YASSTAFTOUNAK Telegram 2041
🌸 #السؤال:

ما هو الراجحُ في مشروعيةِ تحنيكِ الولد؟ وما هي كيفيةُ التحنيك(١)؟ وجزاكم الله خيرًا.

📝 #الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فاسْتَحبَّ بعضُ أهلِ العلمِ تحنيكَ المولود(٢) لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالبَرَكَةِ وَيُحَنِّكُهُمْ»(٣)، وفي الصحيحين مِن حديثِ أبي بُرْدَةَ عن أبي موسى رضي الله عنه قال: «وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى»(٤).

وقد ثَبَتَتْ أحاديثُ أخرى في هذا البابِ منها حديثُ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه في الصحيحين(٥) ـ أيضًا ـ وحديثُ أسماءَ رضي الله عنها(٦).

وهذه الأحاديثُ بمجموعها تُفِيدُ استحبابَ تحنيكِ الصبيِّ عند أهل الصلاح والعلمِ وأهلِ الوَرَعِ والفضلِ وأَنْ يَدْعُوا له بالبَرَكَة، وقد نَقَلَ النوويُّ رحمه الله ـ في «شرحه لمسلمٍ»(٧) ـ أنَّ تحنيك المولودِ يومَ ولادته سُنَّةٌ بالإجماع، ويحنِّكُه صالحٌ مِن رجلٍ أو امرأةٍ، ويُسْتَحَبُّ التحنيكُ بالتمر، ولو حنَّك بغيره حَصَلَ التحنيكُ، أي: إذا لم يجد تمرًا حنَّكه بشيءٍ آخَرَ، ويُسْتَحَبُّ أَنْ يكون بشيءٍ حُلْوٍ، والتمرُ أَفْضَلُ.

لكنَّ هذه الأحاديثَ ـ على الصحيحِ ـ إنَّما تدلُّ على مشروعيةِ التبرُّك بذاتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ورِيقِه ولُعابِه… وهو أَمْرٌ مُجْمَعٌ عليه، غيرَ أنَّه ليس فيها دلالةٌ على جوازِ التبرُّك بذوات الصالحين وآثارِهم؛ إذ لم يُنْقَلْ حصولُ هذا النوعِ مِن التبرُّك مِن الصحابة رضي الله عنهم بغيره صلَّى الله عليه وسلَّم لا في حياته ولا بعد مَمَاته، وقد كان فيهم الخلفاءُ الراشدون وبقيَّةُ العشرةِ المبشَّرين بالجنَّة وغيرُهم وهُمْ أَفْضَلُ القرون؛ لاعتقادهم اختصاصَ الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم بمثلِ هذا التبرُّكِ دون سواه، وقد أَثْبَتَ الشاطبيُّ ـ رحمه الله ـ(٨) إجماعَ الصحابةِ رضي الله عنهم على تركِ ذلك التبرُّكِ فيما بينهم حيث يقول: «وهو إطباقُهم ـ أي: الصحابة ـ على الترك؛ إذ لو كان اعتقادُهم التشريعَ لَعَمِل به بعضُهم بعده، أو عَمِلوا به ولو في بعضِ الأحوال، إمَّا وقوفًا مع أصلِ المشروعية، وإمَّا بناءً على اعتقادِ انتفاءِ العِلَّةِ المُوجِبةِ للامتناع»(٩)، وقال ـ رحمه الله ـ في موضعٍ آخَرَ: «فعلى هذا المأخذ: لا يصحُّ لمَنْ بعده الاقتداءُ به في التبرُّك على أحَدِ تلك الوجوهِ ونحوِها، ومَن اقتدى به كان اقتداؤُه بدعةً كما كان الاقتداءُ به في الزيادةِ على أربعِ نسوةٍ بدعةً»(١٠).

وعليه، فإنَّ القولَ بجوازِ التبرُّك برِيقِ الصالحين ولُعابهم مِن جهةِ التحنيك هو القولُ بجوازِ التبرُّك بذواتِ وآثارِ الصالحين قياسًا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا يخفى أنَّ مِثْلَ هذا القياسِ فاسِدُ الاعتبار لمُقابَلته للإجماع المنقولِ عن الصحابة رضي الله عنهم في تركِهم لهذا الفعلِ مع غيرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولو كان خيرًا لَسَبَقونا إليه.

ثمَّ إنَّ القولَ بجوازِ التبرُّك بآثارِ الصالحين يُفْضي ـ بطريقٍ أو بآخَرَ ـ إلى الغُلُوِّ في الصالحين وعِبادتهم مِنْ دونِ الله سبحانه؛ فوَجَبَ المنعُ مِن ذلك سَدًّا لذريعةِ الشِّرك.

هذا، وفي الأحاديثِ السابقةِ ـ أيضًا ـ جوازُ تفويضِ الرجل الصالح أَنْ يختار لوالِدَيْه اسْمًا يُرتضى.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

👤 #الشيخ: محمد فركوس حفظه الله.

https://ferkous.com/home/?q=fatwa-336 https://www.tgoop.com/yasstaftounak/140



tgoop.com/yasstaftounak/2041
Create:
Last Update:

🌸 #السؤال:

ما هو الراجحُ في مشروعيةِ تحنيكِ الولد؟ وما هي كيفيةُ التحنيك(١)؟ وجزاكم الله خيرًا.

