tgoop.com/zahraa_culture/4294
Last Update:
همسةٌ في أُذُنِ المُنتظرين لإمامِ زمانِهِم على أعتابِ أشهُرِ الغَيث:
( رجب، شعبان، شهرُ رمضان )
:
❂ يقولُ نبيُّنا الأعظم "صلّى اللهُ عليه وآلِهِ":
(إنّ لِربِّكُم في أيّامِ دهرِكُم نَفَحات..فتعرّضُوا لها، لعلّه أن يُصيبَكُم نفحةٌ مِنها فلا تشقونَ بعدها أبدا)
[غرر الحِكم]
في أعمارِنا وفي أعمارِ الأُممِ هناك مقاطِعُ زمانيّةٌ لها خُصوصيّةٌ تجعلُها تختلفُ عن غيرِها،
إنّها مقاطِعُ الزمنِ العزيزِ الغالي؛ وهي المقاطِعُ الّتي لو عرِف الشخصُ قيمتَها وعرِف كيف يغتنِمُها وكيف يستطيعُ أن يتحرّك فيها..فإنّه سيصِلُ إلى مرامِهِ على أحسنِ وجه،
وهذا ما تُشيرُ له الروايةُ أعلاه
عِلماً أنّ نَفَحاتِ ربِّنا مُتواصلةٌ مُتّصلةٌ لا انقطاعَ لها..ولكن هناك مراتبُ خاصّة تتجلّى فيها نَفَحاتٌ خاصّة..والحديثُ أعلاه يُشيرُ لهذه النَفَحاتِ الخاصّة،
وإلّا فَنَفحاتُ جُودِ ربّنا وآلاءُ فضلِهِ مُتواصلةٌ مُتّصلة
فنبيُّنا الأعظم يُخبِرُنا أنّ لِربّنا في أيّامِ دهرِنا نَفَحاتٍ، ويدعونا إلى أن نتعرَّضَ لتلك النَفَحات ونُقبِلَ عليها،
لأنّه إذا ما هَلّتْ هذه النَفَحاتُ فإنّ المُوفَّقَ والسعيدَ هو ذاك الّذي يتعرَّضُ لهذه النَفَحات،
وما النَفَحاتُ إلّا عَبِقاتٌ مِن فِناءِ مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"
وهل نَفَحاتُ ربّنا تأتي مِن غيرِ بابِهِ؟!
فبابُهُ المفتوح؛ مُحمّدٌ وآلُ مُحمّدٍ"صلواتُ اللهِ عليهم"
وبعبارةٍ أدق:
بابُهُ المفتوحُ في زمانِنا هذا هو إمامُ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه"
فنفَحَاتُ ربِّنا في دهرِنا تأتي مِن بابِهِ الأعظم، تأتي مِن وجهِهِ الأقدس؛ مِن إمامِ زمانِنا الّذي نُخاطِبُهُ في دعاءِ النُدبة:
(أين بابُ اللهِ الذي مِنهُ يُؤتى؟ أينَ وجهُ اللهِ الذي إليهِ يتوجّهُ الأولياء؟)
وها نحنُ نقترِبُ مِن أعتابِ موسمِ الغَيثِ والرُوحِ والملائك.. موسِمِ الفيضِ والعطاءِ الّذي بوّابتُهُ وفاتِحَتُهُ شهرُ عليٍّ"صلواتُ اللهِ عليه"
(أعني الشهرَ الأصب؛ رجبُ المُرجَّب)
إنّه أوّلُ الأشهُرِ الروحيّةِ المُباركة الّتي تُمثِّلُ ربيعَ المعرفةِ لأهلِ البيتِ وربيعَ الاقترابِ مِن إمامِ زمانِنا الحُجّةِ بنِ الحسنِ "صلواتُ اللهِ عليه"
(( رجب )) هو مُفتَتَحُ هذا الموسِم الإلهيِّ المُتوَهِّج الفيّاضِ بالعطاء..والّذي يُختتَمُ يومَ عيدِ الفِطرِ في مُستهَلِّ شهرٍ شوّال،
وما بين المَطلِعِ والخِتامِ أيّامٌ وليالٍ مشحونةٌ بنَفَحاتِ ربِّنا ومَواهبِهِ وعطاياه
فما مِن رحمةٍ أرادها الباري بعبادِهِ إلّا وضمَّنها هذه الأيّامَ التسعين الإستثنائيّة
