قناة يوسف بن عمر

تأكدوا يا إخواني أن مدرك العلم بالله وصفاته ﷻ هو كلام الله عن نفسه، إذ هو العليم بذاته وصفاته، وهو أفصح القائلين في التعبير عنها، والذي لحكمته ورحمته لا يقول عن نفسه شيئاً لا معنى له، ولا يجعل مما يريد به هداية الناس إليه في عبارة موهمة تكون سبباً لضلالهم أو تحيرهم فيه، ضرورة أن ما يكون به الهداية لا يكون به الضلال
ثم ما قاله عنه رسول الله ﷺ، وهو أنصح الخلق للخلق، وأعلم الخلق بالله، وأبلغ من نطق بالضاد، ما كان ليضل البشر ببيانه عن الله وهو الذي لا ينطق عن الهوى
ثم ما نقل عن أكمل الناس عقولاً، وأفصح ألسنة، ذوي القرائح المتقدة، والنفوس الزكية، سلف هذه الأمة الذين صفت مشاربهم عن أكدار أفكار الأمم
ولا تختزل معرفتك بربك في كلام ابن تيمية أو غيره، هب أنه لم يخلق! وانظر إلى ما بينت لك بعاليه، إلى شيء يهديك؟ وهل تعرفه العرب بلسانها وقرائحها أم لا؟
فإن وجدت حرجاً عند المتأخرين فاعرض ما قالوه على ذلك الميزان، وانظر:
هل كان الله ليضل عربياً فهم أن الله يضحك، أو أنه في السماء بمحض سليقته؟ وهل كان رسول الله ﷺ سيغش أمته فيقرها على الخطأ؟
أو سيتركها لتضل دون قانون في معرفة ربها لو لم يكن ظواهر كتاب الله وسنة نبيه ﷺ كافية في التعرف عليه والعلم به؟
فإن وجدت حرجاً من ذلك، فانظر:
لم لم يقم الحرج عينه عند سلف الأمة؟
وهل فهموا شيئاً بعيداً عن تهويلات الجهمية وروافد فارس ويونان ..؟
دع التاريخ واعمد إلى الرسالة الأولى
الرسالة التي صدرت عنه الله، ونقلها رسوله ﷺ
ولا تملأ نفسك بشيء دون الله
إن كنت تؤمن أن الله يقول الحق
وأنه يحق الحق ويبطل الباطل
إن كنت تؤمن أن في الأرض لله كلام فستؤمن
وإن كنت ترى أن ليس في الأرض كلام له أو أنه لا يقول شيئاً، فيا ضيعة الأعمار
وقد تسكن نفسك بشيء من التأويلات، والانتساب إلى بعض الرموز، والامتلاء بسردية متخيلة، تشفي غليل قلبك من أقران، أو تصنع لك جمهوراً، أو تنجيك من وصمة الوهبنة أو التجسيم، أو تغدق عليك بأي حظ من حظوظ الدنيا
لكن سيبقى الحرج من ظاهر الكتاب والسنة جذرياً في معرفتك به الله، ستبقى غصة في حلقك وخلة في قلبك لن تفارقك ما حييت
لأن كل كلام دون كلامه أو كلام نبيه المعصوم
فهو قول بشري، يتطرق إليه النقص والشك

تأكدوا يا إخواني جيداً
أن الله يحق الحق ويبطل الباطل

﴿أَم يَقولونَ افتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَختِم عَلى قَلبِكَ
وَيَمحُ اللَّهُ الباطِلَ وَيُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ
إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [الشورى: ٢٤]

www.tgoop.com/ybomar/1523

10.9K viewsedited  Aug 29, 2023 at 20:03

تأكدوا يا إخواني أن مدرك العلم بالله وصفاته ﷻ هو كلام الله عن نفسه، إذ هو العليم بذاته وصفاته، وهو أفصح القائلين في التعبير عنها، والذي لحكمته ورحمته لا يقول عن نفسه شيئاً لا معنى له، ولا يجعل مما يريد به هداية الناس إليه في عبارة موهمة تكون سبباً لضلالهم أو تحيرهم فيه، ضرورة أن ما يكون به الهداية لا يكون به الضلال
ثم ما قاله عنه رسول الله ﷺ، وهو أنصح الخلق للخلق، وأعلم الخلق بالله، وأبلغ من نطق بالضاد، ما كان ليضل البشر ببيانه عن الله وهو الذي لا ينطق عن الهوى
ثم ما نقل عن أكمل الناس عقولاً، وأفصح ألسنة، ذوي القرائح المتقدة، والنفوس الزكية، سلف هذه الأمة الذين صفت مشاربهم عن أكدار أفكار الأمم
ولا تختزل معرفتك بربك في كلام ابن تيمية أو غيره، هب أنه لم يخلق! وانظر إلى ما بينت لك بعاليه، إلى شيء يهديك؟ وهل تعرفه العرب بلسانها وقرائحها أم لا؟
فإن وجدت حرجاً عند المتأخرين فاعرض ما قالوه على ذلك الميزان، وانظر:
هل كان الله ليضل عربياً فهم أن الله يضحك، أو أنه في السماء بمحض سليقته؟ وهل كان رسول الله ﷺ سيغش أمته فيقرها على الخطأ؟
أو سيتركها لتضل دون قانون في معرفة ربها لو لم يكن ظواهر كتاب الله وسنة نبيه ﷺ كافية في التعرف عليه والعلم به؟
فإن وجدت حرجاً من ذلك، فانظر:
لم لم يقم الحرج عينه عند سلف الأمة؟
وهل فهموا شيئاً بعيداً عن تهويلات الجهمية وروافد فارس ويونان ..؟
دع التاريخ واعمد إلى الرسالة الأولى
الرسالة التي صدرت عنه الله، ونقلها رسوله ﷺ
ولا تملأ نفسك بشيء دون الله
إن كنت تؤمن أن الله يقول الحق
وأنه يحق الحق ويبطل الباطل
إن كنت تؤمن أن في الأرض لله كلام فستؤمن
وإن كنت ترى أن ليس في الأرض كلام له أو أنه لا يقول شيئاً، فيا ضيعة الأعمار
وقد تسكن نفسك بشيء من التأويلات، والانتساب إلى بعض الرموز، والامتلاء بسردية متخيلة، تشفي غليل قلبك من أقران، أو تصنع لك جمهوراً، أو تنجيك من وصمة الوهبنة أو التجسيم، أو تغدق عليك بأي حظ من حظوظ الدنيا
لكن سيبقى الحرج من ظاهر الكتاب والسنة جذرياً في معرفتك به الله، ستبقى غصة في حلقك وخلة في قلبك لن تفارقك ما حييت
لأن كل كلام دون كلامه أو كلام نبيه المعصوم
فهو قول بشري، يتطرق إليه النقص والشك

تأكدوا يا إخواني جيداً
أن الله يحق الحق ويبطل الباطل

﴿أَم يَقولونَ افتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَختِم عَلى قَلبِكَ
وَيَمحُ اللَّهُ الباطِلَ وَيُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ
إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [الشورى: ٢٤]

BY قناة يوسف بن عمر