📝 #الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فاسْتَحبَّ بعضُ أهلِ العلمِ تحنيكَ المولود(٢) لحديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالبَرَكَةِ وَيُحَنِّكُهُمْ»(٣)، وفي الصحيحين مِن حديثِ أبي بُرْدَةَ عن أبي موسى رضي الله عنه قال: «وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى»(٤).

وقد ثَبَتَتْ أحاديثُ أخرى في هذا البابِ منها حديثُ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه في الصحيحين(٥) ـ أيضًا ـ وحديثُ أسماءَ رضي الله عنها(٦).

وهذه الأحاديثُ بمجموعها تُفِيدُ استحبابَ تحنيكِ الصبيِّ عند أهل الصلاح والعلمِ وأهلِ الوَرَعِ والفضلِ وأَنْ يَدْعُوا له بالبَرَكَة، وقد نَقَلَ النوويُّ رحمه الله ـ في «شرحه لمسلمٍ»(٧) ـ أنَّ تحنيك المولودِ يومَ ولادته سُنَّةٌ بالإجماع، ويحنِّكُه صالحٌ مِن رجلٍ أو امرأةٍ، ويُسْتَحَبُّ التحنيكُ بالتمر، ولو حنَّك بغيره حَصَلَ التحنيكُ، أي: إذا لم يجد تمرًا حنَّكه بشيءٍ آخَرَ، ويُسْتَحَبُّ أَنْ يكون بشيءٍ حُلْوٍ، والتمرُ أَفْضَلُ.

لكنَّ هذه الأحاديثَ ـ على الصحيحِ ـ إنَّما تدلُّ على مشروعيةِ التبرُّك بذاتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ورِيقِه ولُعابِه… وهو أَمْرٌ مُجْمَعٌ عليه، غيرَ أنَّه ليس فيها دلالةٌ على جوازِ التبرُّك بذوات الصالحين وآثارِهم؛ إذ لم يُنْقَلْ حصولُ هذا النوعِ مِن التبرُّك مِن الصحابة رضي الله عنهم بغيره صلَّى الله عليه وسلَّم لا في حياته ولا بعد مَمَاته، وقد كان فيهم الخلفاءُ الراشدون وبقيَّةُ العشرةِ المبشَّرين بالجنَّة وغيرُهم وهُمْ أَفْضَلُ القرون؛ لاعتقادهم اختصاصَ الرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم بمثلِ هذا التبرُّكِ دون سواه، وقد أَثْبَتَ الشاطبيُّ ـ رحمه الله ـ(٨) إجماعَ الصحابةِ رضي الله عنهم على تركِ ذلك التبرُّكِ فيما بينهم حيث يقول: «وهو إطباقُهم ـ أي: الصحابة ـ على الترك؛ إذ لو كان اعتقادُهم التشريعَ لَعَمِل به بعضُهم بعده، أو عَمِلوا به ولو في بعضِ الأحوال، إمَّا وقوفًا مع أصلِ المشروعية، وإمَّا بناءً على اعتقادِ انتفاءِ العِلَّةِ المُوجِبةِ للامتناع»(٩)، وقال ـ رحمه الله ـ في موضعٍ آخَرَ: «فعلى هذا المأخذ: لا يصحُّ لمَنْ بعده الاقتداءُ به في التبرُّك على أحَدِ تلك الوجوهِ ونحوِها، ومَن اقتدى به كان اقتداؤُه بدعةً كما كان الاقتداءُ به في الزيادةِ على أربعِ نسوةٍ بدعةً»(١٠).

وعليه، فإنَّ القولَ بجوازِ التبرُّك برِيقِ الصالحين ولُعابهم مِن جهةِ التحنيك هو القولُ بجوازِ التبرُّك بذواتِ وآثارِ الصالحين قياسًا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا يخفى أنَّ مِثْلَ هذا القياسِ فاسِدُ الاعتبار لمُقابَلته للإجماع المنقولِ عن الصحابة رضي الله عنهم في تركِهم لهذا الفعلِ مع غيرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولو كان خيرًا لَسَبَقونا إليه.

ثمَّ إنَّ القولَ بجوازِ التبرُّك بآثارِ الصالحين يُفْضي ـ بطريقٍ أو بآخَرَ ـ إلى الغُلُوِّ في الصالحين وعِبادتهم مِنْ دونِ الله سبحانه؛ فوَجَبَ المنعُ مِن ذلك سَدًّا لذريعةِ الشِّرك.

هذا، وفي الأحاديثِ السابقةِ ـ أيضًا ـ جوازُ تفويضِ الرجل الصالح أَنْ يختار لوالِدَيْه اسْمًا يُرتضى.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

👤 #الشيخ: محمد فركوس حفظه الله.

https://ferkous.com/home/?q=fatwa-336 https://www.tgoop.com/yasstaftounak/140

BY يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ | قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ 🏡🌸


Share with your friend now:
tgoop.com/yasstaftounak/2041

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The best encrypted messaging apps Add the logo from your device. Adjust the visible area of your image. Congratulations! Now your Telegram channel has a face Click “Save”.! It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.”
from us


Telegram يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ | قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ 🏡🌸
FROM American