• ففيها بُعِثَ خيرُ خَلْقِ اللهِ خاتماً للنبيّين، وكان جوهرُ بعثتِهِ: الولايةُ لعليٍّ وآلِ عليٍّ "صلواتُ اللهِ عليهم"
• وفيها وُلِدَ النبأُ العظيمُ والصِراطُ المُستقيم: أميرُ الأمراءِ وسيّدُ الأوصياءِ ونفسُ رسولِ اللهِ "صلّى اللهُ عليهِ وآله": عليٌّ بن أبي طالبٍ "صلواتُ اللهِ عليه"
• وفيها وُلِدا سيّدا شبابِ أهلِ الجنّةِ (ريحانتي رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآلِهِ)
• وفيها ولادةُ الأنجُمِ الزاهرةِ أبناءِ البتولِ الطاهرة؛ (الباقر ، والهادي ، والجواد)
• وفيها ولادةُ شموسِ كربلاءَ الطالعةِ وأقمارِها المُضيئة،
• وعند السَحَرِ مِن يومِها الخامسِ والأربعين ولُد آخِرُ الأوصياء، الطالبُ بذحولِ الأنبياء وأبناءِ الأنبياء: بقيّةُ اللهِ الأعظم"صلواتُ اللهِ عليه"
• وفي "ليلةِ القدر" مِن العشرِ الأواخرِ مِنها أُنزِل عهدُ اللهِ تنزيلاً إلى خَلْقِهِ..في تلك الّليلةِ الفاطميّةِ المهدويّةِ الّتي لا نظيرَ لها بين الّليال، والّتي قال عنها صادقُ العترة"صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن عرف فاطِمةَ حقَّ مَعرِفتِها فقد أدرك ليلةَ القدر)!
وهذا كُلُّهُ إنّما هو شيءٌ يسيرٌ مِن فيضِ المِنَنِ السابغةِ والآلاءِ الوازعةِ والنِعَمِ الجسيمةِ والمواهبِ العظيمةِ الّتي أعدّها الباري لِمَن تعاهدَ هذه الأشهرَ الشريفةَ بصيانةِ أوقاتِها وساعتِها المُقدّسةِ وإحياءِ لياليها المُعظّمة
فهذه الأيّامُ التسعون هي مِيقاتٌ بيننا وبين محمّدٍ وآلِ محمّد..تماماً كما هي الصلاةُ الموقوتةُ المُفتَتَحةُ بتكبيرةِ الإحرام، وكالحجِّ المُستهَلِّ بالتلبية
ولِذا.. فلنُحسِن الدخولَ لهذا الحَرَمِ الزمنيِّ المخصوصِ المُقدّس، ولَنلتزم بآدابِ التعرُّضِ للنَفَحاتِ الإلهيّةِ فيه بدءاً مِن الشهرِ الأصبِّ الّذي تُصَبُّ فيه الرحمةُ صَبّاً على العباد،
ولنجعل هذه الّليالي المُباركةَ ليالي تطهُّرٍ وتوبةٍ واغتسالٍ..وليالي توسّلٍ بإمامِ زمانِنا بأن يقشعَ عن بصائرِنا سحابَ الارتياب، ويفتحَ أبصارَ عُقولِنا وقلوبِنا لِمعرفتِهِ"صلواتُ اللهِ عليه"
فلنجعلْها ليالي الجِدِّ في طَلَبِ المعرفة، وليالي المُرابطةِ والتمهيدِ والإكثارِ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج.. امتثالاً لأمرِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه":
(وأكثروا الدُعاءَ بتعجيلِ الفرجِ فإنّ ذلك فرجَكُم)
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 www.tgoop.com/zahraa_culture
BY الثقافة الزهرائية
Share with your friend now:
tgoop.com/zahraa_culture/4294