Telegram Web
أصبح الزحام لا يطاق في مدينة الرياض، تتقلص وتنكمش حياتنا في كل خطوة نسيرها في شوارعها، لا رائحة مطر ولا غيم في المدى.
صحراء شاسعة وغارفة في التشابه. المدينة التي يكون سكانها في الليل أصدقاءك والصباح ألّد أعداءك. السكان ذاتهم الذين يمدون أيديهم وأصواتهم الزاخرة بالتسكع سلاماً لك في الفجر.. هم ذاتهم الذين يشيرون لك في الزحام بعلامة خادشة للحياء في ساعات الصباح الأولى !

ياليتنا عندما ولدنا استلمنا دليلاً لكيفية الحياة فيها والعيش.
‏كل الأشياء أصبحت تمتلك مذاق سيء في حلقي، الحماس الشديد، الفتور الشديد، القراءة، عدم القراءة، لست أدري ، ‏أريد أن أسقط في بئر ، ‏كنت سأكتب رسالة في مقدمتها، ما حيلتي والعجز غاية قوتي، كنوع من الغزل ثم تذكرت أنها كتبت كابتهال فخجلت وسكت ، ‏أنا إنسان مضطرب ولا يوجد تفسير آخر .
توريقات
‏كل الأشياء أصبحت تمتلك مذاق سيء في حلقي، الحماس الشديد، الفتور الشديد، القراءة، عدم القراءة، لست أدري ، ‏أريد أن أسقط في بئر ، ‏كنت سأكتب رسالة في مقدمتها، ما حيلتي والعجز غاية قوتي، كنوع من الغزل ثم تذكرت أنها كتبت كابتهال فخجلت وسكت ، ‏أنا إنسان مضطرب ولا…
كنت أتمنى أرجع طفل , بس لمّا أتخيل الحياة اللي قضيتها من الطفولة لين عمري الآن و أنّي بعيشها مرّة ثانية أجفل و أتراجع !
كنت شقي جدًا في الطفولة وكانت "القايلة" مسرحي الخالي من الحشود .. أمارس فيها أدوار البطولة لروايات لم يجرؤ أصحابها على تمثيلها ، كان لي أعداء من سنّي ، و كانت المسافة من البيت إلى "الدكان" تنسيني كل أعدائي!
توريقات
كنت أتمنى أرجع طفل , بس لمّا أتخيل الحياة اللي قضيتها من الطفولة لين عمري الآن و أنّي بعيشها مرّة ثانية أجفل و أتراجع ! كنت شقي جدًا في الطفولة وكانت "القايلة" مسرحي الخالي من الحشود .. أمارس فيها أدوار البطولة لروايات لم يجرؤ أصحابها على تمثيلها ، كان لي…
كنت أخرج في فقرة الإذاعة الصباحية ، لأقول قصيدة شعبية يعود تاريخ كتابتها لـ 150 عام تقريباً ..
ما أنّ أشرع في إلقائها حتى يطبق الصمت على الحضور ، ينصتون لقساوة اللغة و الكلمات الموغلة في الغلظة والغرابة!
بحكم أنها مدرسة متعددة الأعراق كنت كالذي يدعو إلى دينٍ جديد لم أجد فيها من كان على إستعداد للإيمان به.
الملل، أمر محفز للبحث عن ملذات أخرى.


هي تشبه روكسان في رواية الشاعر، سيرانو دي بجيراك.
لم اقرأ الرواية ولكن البارحة شاهدت الفيلم، بصراحة بعد مشاهدة الفلم توقعت أني لن أقطع في الرواية أكثر من كم صفحة قراءة، ما شدني في الفلم هو شخصية روكسان، لديها مزاج مختلف مع الرجل، هي تعشق عذب الكلمات، تنقلها لعالمها، تذيبها العبارات، وتفتنها كلمات العشق. تلهب داخلها وتشعل جسدها، ولها قدرة أن تهز قلبها وتجعله يرتجف.
وهي تشبه روكسان، لكن لا أعرف عن روكسان، هل تعشق الشوكلاته الداكنة أم لا.؟

