ZAHR313A Telegram 8509
"إحنه ربّينا عشرة، وإنتو تعبانين من طفلين!"

من أكثر المواقف الصعبة التي يتعرّض لها الأمّهات هٰذهِ الأيّام هو لغي شرعيّتهنّ بالشعور بالتعب من تجربة الأمومة.

فإذا عبّرت الأمّ عن إرهاقها وتعبها من التربية، تبدأ بتلقّي جمل محبطة مثل:
"شوفيني ربّيت عشرة وكلهم طلعوا دكاترة ومهندسين، وإنتِ ما مدبرة روحچ وية اثنين؟".. مثل هٰذهِ الجمل تملؤنا نحن الأهالي بطاقة سلبيّة مقيتة تقودنا للشعور بالإحباط وعدم السيطرة علىٰ الأمور.

إنّ مقارنة جيلنا بجيل أهالينا، أو مقارنة جيلنا كأهالي بجيل أبنائنا وبناتنا هي #مقارنة_غير_عادلة_بتاتا؛ فكلٌّ عاش في زمن مختلف، ينفرد ويتميّز بتسهيلاته وصعوباته وتحدّياته، ويختلف بشكل جذريّ عمّا سبقه وما تلاه.

• في الماضي كان المهمّ هو توفير الاحتياجات الأساسيّة للأبناء، كالمسكن والمأكل، والتربية تكون بطريقة توجيه الأوامر.. أمّا التربية السليمة اليوم هي التوجيه، الإرشاد، الاحتواء، الحبّ، المراقبة والتوعية، مناقشة الآراء معًا والعمل علىٰ بناء جيل واثق بنفسه يختار طريقه بإرادته وقناعاته، وليس خوفًا وقهرًا ممّن حوله.

• يعيش أبناء اليوم في عالم مليء بالوفرة في كلّ المجالات.. سابقًا كان التلفاز يعرض رسوم الكرتون ساعة واحدة في اليوم، وكلّ الأطفال يعتبرون ذلك الوقت مقدّسًا، ولم يكن هنالك مجال للتردّد.. أمّا اليوم تنتقل الشاشات الإلكترونيّة معنا أينما ذهبنا (هاتف نقّال، آيباد، حاسوب) لتوفّر ألعابًا وبرامجًا كرتونيّة مخيفة أمام الأطفال في كلّ زمان ومكان.

• سابقًا كانت الأمّ تعلم أنّ أطفالها بأمان أمام التلفاز، فمعظم برامج الكرتون تُنَمّي في الأطفال قيمًا معيّنة، وكان الخطر حينها ينحصر في أشياء بسيطة، كأن نخرج للّعب في الشارع مثلا، أو نسقط من سطح بيتنا المرتفع.. أمّا اليوم فالخطر يداهم أطفالنا حتّىٰ لو كانوا في أحضاننا، حيث يكفيك أن تجلس مع طفلك مدّة ربع ساعة أمام اليوتيوب مثلًا؛ لذلك أصبح توفير الأمان لطفل أو طفلين حتّىٰ داخل البيت الآمن يساوي أضعاف الجهود لتوفير الأمان لخمسة أو ستّة أطفال في الماضي.

• في السابق كان المجتمع قرويًّا وجماعيًّا يتشارك في الأعباء العائليّة، حيث أنّ أعباء التربية تتقسّم بين الأجداد، الجدّات، الآباء، الأمّهات، الإخوة، الأخوات، الخالات، والعمّات.. أمّا في عصرنا فقد تحوّل المجتمع إلىٰ مجتمع فرديّ بطابع مدنيّ يوجّه كامل صلاحيّات التربية للأمّ والأب فقط، فاقدًا الثقة بالإطار العائليّ الموسّع الذي كان في الماضي.



tgoop.com/zahr313a/8509
Create:
Last Update:

"إحنه ربّينا عشرة، وإنتو تعبانين من طفلين!"

من أكثر المواقف الصعبة التي يتعرّض لها الأمّهات هٰذهِ الأيّام هو لغي شرعيّتهنّ بالشعور بالتعب من تجربة الأمومة.

