتي الأقل شفقة. ونهايتي منزوعة التراجيدية.
أفتقدك. وأفتقد نزعتنا الحامية لإنكار هذا الشبه. أحاديثنا المصبوغة بالسخرية والتهكم, ضحكنا الهستيري في وجه الأوجاع التي يعلم كلانا أن الآخر مضغها جيدًا قبل أن يبصقها على شاكلة ضحكة هازئة نمتهنها حين تكون الصدمات أشد ترسّبًا من أن يغسلها البكاء
يا صاحب النظرات الضائعة في الهواء, واللمعة الغريبة التي لا يليها بكاء. أخبرني: لم الوداع الباهت؟
وداعك الأخير يرتطم بوجهي, يتكسّر أمام عيني, وداعك يومض ويخبو.
وداعك الذي تحاول تلطيفه كل عبارات العطف المعلّبة, وإبتلاع حرقته كل الأعين التي ترى هول وزري
وداعك –اللعين- الذي رسم بيني وبين الحقيقة مسافات تتمدّد لتخبرني بكل فجاجة أني أضعف وأقل حيلة من أن أتحمل فجيعتها.
-2-
لست ناسكًا, لا أحس بتسع أعشار أحزان الأصدقاء, لا أدّعي الإهتمام. ولا أتكبّد عناء تلطيف الأحقاد التي لا تستطيع بدورها أن تزداد غلظة وبشاعة.
يحدث أن أضحك في جنازة, وأبكي كطفلٍ في زفاف.
يحدث أن أضحك حين يجب علي التهاوي كالقصبة, التشظي الى آلافٍ من الحمم البركانية.
أضحك –وحيدًا هذه المرة- وفي حلقي مئة شوكة بريّة, والعديد من الفوهات مصوّبة نحو صدغي
يحدث أن أستمع بشغفٍ للعديد من القصص التراجيدية, بآهاتها المتفاوتة. وقاصّيها متلهفي الشفقة
وأنتهي بأن أستهين بأعظمها وأعزي أتفهها بأسى صادق
ورغم تبسّمي وعبوسي وإكفهراري ودهشتي إلا أن وجهي لا يقول شيئًا.
ولا أعرف كيف أفك تلبّس هذه البلادة المدغومة بي ككرات الزغب في كنزة الكشمير. كالبروفين في الموسيقى, والوحدة.
ولدي يارفيقي غصّة لا تضمحل مهما حاولت أن أسعلها أو أبتلعها لأنام
لست ناسكًا, لكنّي لم أكن فاجرًا ولا متهتكًا. لم أكن يومًا بذلك السوء لأستحق هذا الخواء.
وربّ الظلم الذي قد يموت الأول منا في قتال. لم أكسر قلب أحدهم لأستحق أن أبصر قلبي مفتّتًا في صدري, هشيمًا تذروه الرياح
لست غامضًا ولا عصيًّا على الفهم. لست كهلًا إقتربت حكمته إلى خرف الموت ولا عاشقًا منسيًّا ولا مكبًّا لخيبات الشعراء المكررة.
في الحقيقة. لست شيئًا. ولا أحاول أن أكون شيئًا. لست أكثر من كوني عدّة تراكمات من ذاكرة غير شرعية لقلب مراوغ, لست أيًّا من الأدوار التي أظهر بها عادة لأستر هرمي المبكّر
لست سوى الأبله الذي لا يستطيع ربط ربطة عنقه, الذي يتذكّر بالنيابة عن المفتورين والمكلومين الذين اختاروا بتر الذاكرة عوضًا عن صلبها على جبينهم, ولا أعلم.
BY توريقات
Share with your friend now:
tgoop.com/twryqat/2683