أنت لستَ في حصانة #يا_بني من اضطراب النفس أو اضطراب العقل، لكن اعلم أن اضطراب النفس يُعالَج بالأسباب الشرعية والطبية، ولا يُكتفى فيه بالتسكين المؤقت، وأن اضطراب العقل يُزال بتكرار ورود الدلائل الشرعية والفطرية والكونية عليه، ولا يُجمَّل بإلباسه منطق عقول أخرى، ولا يُقبَل بمجرد تعدد نظائره في الخلق.
إذا فقهت هذا وامتثلته استغنيت -بإذن الله- عن البحث عن عقيدة أو طريقة في الدين تتصالح فيها مع نفسك المضطربة، أو يلائم بها عقلُك عقلَ نظرائك وأقرانك، ومن انتهى إلى هذا النوع من البحث الفاسد لم يأمن غالبًا من إحدى نتيجتين: التشبُّع بالشُّبَه المؤيِّدة لما انتهى إليه حتى تُصرف نفسه عن دلائل الحق وإن كانت بين عينيه، أو تكرار البحث والتنقُّل كلما هاج اضطراب النفس أو العقل، فلا تستقر له حال ولا تثبت له طريقة.
إذا فقهت هذا وامتثلته استغنيت -بإذن الله- عن البحث عن عقيدة أو طريقة في الدين تتصالح فيها مع نفسك المضطربة، أو يلائم بها عقلُك عقلَ نظرائك وأقرانك، ومن انتهى إلى هذا النوع من البحث الفاسد لم يأمن غالبًا من إحدى نتيجتين: التشبُّع بالشُّبَه المؤيِّدة لما انتهى إليه حتى تُصرف نفسه عن دلائل الحق وإن كانت بين عينيه، أو تكرار البحث والتنقُّل كلما هاج اضطراب النفس أو العقل، فلا تستقر له حال ولا تثبت له طريقة.
❤5
أما الحُرُّ #يا_بني فيُسَرُ بحُسْن قرينته إذا نظر هو إليها، وأما غيره فيُسَرُّ بنظر الرجال إلى حُسْن قرينته.
❤1
قاعدتان أراهما أولى القواعد باستحضار من ابتُلي بالوسوسة لئلا ينقطع عن العمل، ولا يقطع طريق الوصول، ولا يغلق باب الرجاء، وإذا غفل عنهما فلا أظنه ينفعه شيء.
وأرى هاتين القاعدتين في طيِّ أسرار هذه الآية الكريمة.
الأولى: أن يستحضر عظيم رحمة ربِّه، وأن يظن أن الذي هداه إلى العناية بأمر الوضوء والصلاة وغيرهما من العبادات، وأقامه في أشرف مقامات العبودية ما أقامه ليعذِّبه، وليرُدَّ عليه عمَله بعد أن تكلَّف منه ما يطيق، وهو الذي شرع لعباده الشريعة لتكون آخذة بأيديهم إلى سعادتهم وفلاحهم، كما قال لنبيِّه ﷺ: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}، فـ"ليس المقصود بالوحي، وإنزال القرآن عليك، وشرع الشريعة، لتشقى بذلك، ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين، وتعجز عنه قوى العاملين" كما قال ابن سعدي -رحمه الله تعالى-.
الثانية -وهي فرع عن الأولى-: أن الذي شرع هذه الشريعة لتكون عنوان فلاح العبد، وطريق نجاته، وزاده إلى خير معاد، هو الذي الذي قضى بحكمته ورحمته وجود الاختلاف في كثير من فروعها، لتوافق تقلُّبَ العبد بين أحواله، فإذا قوي على الأكمل والأتم والأشد أخذ به رجاء الثواب واحتياطًا لدينه، وإذا ضعُف عنه أخذ برخصة معتبرة من قول السلف والعلماء، فلا تفضي به حالٌ إلى الانقطاع والترك، ولا يزال يتقلُّب في منازل العاملين، ولا يكون مع الأشقياء والمحرومين.
وأرى هاتين القاعدتين في طيِّ أسرار هذه الآية الكريمة.
الأولى: أن يستحضر عظيم رحمة ربِّه، وأن يظن أن الذي هداه إلى العناية بأمر الوضوء والصلاة وغيرهما من العبادات، وأقامه في أشرف مقامات العبودية ما أقامه ليعذِّبه، وليرُدَّ عليه عمَله بعد أن تكلَّف منه ما يطيق، وهو الذي شرع لعباده الشريعة لتكون آخذة بأيديهم إلى سعادتهم وفلاحهم، كما قال لنبيِّه ﷺ: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}، فـ"ليس المقصود بالوحي، وإنزال القرآن عليك، وشرع الشريعة، لتشقى بذلك، ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين، وتعجز عنه قوى العاملين" كما قال ابن سعدي -رحمه الله تعالى-.