فإذا عبّرت الأمّ عن إرهاقها وتعبها من التربية، تبدأ بتلقّي جمل محبطة مثل:
"شوفيني ربّيت عشرة وكلهم طلعوا دكاترة ومهندسين، وإنتِ ما مدبرة روحچ وية اثنين؟".. مثل هٰذهِ الجمل تملؤنا نحن الأهالي بطاقة سلبيّة مقيتة تقودنا للشعور بالإحباط وعدم السيطرة علىٰ الأمور.

إنّ مقارنة جيلنا بجيل أهالينا، أو مقارنة جيلنا كأهالي بجيل أبنائنا وبناتنا هي #مقارنة_غير_عادلة_بتاتا؛ فكلٌّ عاش في زمن مختلف، ينفرد ويتميّز بتسهيلاته وصعوباته وتحدّياته، ويختلف بشكل جذريّ عمّا سبقه وما تلاه.

• في الماضي كان المهمّ هو توفير الاحتياجات الأساسيّة للأبناء، كالمسكن والمأكل، والتربية تكون بطريقة توجيه الأوامر.. أمّا التربية السليمة اليوم هي التوجيه، الإرشاد، الاحتواء، الحبّ، المراقبة والتوعية، مناقشة الآراء معًا والعمل علىٰ بناء جيل واثق بنفسه يختار طريقه بإرادته وقناعاته، وليس خوفًا وقهرًا ممّن حوله.

• يعيش أبناء اليوم في عالم مليء بالوفرة في كلّ المجالات.. سابقًا كان التلفاز يعرض رسوم الكرتون ساعة واحدة في اليوم، وكلّ الأطفال يعتبرون ذلك الوقت مقدّسًا، ولم يكن هنالك مجال للتردّد.. أمّا اليوم تنتقل الشاشات الإلكترونيّة معنا أينما ذهبنا (هاتف نقّال، آيباد، حاسوب) لتوفّر ألعابًا وبرامجًا كرتونيّة مخيفة أمام الأطفال في كلّ زمان ومكان.

• سابقًا كانت الأمّ تعلم أنّ أطفالها بأمان أمام التلفاز، فمعظم برامج الكرتون تُنَمّي في الأطفال قيمًا معيّنة، وكان الخطر حينها ينحصر في أشياء بسيطة، كأن نخرج للّعب في الشارع مثلا، أو نسقط من سطح بيتنا المرتفع.. أمّا اليوم فالخطر يداهم أطفالنا حتّىٰ لو كانوا في أحضاننا، حيث يكفيك أن تجلس مع طفلك مدّة ربع ساعة أمام اليوتيوب مثلًا؛ لذلك أصبح توفير الأمان لطفل أو طفلين حتّىٰ داخل البيت الآمن يساوي أضعاف الجهود لتوفير الأمان لخمسة أو ستّة أطفال في الماضي.

• في السابق كان المجتمع قرويًّا وجماعيًّا يتشارك في الأعباء العائليّة، حيث أنّ أعباء التربية تتقسّم بين الأجداد، الجدّات، الآباء، الأمّهات، الإخوة، الأخوات، الخالات، والعمّات.. أمّا في عصرنا فقد تحوّل المجتمع إلىٰ مجتمع فرديّ بطابع مدنيّ يوجّه كامل صلاحيّات التربية للأمّ والأب فقط، فاقدًا الثقة بالإطار العائليّ الموسّع الذي كان في الماضي.

BY - مَلاَذيَ الله .


Share with your friend now:
tgoop.com/zahr313a/8509

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Ng Man-ho, a 27-year-old computer technician, was convicted last month of seven counts of incitement charges after he made use of the 100,000-member Chinese-language channel that he runs and manages to post "seditious messages," which had been shut down since August 2020. Healing through screaming therapy Done! Now you’re the proud owner of a Telegram channel. The next step is to set up and customize your channel. Telegram channels enable users to broadcast messages to multiple users simultaneously. Like on social media, users need to subscribe to your channel to get access to your content published by one or more administrators. Matt Hussey, editorial director of NEAR Protocol (and former editor-in-chief of Decrypt) responded to the news of the Telegram group with “#meIRL.”
from us


Telegram - مَلاَذيَ الله .
FROM American