نحن صنيعة النساء
.. كل واحد منّا تصنعه امرأة.
يمكنك أن تكون بطل من أجلها، أو عازف أو كاتب، أو أي شيء آخر، هي تريده.
لن أكتب عن هرب الزعفران ، ولا لون الزهر البرتقالي ، ولا الصندل ، ولا حتى عن روحه .. وقطعاً ليس عن الإلياذة ، لن أتحدث عن الدرب إلى باطن الإنسان .. الهاجع في الأعماق ، ولا عن من يسود نفسه ومصيره ، ولن يكون حديثي عن النوافير ، ولا البنايات القديمة ، ولا التواريخ المحفورة في أسفلها المنزوي ، لن أتحدث هنا عن بنايات على الجهه الأخرى ، من امتداد شارع ساحلي ، يبدأ من جسر ، حيث مقهى صغير قبالة شاطيء ، ولن أتحدث عن الجسر الموصل إلى باب المدينة ..لن أتحدث عن ساندوتشات الحلّومي ، ولا عن الأكشاك المتثائبة على استمرار الشارع ، لن اتطرق للباعة الكثر هنا ، الكثر في مقابل الشّاري ، ولا عن صفّي لحجارة وقشور فاكهة أمامي ، لعرضها للبيع ..لن يكون حديثي عن الوجود و العدم ، لن أهوّم بشيخوخة العالم ولا تجاعيد التّوت ، ولن أهيم به مع جوخ ، متسائلاً إن كان العقل أفقد الأشياء بهجتها وقاد للكآبة ، لن أتحدث عن الألوان القديمة ، التي تبرق حزناً في قلبه ، ولا عن عمى اللون في عيني ، ولن آتي على الريشة التي كاد أن يتعفن لولاها ، لن أُخرِج من قلب المأساة خطاً من بهجة ، وحتماً لن أبصق في المرآة وأخرج ! ..الحديث عن الريجيم الجيد باتّباع حمية تقتصر على أكل الفاكهة ، لن تشمل الصعود لأعلى الشجرة ، ولن يشتمل عليها الحديث ، ولا عن الخبّاز الذي لن يتوانى عن عجن زبونه ، ولا عن رأسي الذي اقام فيه رجل عجوز لليلتين ، لبس ملابس غوار الطّوشه ، دار ونادى : الشّاي الزّين .. الشّاي الزّيييين ، ابتسم للرّائح والغازي ، ودس يده في ثيابه على عجل .. لن أغني للمعتم في الطريق ، ولن آتي بالشمس المضاءة بآلامهن ، لن يكون عن الغروب في عيون اللاتي انكسرن ، الغروب البعيييد جداً عن شموسهن ، وانطفائهن ، والوقت الذي حفر الأخاديد على خدودهن ..لن أرفع نايي للرّيح .. لن أقود نصاً إلى جداري ولن أنثره .. فلن تحتمل الصّوره غير عبور .. يكذب من يرسم إنسيّا .. وفي المواويل سفر .. ورائحة ياسمين .. حتى مطلع الفجر !
توريقات
https://t.snapchat.com/jf2dzZGP
إلى ميلان ثم ارياف سويسرا ، أتشرف بمتابعتكم على السناب .
‏إلى بيلار، بيتي
‏إلى بيلار، التي لم تتركني للموت
‏إلى بيلار، بالطبع

‏قد لا يحتاج الكاتب لإجبار نفسه على اختيار أرقى كلمات الغزل.. قد يحتاج الكاتب فقط، أن يهدي كلّ ما يكتب، للمرأة التي يُحب.
‏ساراماغو وبيلار.
‏أنت جالس هنا لا ترغب بشيء سوى الإنتظار
‏مجرد الإنتظار إلى أن لا يبقى هناك شيء ينتظر
‏لا ترى أصدقائك لا تفتح بابك لا تبحث عن رسائل لا تعيد الكتب التي استعرتها من المكتبة لا تكتب لأهلك لا تخرج إلا مع هبوط الليل مثل الجرذان والأشباح تجر قدميك في الشارع تنسل إلى السينما ، ‏أحياناً تمشي طيلة الليل أحياناً تنام طيلة النهار. لا تشعر بأنك معد للحياة للتأثير أو للعمل أنت فقط تريد أن تستمر، تستمر فى الإنتظار والنسيان.

‏The Man Who Sleeps (1974)
‏الخروج من عباءة الأديب
‏أحب الأفلام المقتبسة من كتب وأيضاً الأفلام المستندة لقصص حقيقية وفيلم my salinger year جمع بينهم، فيلم رائع لمحبي الأدب

‏يحكي الفيلم قصة شابة متخرجة من الجامعة تحب الأدب وكتابة الشعر، وتعمل لدى وكيل أدبي للكاتب والأديب الشهير (سالنجر)، والمفارقة أنها توظفت لدى الأديب دون أن تقرأ له حرفًا.

‏اقتربت راكوف من الروائي الغامض حيث كانت تردّ على بريد المعجبين، واكتشفت بين السطور والكلمات والمغلفات طبيعة ونطاق المعجبين، ووجدت هناك عالما آخر يجذبها.

