tgoop.com/waee_islamy/3477
Last Update:
✍️ إسلام أبو منير:
🔹في الناس أقوامٌ حين يسمعون الحديث عن التحرّر والتمكين وإقامة حكم في الله في الأرض يزعمون أنهم يريدون نماذج وبرامج وإجراءات (جاهزة مُعدّة سلفا) حتى يوافقوا عليها ويرضوا عنها.
🔹وأن تكون لدى كل شخص أو مجموعة من البشر أجوبة كافية شافية ل(كلّ) سؤال واعتراض.
🔹ويريدون فوق ذلك (ضمانات مسبقة) لنجاح هذا النموذج.
🔹ويريدون أن يحدث كلُ شيءٍ بسلاسة وهدوء و(أمان وعافية)، ويطالبون بأن تكون التضحيات في سبيل تحقيق ذلك خفيفة يسيرة وحبذا (ألا تكون هناك تضحيات أصلاً).
🔹وكل مشروع تحرري إحيائي لا يوفّر هذه الشروط فهو في نظرهم مشروع فاشل، يدفع الناس إلى المجهول، ويضحّي بهم من أجل طموحات شخصية لأناس مغامرين، ولا يستحقّ نصرةً ولا تأييداً فضلاً عن أن يدعوا الناسَ إليه، فضلاً أن يكونوا هم جزءا منه.
🔹هؤلاء يصرّحون بنقد كلّ التجارب التاريخية في الأمة المسلمة وغيرها من الأمم، فإذا حاججتهم بالتاريخ اعتبروه تاريخ ظلم وجبروت وطغيان واستبداد وحكم متغلّب.
🔹وإن حاججتَهم بنموذج الخلافة الراشدة لم تكن في نظرهم سوى تجربة قَبَليّة بسيطة ساذجة لا تصلح في عالم اليوم المعقّد وما وصل إليه الإنسان من إدارة هذا التعقيد والتحكّم في قوانين الطبيعة.
🔹وإن حاججتهم بتجارب الأمم والشعوب غير المسلمة كانت حجتهم أن ما حدث فيها لم يكن سوى مغامرات كُتِب لها النجاح.
🔹وإن سألتَهم ماذا عندكم؟
كان جوابهم أنهم ليسوا مطالبين بتقديم أي بديل..وأنهم ينتقدون بصدق وإخلاص من أجل ترشيد وتصحيح التجارب
والنماذج والمسارات.
🔹هناك مغالطات ومراوغات كثيرة فيما يقوله هؤلاء،نتيجتها القعود مع الخالفين، أو خذلان العاملين، أو الرضا بالواقع كما هو فقد عرفناه وخبِرناه وهو أفضل بكثير من مستقبل مجهول لسنا مستعدّين أن نشارك في صناعته، فضلا أن نكون فيه من المبادرين والمؤسسين.
🔹هم يصفون كلّ مشروعات التغيير والتحرر والإحياء أنها مجرّد (يوتوبيا)، وفي الوقت نفسه يشترطون في كل مشروع شروطا ومعايير هي (اليوتوبيا) نفسها، في غفلة أنهم يعيشون في أسوأ تمثلات (الديستوبيا).
🔹أمثال هؤلاء كُثُر، وقد أوتوا جدلاً، وهم قوم لُدّ خصِمون، وفيهم أهل فضل ودين وعلم .. لكنّ:
⚡️حبُّ السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي ويغري النفس بالكسل.
⚡️من انتظرهم طال انتظاره، ومن استرسل مع ما يوردونه اشتبهت عليه الأمور.
⚡️ومن توقف عند واقعيتهم وعقلانيتهم (زعموا) لزم بيته وأخلد إلى الأرض وأمسك يده ولسانَه عن أي عمل وشكّ وشكّك في كل مشروع تحرري قائم.
⚡️هؤلاء لو عايشوا كل ثورات العالم، أو عاشوا الفتوحات زمن الخلافات الراشدة لما شاركوا في واحدة منها ولكانت ألسنتهم عليها حدادا ولوجدوا لتبرير ذلك ألف حجّة وحجّة.
⚡️وليس السبب نفاقاً ولكنها طبائع النفوس الجبانة التي توحي للعقول ما تتوهّمه حججاً وبراهين، وتزيّنه حتى يبدو في صورة التحليل التاريخي والنظرية العلمية والحكمة الراجحة والتميّز عن العوامّ الذين لا تغوص عقولهم إلى أعماق الظواهر.
🔹ما تعيشه الأمّة منذ قرابة القرن هو اجتهادات تتفاوت نضجاً وعمقاً وفهماً وإدراكاً للواقع والماضي والمستقبل.
🔹والعاملون يستحضرون أو يستبطنون ما أفلح فيه من سبقهم وما أخفقوا فيه، وفي بعضهم رهق وشدّةٌ وغلوّ، وهناك من يعيد التجربة نفسها مرات ومرات.
🔹وهذا جميعه سيكون رصيداً يراكمه المصلحون والمجاهدون والمجددون ويبنون عليه، وهم يقارعون الباطل ويتدافعون مع الجاهلية (أعرف من هؤلاء من يسخر من لفظتي: الباطل والجاهلية).
🔹ولا يستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله، ولا يستوي مؤمن شجاع القلب صادق العزم صحيح النيّة أخطأ السبيل واشتبهت عليه الأمور مع قاعدٍ مترددٍ مرتعشٍ همّه تتبّع أخطاء العاملين وترصّد عثراتهم .. والله المستعان.
BY معركة الوعي الفكري
Share with your friend now:
tgoop.com/waee_islamy/3477