الثانية -وهي فرع عن الأولى-: أن الذي شرع هذه الشريعة لتكون عنوان فلاح العبد، وطريق نجاته، وزاده إلى خير معاد، هو الذي الذي قضى بحكمته ورحمته وجود الاختلاف في كثير من فروعها، لتوافق تقلُّبَ العبد بين أحواله، فإذا قوي على الأكمل والأتم والأشد أخذ به رجاء الثواب واحتياطًا لدينه، وإذا ضعُف عنه أخذ برخصة معتبرة من قول السلف والعلماء، فلا تفضي به حالٌ إلى الانقطاع والترك، ولا يزال يتقلُّب في منازل العاملين، ولا يكون مع الأشقياء والمحرومين.
❤3👍2👏1
لما بلغ الشيخ أبا إسحاق الشيرازي -كما قيل- أن ابن الصباغ قال: "إذا اصطلح الشافعي وأبو حنيفة ذهب علم أبي إسحاق الشيرازي"، يعني: أن علمه هو مسائل الخلاف بينهما، فإذا اتفقا ارتفع. ماذا صنع؟
صنَّف "المهذَّب" الذي هذَّب فيه المذهب وطرقه وأقواله، فكأن عمدة وأساسًا لمن بعده، وأبان فيه كما أبان في غيره عن رتبته في العلم، وأن معرفته وحفظه للخلاف فرع عن معرفته بأصل العلم، وكمال لها إذا اتجهت العناية به.
وفي هذا إشارة إلى أن القوم لم يكونوا يعدُّون الاشتغال بالخلاف وتضارب المقالات واختلاف الأحوال من أصل العلم ولا متينه، ولا يجمُل به الطالب إذا خلا عن ضبط أصول العلم، ووعاية لبابه والمقصود منه للعمل.
فلا أدري هل يعجب بعض الطلاب أن يُقال لهم: إذا اصطلح فلان وفلان من مشايخكم؛ ذهب صوتكم وذكركم وانكسرت أقلامكم. أو لو تركت شياطين الردود المتكلَّفة والأحكام الجائرة ركضَ شيخِكم فأمسك وانصرف عنها؛ لصرتم أيتامًا لا آوي لكم، وضُلَّالًا لا هادي لكم؟!
وإذا أرادوا إفحام القائل، فهل يجدون في أوعيتهم علمًا ينفع الناس، ويرفع ذكرهم عند ربهم وعند أفاضل خلقه، كما رفع ذكر الخصومات وتطلُّبها ذكرهم عند شرارهم وجهالهم؟!
صنَّف "المهذَّب" الذي هذَّب فيه المذهب وطرقه وأقواله، فكأن عمدة وأساسًا لمن بعده، وأبان فيه كما أبان في غيره عن رتبته في العلم، وأن معرفته وحفظه للخلاف فرع عن معرفته بأصل العلم، وكمال لها إذا اتجهت العناية به.
وفي هذا إشارة إلى أن القوم لم يكونوا يعدُّون الاشتغال بالخلاف وتضارب المقالات واختلاف الأحوال من أصل العلم ولا متينه، ولا يجمُل به الطالب إذا خلا عن ضبط أصول العلم، ووعاية لبابه والمقصود منه للعمل.
فلا أدري هل يعجب بعض الطلاب أن يُقال لهم: إذا اصطلح فلان وفلان من مشايخكم؛ ذهب صوتكم وذكركم وانكسرت أقلامكم. أو لو تركت شياطين الردود المتكلَّفة والأحكام الجائرة ركضَ شيخِكم فأمسك وانصرف عنها؛ لصرتم أيتامًا لا آوي لكم، وضُلَّالًا لا هادي لكم؟!
وإذا أرادوا إفحام القائل، فهل يجدون في أوعيتهم علمًا ينفع الناس، ويرفع ذكرهم عند ربهم وعند أفاضل خلقه، كما رفع ذكر الخصومات وتطلُّبها ذكرهم عند شرارهم وجهالهم؟!