‏نلاحظ أن سالنجر كان أشبه بإله طوال الفيلم.
‏استطاعت راكوف أن تخرج من ظله، وتبذل كل جهدها لتحقيق حلمها وتؤلف كتابها الأول.
والحقيقة أن أفضل ما في الفيلم هو أنه أتاح مساحة للممثلين لتقديم أداء جيد مع تميز خاص لكواللي وويفر، من دون أن نغفل عن دور المخرج في انتقائهم وقد وفق في ذلك تماماً.
‏الفيلم ممتع مع صور رائعة وعلاقة مرسومة بإتقان بين بطلتين مختلفتين.
لا على منشط الوعي في الهذو ولا على مكره المعنى ، ولا على دربتي في شقّ نصيف الكتابة عن عورة بياضها ونفثي حرز قافيتي في سرّتها ، بل على "بسم الله الرحمن" مسرى النون ومجراها من مقلع النقش ومنبته إلى مستقرّه في حسرة الحجر ، ومن مشرق الصوت وشرقي في التهجّي إلى قيامي بـ"الرحمن" إماماً بلا أحد وبما تيسّر من طيوف خطرت بليل القرى عشاء ، أو قيامي كدمية أفرغها غيابهم للتوّ من قشّها ومن قصاصات قمصانهم أتهجّى وجوههم كما لو أريد أن أجوع لخبزهم ، أو كما لو أريد البكاء ، ولكنّي نسيت.


يا رب.
يا رب.


يا ربّ يسّر لفرس الكلام حسن منقلب ، ويسّرلي أخت عرب تنفث في عقدة لساني لعلّي آتي بكبش الكتابة معكوفاً وأعقد قرنيه بنيّة خير ، ونيّة ضيف ، وقِرى لقابلة عروس الكلام وعمّة معناه ، لعلّها حين تسمّيه تفطن إلى أنّها نسيت أن تسمّيني ، وتركتني على أهبة العابرين ، لا أنا عدت لأهلي ، ولا أنا لحقت بـ "الأوّلي".


يستعصي الكلام ، فأرتجل عوداً على بدء وأنوي إياباً ، وأستشتي سحاباً عابراّ شاقه هلال أو هلالة ، وأقطف في خضمّه برقاً يضيء عتمة نصّي الناقص بسرد هلالي :


كذا ، وأنا المشّاء
مشيت
وما زلت أمشي.


وكذا وأنا السالم من مضارع حكاياتهم ، ومن نطحة كبش عقيقتي ، أذكر أنّي حين كبرت قليلاً وراوغ وجهي بصقة الرقاة ، كبرت أكثر وأنا أبصق في وجه عرّاف القبائل الّذي بصق فصيلة دمي في كفّي : "هو منّا دعوه يمر" ، وأبيت أن أمرّ ، لا لشيء سوى أّنّي ابتنيت بيت شِعر وفيه سكنت ، وجاورت سكّان رأسي الّذين لم تسعفن عصبة الرأس في الشفاء من صداع ضوضائهم ، ولا طلاق أمّهاتهم في الخلاص منهم ، ورضيت ،
رضيت قليلاً.


كذا ، وأنا الغريب وبلادي بعيدة.


وكذا ، وأنا أمرّ وكلّ مروري خارج السياق ، هناك على هامش صفحة الناس أجوب بإسمي في الحيّين لعلي أجد له قبل أن ييبس صوتاً شاغراً ، أو أجد لي أهلاً يفضون إليّ بباب فأفضي إليهم بضيف ، وأصيخ لهم وهم يصيخون السمع لضربة الصوت : "في الإسم ، في الإسم".
ونبقى إلى أن تطلّ عليّ خديجة من شبّاكهم الغربيّ : (توضينا قوم أّذّن).


يا عيبة المعنى إذ يبهت العبارة ويجحد ما أقول.


وكذا ، وكما أنّني ما زلت لا أقول شيئاً مفيداً وأخرج عن سياقه ، أقول : ما أجمل النثر حين يصير حلالاً لما أريد أن أقول ، والله لو يسعفني لسمّيت طفلة كانت تريد أن تصبح ابنتي "مريم" ، أو أسمّي إسمها بها وأناديه بها ، ولقمت أحجّ بها وأحاجلها في الحطيم : "والرب معطيني ، معطيني طير اخضر ، يمشي ويتمختر" ، وأعيدها إلى أمّها وأمرّ ، أعيدها إلى أمّها مرّتين وأمرّ ، كذا والسلام عليها ، ومثله على التي لم تخبرني باسمها ، ولم تحجل معنا في الحطيم.


