‏ويرى أهل النظر من أصحاب اللغة أن الدجال إنما سمي مسيحًا لأنه يمسح الأرض إذا خرج، أي يسير فيها، ولا يستقر بمكان. ويرى قوم أنه سمي مسيحًا لأنه ممسوح إحدى العينين، وهذا وإن كان وجهاً فالاشتقاق الأول أعجب إلي؛ لأن تسميتهم إياه الدجال تشهد له، والدَّجَّالة: الرُّفقة في السفر والقافلة.

‏كيف يدخل الرجلُ على متعاديَيْن، ويجامل كل واحد منهما، ثم لا يكون منافقًا؟ 👆

(الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر، ٢٦/٢)

إن من أثقل الناس نفوسًا وأخفِّهم عقولًا #يا_بني من يرى بعض الخواص يتكلمون في مسألة دقيقة لا يعلم أصلها ولا وَصْلَها، لكنه فهِم أن الموضوع ثناءٌ على حيٍّ أو حالةٍ أو ذمٌّ لهما، فطار برُبْع فهمٍ إلى أحسن زوايا بيته أو سيارته، وتجمَّل بالساتر والفلاتر، ثم صوَّر لنا مقطعًا يُرسِل فيه الثناء أو التحذير إرسالَ المعلِّم الخبير، وأقل الناس المجاوزون الصورَ إلى الحقائق، النافذون من الدعاوى إلى البينات، ولهذا يطير مقطعه كل مطار، ويرتع كل مرتع، حتى يصير العلمُ غريبًا، والفهمُ أجنبيًا.

من نوادر القصائد: قصيدة عياض بن كَنيز التي يقول في آخرها:

رَأَبْنا وعَفَّيْنا الكُلومَ كما دَجى
على الأرضِ غيثٌ صادقُ الخالِ مُونِقُ

فتلك مساعينا وأنت مُدَغْمَرٌ
كأنك ضبٌّ خشيةَ الحَرْشِ مُطْرِقُ

في (١٦/٩) من هذا المجموع الذي لا يُدانى، لمن اشتهى رياضة الفك والذهن قبل نومه:)

لا أحب لك الحرصَ على أن تعظُم هيبتُك في نفوس الخلق #يا_بني، لا سيما أحبابك، ومن لهم عليك حق، أو هم إليك أحوج.

وقد أُريتَ أن الطفل إذا حمَل السلاح الخطير كان أشدَّ رهبةً في صدورهم من أعاظم الرجال، وأن الألدَّ الخصِمَ الفاحشَ أدنى إلى تودُّدِهم، وأن الحيوان المجهول الحقيقة أحرى بقلقهم وارتيابهم، فكن كما أمرك الله تُصِب حقيقة العظمةِ والهيبةِ وإن عَمِيَت عنك بصائر أكثر الخلق.

قاعدة:

"المَثَلُ العجيب والبيت النادر كلما دَقَّ معناه، ولَطُفَ حتى يُحتاج إلى إخراجه بغوْصِ الفكر عليه، وإِجالةِ الذهن فيه، كانت النفس بما يظهر لها منه أكثرَ التذاذًا، وأشدَّ استماعًا مما تفهمه فى أول وهلة، ولا يُحتاج فيه إلى نظرٍ وفطنة، وليس إلا لشَرفها، وبُعْدِ غايتها".

(أدب النديم لـ كشاجم، ص٩٢)

أربعةُ أدعية ذكر أربعةٌ من البلغاء أنها أبلغُ الأدعية وأحسنها وأوجزها، حكاها عنهم أبو منصور الثعالبي في مقدمة (مرآة المروءات، ص١٤)، ومرادهم مما أنشأ الناس وقالوا، فلا يقتضي تفضيله على الوارد ولا تقديمه!

وإني أسأل الله أن يديم لكم السرورَ وأتعابَ الفلك لراحتكم، وأن يجعل الأيام مطايا إلى آمالكم، وأن تعيشوا كما شئتم كيف شئتم.

قاعدة:

إذا عوَّدك الله أن يمدَّك بماله، فعوِّدْهُ الإفضال على عياله، ولا تقطع العادة فتنقطع عنك المادة!

(الفاضل للمبرد ص٣٣، وانظر: التذكرة الحمدونية ٢٦٩/٢، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ٢٥٨/٩)

قاعدة:

‏"من المهم للمُتَّسِمين بسِمَة العلم أن يحيطوا بأسماء أعضاء الإنسان، وأبعاضه، وأجزائه، وعوارضه، ويحتووا على اللغات الواردة في ذلك.
وهذا أمر كان الصدر الأول شديدي العناية به، والتأليف فيه، وقد انقرض منذ دهر مديد، وآل أمر الناس اليوم إلى الجهل المحض؛ حتى ترى أعيان الناس اليوم، المشار إليهم بالعلم لا يعرفون من أسماء أعضاء الإنسان إلا ما تعرفه النساء والأطفال من الأسماء المشهورة؛ كالرأس والعين واليد والرجل، وما شاكل ذلك، ولو سئل الواحد منهم عن تمييز كوعه من بوعه لم يعرف ذلك".

‏قاعدة:

"لا يسع للصدر إلا واسع الصدر".

(الوزير الحسن بن سهل)

"وأحسنُ ما يُقال [في تأليف الصديق بالزيارة بلا انقطاع ولا تكلُّف]: اِمْشِ ميلًًا وعُدْ أخًا، وامْشِ ميليْن وأصلح بين اثنين، وامْشِ ثلاثًا وزُرْ أخًا في الله".

‏[مناسَبة]:

﴿باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ﴾

أي: "من النَّار ومقدِّماتها؛ لاقتصار أهله [أي: أهل النفاق] على الظواهر من غير أن يكون لهم نفوذٌ إلى باطنٍ، وعكس ما أرادوا من حفْظِ ظواهرهم في الدنيا مع فساد بواطنهم". (نظم الدرر للبقاعي، ٢٧٥/١٩)

أُوصيك بقراءة كتاب (أُوصيك).

كتاب نافع، يتضمّن كلمات موجزة مهمّة في أبواب مختلفة، بعبارة سهلة واضحة.

وفيه تنبيهات على أمور دقيقة يهملها أو لا يفطن لها كثير من الناس.

‏ما أعقله من رجل! ذاك الذي ينكر في نفسه فعلًا أتى به المصلي بجواره، فيسأله سؤال مستفهم علَّه يجد عنده زيادة علم، لا سيما وبضاعته من الأحكام نتف من مسموع الفتاوى وصفحات من كتب عصرية وأطراف من أحاديث لم يحقق بعد أنها أحاديث نبوية، ولم يغتر بسوق الإنكار والبيان والتصحيح المفتوحة لكل أحد.

‏علامَ يدلُّ اعتبار إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في عمارة المسجد، في قوله عز وجل: {إِنَّمَا یَعۡمُرُ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ}؟

قال الفخر الرازي:

الفخر الرازي: «ومتى تكلم في القرآن من غير أن يكون متبحرا في علم الأصول، وفي علم اللغة والنحو كان في غاية البعد عن الله.» (سورة آل عمران).
يقصد: البعد عن فهم مراد الله

‏"وهذا قول حسن، وكأن السَّمِي بمعنى المسامي والمضاهي، فهو من السمو، وهذا القول يحسن في هذه الآية، ولا يحسن فيما تقدم في ذكر يحيى عليه السلام" (ابن عطية)

"أي إذا صح أن لا أحد مثله، ولا يستحق العبادة غيره؛ لم يكن بد من التسليم لأمره، والاشتغال بعبادته، والاصطبار على مشاقها" (البيضاوي)

‏فحص الأسانيد وتحرير المسائل المتعلقة بجناب سيد الخلق ﷺ واجبٌ لا يُسقط واجبَ الأدب مع مقامه ﷺ، فاحذر من انزلاق لسانك في غير اللائق من القول في حقه ﷺ.
ولا مدخل لتشغيل أسطوانة الغلو هنا، فالحديث عن التزام رُكْنَي العلم والأدب، فيُصَان قوله ﷺ عن الكذب، وكذلك يُصان القول في حقه ﷺ عن قلة الأدب.