👍5
دين العدل حتى بين أعضاء جسد الإنسان:
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في (الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام، ص٧٤):
"وإن اغتسل بالسدر والخطمي ونحوهما في الغسل؛ استُحب له أن يعُمَّ جميع رأسه وبدنه، وأن يعطي كل عضو حقه من التدلك والغسل؛ فإنه قد جاءت السنة بالتسوية بين الأعضاء، كما في من انقطعت إحدى نعليه أن لا يمشي في النعل الآخر ... وقد كره بعض الفقهاء أن يغسل بعض أعضائه في الوضوء أكثر من بعض".
#فقه_الشافعية
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في (الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام، ص٧٤):
"وإن اغتسل بالسدر والخطمي ونحوهما في الغسل؛ استُحب له أن يعُمَّ جميع رأسه وبدنه، وأن يعطي كل عضو حقه من التدلك والغسل؛ فإنه قد جاءت السنة بالتسوية بين الأعضاء، كما في من انقطعت إحدى نعليه أن لا يمشي في النعل الآخر ... وقد كره بعض الفقهاء أن يغسل بعض أعضائه في الوضوء أكثر من بعض".
#فقه_الشافعية
👍1
علموا أولادكم دلَّ الرجال في إقبالهم وإدبارهم، ووردهم وصدرهم، ووفاقهم واختلافهم.
فقد علمتنا العلاقات السريعة التي لم نتطلَّبها .. أن من أبناء العصر من يُقبِل عليك إقبالَ العاشقة، ويُدبِر عنك إدبارَ المُختلِعة!
فقد علمتنا العلاقات السريعة التي لم نتطلَّبها .. أن من أبناء العصر من يُقبِل عليك إقبالَ العاشقة، ويُدبِر عنك إدبارَ المُختلِعة!
❤5👍2👏2
لفتة عقدية تاريخية نفسية:
"اليهود يغلب عليهم الاستكبار والقسوة، فهم يعرفون الحق ولا يتبعونه، وبذلك وصفهم الله في القرآن. ومن فسد من أهل العلم والكلام كان فيه شبه منهم، ولهذا يوجد في متكلِّمة الجهمية من المعتزلة ونحوهم شبه كثير، حتى أن من أحبار اليهود من يقرر الأصول الخمسة التي للمعتزلة، ويوجد فيهم من التكذيب بالقدر والصفات وتأويل ما في التوراة وغير ذلك مما فيه مضاهاة للمعتزلة.
وأما النصارى فيغلب عليهم الإشراك والجهل، فهم يتعبَّدون ويَرحمون لكن بضلال وإشراك، وبذلك وصفهم الله في القرآن. ولهذا يوجد في متعبِّدة الجهمية من الاتحادية وغيرهم منهم شبه كثير، حتى قد رأيت من هؤلاء الاتحادية من أخذ كلام النصارى النسطورية يزِنُه بكلامهم ...". (بيان تلبيس الجهمية، ٣/ ٢٩٥-٢٩٦)
"اليهود يغلب عليهم الاستكبار والقسوة، فهم يعرفون الحق ولا يتبعونه، وبذلك وصفهم الله في القرآن. ومن فسد من أهل العلم والكلام كان فيه شبه منهم، ولهذا يوجد في متكلِّمة الجهمية من المعتزلة ونحوهم شبه كثير، حتى أن من أحبار اليهود من يقرر الأصول الخمسة التي للمعتزلة، ويوجد فيهم من التكذيب بالقدر والصفات وتأويل ما في التوراة وغير ذلك مما فيه مضاهاة للمعتزلة.
وأما النصارى فيغلب عليهم الإشراك والجهل، فهم يتعبَّدون ويَرحمون لكن بضلال وإشراك، وبذلك وصفهم الله في القرآن. ولهذا يوجد في متعبِّدة الجهمية من الاتحادية وغيرهم منهم شبه كثير، حتى قد رأيت من هؤلاء الاتحادية من أخذ كلام النصارى النسطورية يزِنُه بكلامهم ...". (بيان تلبيس الجهمية، ٣/ ٢٩٥-٢٩٦)
❤2
#يا_بني، ما رأيت رجلًا ربَّى نفسه على الضعف وألزمها المُطاوعةَ لمن يغلب عليها .. إلا ابتلي بمن يُفسِد عليه دينه أو دنياه، فتغلب عليه زوجة سيئة الخُلُق تحمله على القطيعة والعقوق، أو بشيخ يحمله على الوقيعة وهضم الحقوق، أو بمدير يسوقه سوقًا إلى غمط الأمين ورعاية الخائن، أو بصحبة تزيِّن له ذلك كله، وتذكِّره بمنزلة الصبر وفضيلة الاحتساب!