أو كذا ، أبقى أمرّ وأنا الّذي لم يزل سالماً من مضارع حكاياتهم ، ومن صيحة نائمهم حين أعود من ليل الصعاليك : "شوي شوي عالباب" ، إلى أن تستوي الأرض ، كلّ الأرض درب رجوع ، وإلى أن يصبح زادي من حنطة أبي خبزاً لكلّ جوع ، أو أقوم قيام الّذي لم يعط سؤله ، فأخافت القول وأصير إلى التلعثم وأرفع لوارد السراب عين بكاء : "لهم ، لهم ، إذا صار الباب محض تخمين وصار بعض الإسم ظن ، ولمآلات أعينهم والسلام عليهم وعلى ما يرون وما لم يروا ، وعليّ إن صار الإسم أو بعض الإسم ظن".


أمّا أنا ،
(أمّا أنا والله ما ملّت لساني ذكركم / وحين توادعنا ، توادعنا ونفسي راضيه)*
والله العظيم.


وكما لو كتبت بكلام كان يريد أن يصبح قصيدة ، فأفضى بصوتي إلى جهة اللامعنى وإلى محافل الهذيان ، فلا أنا صرت شاعراً ، ولا أنا هذيت كما ينبغي ، لكنّني أستفتح كما يستفتح الناس بـ "يحكى أن" ، وأختمها قبل نهايتها بـ "يبكى أنّ ، وما أصعب الكتابة ، والسلام".



مأخوذهم أنا كابراً عن كابر ما هبّت هبوب الشمال ، وما انعقد وشم حرفي في أناشيدهم
هذا يميني ، وعلى من ينسى السلام والبيّنة.


هكذا لا على مهل المسافة ، ولا على مهلي ، بل لعلها خبط عشواء الكتابة ، ولعلّها حطّة لي ولقرين المسافة ، أو علّها دستور خواطر الّذين تركوا أبوابهم مواربة ، وباتوا يحرسون نار قِرى العابرين من رياح الشمال.
هكذا ، وأنا المشّاء ، والمسافة تقطعني وأقطعها ،
هكذا ،
وأنا المشّاء وهاؤم ظلّي
هاؤم ظلّي ، وتلك الدفوع الّتي وقفت بعصاها في ندوة المعنى ما بين القبائل والقوافل تؤدّي دية المسافة ، أعرفها ،
وأعرف بحّتها :
أنا عمّة هذا في البدو ،
ودية المسافة وقِرى الناس عليّ ،
لإيلافكم ،
والله غالب.
‏"يا الفاتن اللي تقول إنك من المعجبين!
‏بالعكس أنا المعجب الشفقان وأنت هْدفي." 😁
‏- سفر الدغيلبي
‏لم يرفع نظره عن صدري. كان الوقت صيفًا، وكنت أرتدي قميصًا من قماش الكتّان الخفيف جدًا. وأظن أن تلك البقعتين الغامقتين في قمّة الصدر كانتا كافيتين لحمله على نسيان النظام القيصريّ والثورة وعقيدته السياسيّة، والإيديولوجيا والخيانة، بل نسيان نفسه تماماً.

‏ألبرتو مورافيا
08/10/2023

مثل كل ميلاد يجيء، كل مخاوفي تتشكل على هيئة جملة : يا خوفي ما يذكرني أحد . ومثل ما قلت لنفسي التي أتهمتني بأني أكبر الموضوع : أنت لا تشعر بأنك وحيد أو محظوظ إلا في يوم ميلادك. وإن كنت أشعر بالوحدة بسبب عُطب الذاكرة الجزئي الذي يلازمني حاليًا ، ومن أجل صداقاتي التي لم تعد متينة كفاية . فجزء مني محظوظ بكم .
دائماً في كل عائلة يكون أحد أفرادها علامة فارقة ، متى عرفت أن مُنفصم علامة فارقة بين أفراد عائلته ؟

كان يتوسط مجلس أبيه الستيني المليىء بالوقار والكل يعلم صعوبة اضحاك من في سنهم حد القهقهة ، الولد مُنفصم الخرافة كان الوحيد الذي يجبر المجلس طولاً وعرضاً على الإنصات والضحك .. رغم أن الحديث كان جماعياً لكن مُنفصم كان العلامة الفارقة والوحيد الذي لا يمل .

