tgoop.com/wa_ma_ramaita/2243
Last Update:
طالما شغلني سؤال: لِمَ لم تتحقق تلك الأمنية التي شغفتنا حبًّا، تلك الأمنية التي دعونا بها ليالي وأيامًا وأسابيع وأشهرًا وسنين؟
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، ونحن لم نبرح دموع الرجاء إلى دموع الفرح، لم نبرح ﴿نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ إلى ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ﴾..
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، ونحن نردد: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾، نقاوم يأسًا يحاول التسلل إلى قلوبنا؛ فـ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾، وندمغ سؤال: "ألا يسمعنا الله؟" بـ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾..
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، وقلوبنا تتساءل: حتامَ؟
بعد التذكير بكوننا في دار بلاء وشقاء، لا دار نعيم ورخاء، وبتعدد صور إجابة الدعاء، وبما أعد الله للصابرين من جزاء، أريد الإشارة إلى معنى آخر..
(شغفتنا حبًّا).. لعل المشكلة هنا، لعل المشكلة في تمكن محبة هذه الأمنية من قلوبنا حتى بات نيلها أعظم المطالب، وفقدها أفدح الخسائر، فالمرء حينئذ إما فاقد ينتظر العطاء، وإما مُعطى يخشى الفقد، متألم في الحالين؛ لتعلقه بما كُتِب عليه أن يفارقه..
ولعل دواء هذا الداء هو تذكرة النفس في كل وقت وحين بكون مستقرنا في غير هذي الدار، بكون الجنة -بإذن الله- هي دار القرار، فالنفس إن استحضرت هذه الحقيقة، صبرت على الفقد، وشكرت على العطاء، بعد أن أنزلت الدنيا منزلها الذي تستحق؛ اليد لا القلب..
وختامًا، لن تخرج الدنيا من قلوبنا بضغطة زر، ولا بملعقتين من المضاد الحيوي بعد الغداء، بل يحتاج الأمر إلى مجاهدة، وصبر ومصابرة ومرابطة، وعزاء المرء في كل هذا أن له ربًّا يعلم السر وأخفى، ربًّا قال في كتابه: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
أمةُ اللّٰه
١٢ مارس ٢٠٢٤
#لولا_لطف_الله
BY |هَـٰذِهِ سَبِيــــلِي|
Share with your friend now:
tgoop.com/wa_ma_ramaita/2243