❤4👏2👍1
إياك يا #طالب_العلم❗
قال ابن أبي العز -رحمه الله- في شرح الطحاوية بعد أن ساق هذا الحديث:
"نهى صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف الذي فيه جَحْدُ كلِّ واحدٍ من المختلفيْن ما مع صاحبهِ من الحق".
قال ابن أبي العز -رحمه الله- في شرح الطحاوية بعد أن ساق هذا الحديث:
"نهى صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف الذي فيه جَحْدُ كلِّ واحدٍ من المختلفيْن ما مع صاحبهِ من الحق".
تذكيرًا وتثبيتًا لمن في قلبه بقية من إيمان وعقل، كلما تجددت مهرجانات الاستفزاز بالترحُّم على من مات على غير ملة الإسلام.
في "تفسير ابن أبي حاتم" عن الحسن البصري، قال: "اشترك في هذه الآية في الدنيا المسلم والكافر، فإذا كان يوم القيامة كانت للمتقين خاصة".
وعن قتادة: "قوله: ﴿والذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ فتمنَّتها اليهود والنصارى، فأنزل الله عز وجل شرطًا وثيقًا بيِّنًا، فقال: ﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأمي﴾".
وعند الثعلبي والبغوي عن عطية العوفي: "وسعت كل شيء ولكن لا تجب إلا للذين يتقون، وذلك أن الكافر يُرزق ويُدفع عنه بالمؤمنين لسعة رحمة الله للمؤمنين، فيعيش فيها، فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة، كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه".
اللهم لا تكلنا إلى سُرُج غيرنا، واجعلنا من السائرين إليك بقلوب مؤمنة بك وبوعدك ووعيدك، وجوارح متمثلة لأمرك، وألسنة ناطقة بذكرك وشكرك، وتوفَّنا على ذلك يا أرحم الراحمين.
في "تفسير ابن أبي حاتم" عن الحسن البصري، قال: "اشترك في هذه الآية في الدنيا المسلم والكافر، فإذا كان يوم القيامة كانت للمتقين خاصة".
وعن قتادة: "قوله: ﴿والذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ فتمنَّتها اليهود والنصارى، فأنزل الله عز وجل شرطًا وثيقًا بيِّنًا، فقال: ﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأمي﴾".
وعند الثعلبي والبغوي عن عطية العوفي: "وسعت كل شيء ولكن لا تجب إلا للذين يتقون، وذلك أن الكافر يُرزق ويُدفع عنه بالمؤمنين لسعة رحمة الله للمؤمنين، فيعيش فيها، فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة، كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه".
اللهم لا تكلنا إلى سُرُج غيرنا، واجعلنا من السائرين إليك بقلوب مؤمنة بك وبوعدك ووعيدك، وجوارح متمثلة لأمرك، وألسنة ناطقة بذكرك وشكرك، وتوفَّنا على ذلك يا أرحم الراحمين.
❤2👏1
#يا_بني، لا يُعاب الدينُ بانجذاب الفقراء والضَّعَفَة إليه، وانصراف أهل الكبر والبطر عنه. لكن يُعاب المنهج بانجذاب الحمقى وأولي المآرب إليه، وانصراف العقلاء وأولي الفضائل عنه. فاجعلها آية من آيات تهتدي بها إلى الطريقة المرضية في الدين.
👍4❤2🤔2👏1
من ينتظر منك غاية الإحسان في كل حالة، ويعتقد فيك الكمال #يا_بني، أخطر عليك ممن ينتظر منك الإساءة، ويعتقد فيك النقص.
فإن الأول أعجلُ ملامًا، وأسرعُ انقلابًا، وأشدُّ كُلفة وغمطًا، وأصرفُ لك عن إحسان النية والقصد في العمل، وأشغَلُ لك ببعض المقاصد عن بعض.
وأما الآخر؛ فيرى إحسانك بعين أوسع إحاطة، وأعظم تحقيقًا، كما هي رؤية المرء لأمر لم يتوقعه ولا ينتظره. فإن ملك زمام قلبِه قادَه إحسانك إلى العدل في القول، والإحسان في الظن، والاقتداء في الخير، فكنت بالإحسان مصلحًا لمن هو أقرب إلى الصلاح. وإن سلَّم زمامه الشيطانَ؛ ملأ إحسانك قلبَه بنار الحسد حتى تحرق ذكره وتمحو أثره، وكنت بإحسانك مراغِمًا كابِتًا لمن هو أقرب إلى الفساد.
فإن الأول أعجلُ ملامًا، وأسرعُ انقلابًا، وأشدُّ كُلفة وغمطًا، وأصرفُ لك عن إحسان النية والقصد في العمل، وأشغَلُ لك ببعض المقاصد عن بعض.
وأما الآخر؛ فيرى إحسانك بعين أوسع إحاطة، وأعظم تحقيقًا، كما هي رؤية المرء لأمر لم يتوقعه ولا ينتظره. فإن ملك زمام قلبِه قادَه إحسانك إلى العدل في القول، والإحسان في الظن، والاقتداء في الخير، فكنت بالإحسان مصلحًا لمن هو أقرب إلى الصلاح. وإن سلَّم زمامه الشيطانَ؛ ملأ إحسانك قلبَه بنار الحسد حتى تحرق ذكره وتمحو أثره، وكنت بإحسانك مراغِمًا كابِتًا لمن هو أقرب إلى الفساد.
❤4
قال الزمخشري في "الكشاف":
"فان قلت: كيف قيل: {ولم يَخْشَ إِلا الله}، والمؤمن يخشى المحاذير ولا يتمالك أن لا يخشاها؟
قلت: هي الخشية والتقوى في أبواب الدين، وأن لا يختار على رضا الله رضا غيره لتوقُّع مَخوف، وإذا اعترضه أمران: أحدهما حق الله، والآخر حق نفسه؛ أن يخاف الله، فيؤثر حق الله على حق نفسه". اهـ
"فان قلت: كيف قيل: {ولم يَخْشَ إِلا الله}، والمؤمن يخشى المحاذير ولا يتمالك أن لا يخشاها؟
قلت: هي الخشية والتقوى في أبواب الدين، وأن لا يختار على رضا الله رضا غيره لتوقُّع مَخوف، وإذا اعترضه أمران: أحدهما حق الله، والآخر حق نفسه؛ أن يخاف الله، فيؤثر حق الله على حق نفسه". اهـ
❤4
أفضل الجلسات للذاكر:
قال ابن علان -رحمه الله- في (الفتوحات الربانية، ١/ ١٣٣-١٣٤):
"في فروع الفقيه محمد بن أبي بكر الأشجعي اليمني: أفضل الجلسات التورُّك وهو جلوس التشهد الأخير؛ لأنه جلوس فرض، ثم الافتراش؛ لأنه مطلوب في الصلاة اهـ. وقال في الحرز: أفضل أحواله إما على ركبتيه أو بصفة التربيع بحسب اختلاف المشايخ اهـ. ومختار أشياخنا الأول؛ لأنه أكمل في الأدب، وأقرب إلى حضور القلب. ولا ينافيه ما نقل القاضي عياض في شرح صحيح مسلم أن أكثر جلوسه ﷺ الاحتباء، أي فيقتضي إكثاره من ذلك أفضليته على سواه؛ لما قال عمي وشيخي الشيخ الأوحد أحمد بن إبراهيم بن علان الصديقي سلَّمه الله تعالى: إن القوم إنما فضَّلوا ما سبق؛ لأنه أقرب إلى الحضور ففضَّلوه لذلك، والنبي ﷺ لا تطرُقه الغفلة في آن حتى يتوصَّل بالجلسة أو نحوها إلى ذلك الشأن. وهو جواب حسن في غاية الإحسان".
#فقه_الشافعية
قال ابن علان -رحمه الله- في (الفتوحات الربانية، ١/ ١٣٣-١٣٤):
"في فروع الفقيه محمد بن أبي بكر الأشجعي اليمني: أفضل الجلسات التورُّك وهو جلوس التشهد الأخير؛ لأنه جلوس فرض، ثم الافتراش؛ لأنه مطلوب في الصلاة اهـ. وقال في الحرز: أفضل أحواله إما على ركبتيه أو بصفة التربيع بحسب اختلاف المشايخ اهـ. ومختار أشياخنا الأول؛ لأنه أكمل في الأدب، وأقرب إلى حضور القلب. ولا ينافيه ما نقل القاضي عياض في شرح صحيح مسلم أن أكثر جلوسه ﷺ الاحتباء، أي فيقتضي إكثاره من ذلك أفضليته على سواه؛ لما قال عمي وشيخي الشيخ الأوحد أحمد بن إبراهيم بن علان الصديقي سلَّمه الله تعالى: إن القوم إنما فضَّلوا ما سبق؛ لأنه أقرب إلى الحضور ففضَّلوه لذلك، والنبي ﷺ لا تطرُقه الغفلة في آن حتى يتوصَّل بالجلسة أو نحوها إلى ذلك الشأن. وهو جواب حسن في غاية الإحسان".
#فقه_الشافعية
❤3