بالمناسبة هو وهابي جداً و واقعياً أمتع عشرة أضعاف من شخصيته على النت ، و على ضمانتي هو الذي تستطيع أن تقذف به في أي مضمار وتراهن على نجاحه .
أكتوبر شهر الخير والبركة ، شهر الصراع الخفي بين قوى الخير والشر الذي أنتصرتُ فيه للمساكين الضعفاء الأرامل الأيتام والذين يعيشون قصص حب خفية ، أنا الطاقة الخفية التي يشعر بها الناس بعد مواسم طويلة من إنكساراتهم ، والأخبار المفرحة التي يتلقونها في خضم أحزانهم ، أنا الشمعة الوحيدة التي أَضيئت في سبيل عدم لعن الظلام ، أنا النور المتسرب عبر خط طويل من السواد نحو قرنية الذين حرموا من نعمة البصر ، أنا سكون المساجد وخشوع المصلين ، أنا العصفور الأحدب الذي أطلقه محمد الماغوط في كتاباته أنا أرجوحته التي بحث عنها طوال حياته ورزق بها وهو مسجى بعد موته ، أنا ظل الشجر ورائحة البحر ، أنا الأصداف المرمية ، وسر المحيط الكبير الذي أبتلعه في صدري ، أنا نصف الحياة وأنتي نصفها الآخر ..عيد ميلادي الحقيقي ياعزيزتي هو نمو صوتك على أُذنيّ ، وتسربه مثل رائحة الفراولة ، حينما تهمسين ببطئ شديد وخجل لا يليق إلا بك دون نساء العالمين ، وكأنك تحرثين الحروف تحرثينها مثل أرض المزارع الذي يدعو الله في الليل من أجل أن تنمو سنابله وتحيا أرضه ..مُنفصم عيد ميلاد سعيد ، بهذه الكلمات تنهمرين مثل أثرجة رائحتها طيبة وطعمها طيب ، شفتيك تزفران بالحروف بحثاً عن فراغ أكبر في الهواء لتنطلق فيه ، الفراغ الكبير الذي لا يسع الطيور التي تطلقينها للحرية للحياة ، ألم أخبرك مسبقاً بأن لثغتك حينما تنطقين بالحروف تحول شفتيك إلى أصابع بيانو ؟
بيانو وليست أورج ، لأن البيانو كلاسيك جداً ونحتاج للعزف عليه أن نكون في مزاج صاف ، نعزف عليه جالسين على كرسي خشبي فخم ومنجد بقطيفة حرير تشبه ملمسك كثيراً ، على الرغم من وهابيتي التي تلعن الإحتفال بأعياد الميلاد إلا أنني من أجلك أوقدت شمعة وصنعت كيكة ، وأسدلت الستارة على الشباك ، وجلست وحيداً برفقة صوتك وروحك التي ترافقني دوماً ، وآمنت بأن حبك لا يصنع أعياد ميلاد فقط ، بل يصنع حياة سعيدة تصلح لأن تكون رواية أو فلم سينمائي يناسب الفتيات الحالمات ، ويبكي الناس وهم يشاهدونه في دور العرض .. عيد ميلادي الحقيقي هو حين صنعك الله فرحةً في حياتي وتحولتي إلى قوس قزح كبير يلونها،

كل عام وأنا بحبك أنعم .
‏نصف هذه الأيام يمر في انتظار الشتاء.
‏للشتاء مشاعره الخاصة، أرى بوضوح اختلاف شعور الحب والحزن، والإعجاب، والحنين، والخواء، والرغبة، ما بين الشتاء والصيف ،
‏الشتاء يشمّر عن ساعديه ويتزّهل بترميم كل الخراب الذي خلّفه الصيف -حتى خراب البيوت- الشتاء كفو ويفعلها .. ‏الهواء البارد يطرق باب المخيّلة، يبعث على الحنين، ويساهم بشكل رئيسي في تحسين المزاج العام، الشتاء له شعور خاص محبّب للنفس أما الصيف ربّي وربّه الله.
بيني وبين ليل الشتاء محبة غير مشروطة؛ ودّه يكون خفيف، ودّه يكون ثقيل، عندنا مساحة كافية إننا نتخالص قبل الصبح يطلع..
‏مع دخول فصل الشتاء أتمنى أن نتوقّف عن استخدام مفردة "أدفّيك؟" واستبدالها بـ"ليه عمري ما لقى لبرده دِفى، إلّا دفاكِ؟" أفضل وما تجيب قضايا 😁
اللهم انصر اخواننا في غزة، اللهم انصر اخواننا في فلسطين، اللهم اربط على قلوبهم واجبر كسرهم، اشف مرضاهم وتقبل شهدائهم برحمتك يارب العالمين.
2024/10/02 04:37:56
Back to Top
HTML Embed Code: