tgoop.com/wadhErshad/4510
Last Update:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
مرّت علينا الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد (رجل المسئولية) الرئيس الذي كان متشبعاً بثقافة القرآن وملازماً له ويعمل به، وهو أول رئيس لليمن يخرج من رئاسته وهو لا يملك منزلاً لأولاده، وهو الرئيس الذي قضى حياته في خدمة هذا الشعب حتى لقي الله نزيهاً، ولم يأخذ من مال هذا الشعب لا فلساً ولا ديناراً ولا درهماً، ولم يحقق لنفسه أي مكاسب مادية على حساب هذا الشعب، بل فدى الشعب بنفسه، وكان صادقاً عندما قال لشعبه: "دماؤنا ليست أغلى من دمائكم، وجوارحنا ليست أغلى من جوارحكم"، وقد قتله الأمريكيون بقصف سيارته في محافظة الحديدة التي نزل إليها ليدافع عنها من هجمة أمريكا وإسرائيل وعملائها؛ فقتله الأمريكيون لأنه كان رئيساً نموذجياً، ولموقف شعبنا الإيماني من قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين، ولأنه كان حراً ومستقلاً ويريد أن يبني بلده، وأن يحرر شعبه، ولم يقبل أن يكون عميلاً، ولم يقبل بالوصاية على بلده، ولو أنه قَبِل ذلك لحماه الأمريكيون واستقبلوه بالأحضان، ولشكرته السعودية واستضافته كما تفعل بعملائها الأذلاء الذين تأمرهم وتنهاهم وتذلهم وتقهرهم وتستعبدهم، وتريد أن يفعلوا باليمن وشعبه ما يريدونه هم.
عباد الله:
لقد كان الشهيد الصماد نموذجاً يحتذى به، وكان يحمل الروحية الجهادية من قبل ومن بعد؛ فلم يتأثر بالمناصب ولم تغيره الألقاب، وقد كان متواضعاً وقريباً من شعبه، وكان قدوة في الزهد والنزاهة، وكان رجل المسئولية كما وصفه قائد الثورة - رضوان الله عليه - وكان لا يقر له قرار ولا يهدأ له بال، وكان لا يتوقف عن العمل من أجل شعبه، وهو بذلك يمثل قدوة وحجة لكل المسؤولين، كما أنه حجة على الشعب فحينما يستشهد القائد والرئيس فإنّ على الشعب الوفاء لدمائهم الطاهرة والسير على خطاهم وخاصة في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة التي هي أمانة الرئيس الصماد، والتي سكب على ترابها دمه الطاهر؛ فيجب على كل الشعب أن يستمر في هذه المعركة التي لم تنتهِ ولم تتوقف، بل لا يزال العدو يرتب أوراقه هو والأمريكي والإسرائيلي وتحالف العدوان لينتقموا من شعبنا عندما ساند غزة وفلسطين؛ لأنها أوجعتهم وفضحت الخونة والمطبعين؛ فعلينا أن نكون في حالة جهوزية وأن نستمر في دعم طوفان الأقصى التي كانت جولة من جولات الصراع، وستتبعها جولات بإذن الله حتى يمّن الله بنصره: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ولا بد من الحرص على حضور الوقفات المساندة لغزة، والمؤكدة للثبات في وجه الأمريكي والإسرائيلي.
أيها المؤمنون:
نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد القائد الكبير/ محمد الضيف، الذي أرعب الصهاينة، وكان كابوساً مؤرقاً لهم لأكثر من ثلاثين عاماً، وهو الذي بنى كتائب القسام - بعد القادة العظماء - من الرصاصة حتى وصلت لصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة بدعم من محور الجهاد والمقاومة، أما محور ما يسمى الاعتدال فقد سمعنا في هذا الأسبوع تصريح الوزير الصهيوني بأن دول الاعتدال في المنطقة تطلب من إسرائيل القضاء على حماس تماماً، والكل يعرف من هي دول الاعتدال التي لم تحرك ساكناً طيلة معركة طوفان الأقصى كحال النظام السعودي والمصري والأردني والإماراتي، وها هي حكومة غزة تعلن أنّ إعادة الإعمار سيكلف ثمانية وثلاثين مليار دولار، فمن أين ستحصل عليها؟ وفي نفس الوقت وعدت السعودية أمريكا أن تقدم لها ستمائة مليار دولار لدعم أمريكا ولتعويض ما قدمته من خسائر ودعم للصهاينة في حربهم على غزة، ولتعویض حرائق لوس أنجلوس، ومع ذلك يطلب منهم ترامب أن يوفوها إلى تريليون بعد أن قدمت لهم في المرة الأولى من انتخاب (ترامب) قرابة أربعمائة وخمسين مليار دولار، فهل عرفتم حقيقة النظام السعودي العميل؟ وهل عرفتم كيف يلعب أولئك المنافقون بأموال المسلمين، ويذهبون لدعم أمريكا بحجة استثمارها هناك؟ والغريب العجيب أن يذهب بعض اليمنيين لاستثمار أموالهم في السعودية، والكل يعرف كيف استولى النظام السعودي الحالي على أموال بعض الأمراء في الأسرة الحاكمة، وكيف صنعوا بهم وهم أمراء، وتناسى البعض كيف طردت السعودية في التسعينات من القرن المنصرم قرابة مليون ونصف مغترب، ومع ذلك ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين، ومن يدري لعل أموال البعض من الحرام، والحرام يذهب وأهله، والاستثمار في غير بلدك لا لك ولا لولدك ولا لبلدك، والله المستعان.
BY قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾
Share with your friend now:
tgoop.com/wadhErshad/4510