tgoop.com/ward58/4529
Last Update:
أجل، أنا تلك الفتاة التي شهد لها القاصي والداني بالنجاح، الفتاة التي سبق طموحها عصرها، والتي خطت خطواتها الأولى على درب المجد منذ خمس سنوات، بينما لا يزال أقرانها يتلمسون طريقهم. أنا تلك الفتاة التي اجتمع لها حسن الوجه وفتنة الروح وذكاء العقل، الفتاة التي تعشق الكتب كما يعشق العطشان الماء، فتجدها تغترف من نبع المعرفة صباحًا، وتُسدل ستار يومها على ضوء الحكمة مساءً.
ولكن آهٍ من ظاهر يخدع الناظرين! فمن يظن أنني سعيدة، وأن الفرح قد أحكم قبضته على قلبي، لم يرَ ما وراء الستار. لم يرَ تلك الروح المثخنة بجراح الخذلان، ولم يسمع صرخات الوحدة التي تُرعبني كل ليلة. نعم، أنا الناجحة، ولكن نجاحي هذا لم يكن إلا ثمرة حرب داخلية طاحنة، حرب نالت من شبابي، وأطفأت بريق أحلامي.
لقد دفعت ثمن المجد عزلةً، وثمن القوة هشاشةً دفينة. في داخلي حزن لا يراه أحد، وألم لا يدركه من حولي، لأنهم ينظرون فقط إلى ظاهر لا يشي بالحقائق. أوَليس لكل إنسان سبب ليحزن؟ أم أن أعماق الروح خفيةٌ على أعين الناس فلا يدركون أوجاعها؟ كيف لهم أن يحكموا على سعادتي أو حزني وهم لم يعرفوا أبدًا كيف يبدو الليل حين يغيب القمر عن سمائي؟
#رنيم_ورد
BY ورد-ward
Share with your friend now:
tgoop.com/ward58/4529